أثارت لافتة بإحدى الصيدليات بمدينة الصويرة، مكتوبة باللغة العبرية بالمدينة القديمة و بالضبط بالملاح القديم، فضول بعض رواد مواقع التواصل الإجتماعي و تساؤلات بعض المارة الذين انتبهوا لهذه اللغة التي أضيفت للغة العربية و الفرنسية .
مبدئيا، لا يوجد فيما نعتقد مقتضى قانوني بمنع من تحرير اسم محل أو مكان بلغة أجنبية غير رسمية بالمملكة المغربية، رغم أن من المغاربة الأمازيغيين في زمن الراحل الحسن الثاني رحمه الله، من حكم عليه بالسجن لأنه كتب لافتة باللغة الأمازيغية.
اللغة الفرنسية ليست لغة رسمية و لا دستورية و لكن حاضرة في العديد من واجهة المحلات و المؤسسات الحكومية و غير الحكومية. لذلك لا نعتبر الكتابة بلال غ ة العربية شيئا غريبا و لا لغة محرمة، لأنها لغة مثل الفرنسية و الإنجليزية و الإسبانية مثلا، و استعمالها لا يمكن أن يلحق أي ضرر مادي أو م ع موق.
في ذات السياق، يمكن أن نسجل أن الدستور المغربي لسنة. 2011, ينص بصراحة على أن اللغة و الثقافة العبرية رافد من روافد الهوية والحضارة المغربية.
من جهة ثانية، يمكن القول إن
” الحديث عن الوجود اليهودي بالمغرب يعود لأكثر من ألفي عام، فمعالم تراثه لا تزال موجودة إلى اليوم من خلال بعض المواقع التاريخية والمعابد والتجمعات السكنية كالملاح و مختلف التعابير الثقافية والفنية، فهو شهادة على تاريخ مشترك ومتعدد الأبعاد وكان كذلك إضافة أخرى للثقافة المغربية التي جمعت بين العديد من المكونات والروافد المتنوعة والغزيرة التي يضيق الحيز للتحدث عنها كلها” .
في تصريح محافظة المتحف اليهودي المغربي بالدار البيضاء للسيدة زهور رحيحل اعتبرت أن الثقافة المغربية ليست مجزأة، فهي ثقافة موحدة تجمع الجميع، والدستور المغربي كان واضحا في هذا الأمر، “لأنه فريد من نوعه في العالم وليس العالم العربي فقط، ولأنه الدستور الوحيد الذي تحدث عن الرافد العبري واليهودي ودوره في إغناء الثقافة المغربية”، مؤكدة أن هناك روافد أخرى كان لها الدور نفسه في إغناء الثقافة المغربية كالرافد الأمازيغي والأندلسي والعربي والإسلامي والحساني والرافد المتوسطي والإفريقي” .