في إطار تخليد الذكرى التاسعة عشر لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أرسى دعائمها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده بعد الخطاب السامي يوم 18 ماي 2005 و من بين أهدافها تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للفئات الفقيرة وجعل المواطن المغربي أساس الرهان التنموي الذي قوامه الاندماج والمشاركة.
و في هذا السياق نظمت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية لعمالة سلا بهذه المناسبة لقاءها السنوي بمقر عمالة سلا يوم السبت 18 ماي 2024 على الساعة التاسعة والربع صباحا تحت شعار”الألف يوم الأولى من الحياة: أساس مستقبل أطفالنا”.
وتشكل هذه المناسبة فرصة للتداول والنقاش، وتبادل الأفكار حول مختلف المشاريع والأنشطة المنجزة في إطار برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، خاصة برنامج الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة في الشق المتعلق بمحور دعم صحة و تغذية الأم و الطفل.
و يأتي اختيار موضوع هذا الاحتفال استجابة لمخرجات العديد من الدراسات التي أظهرت الآثار الإيجابية للعناية بالأطفال خلال الفترة الأولى من حياتهم، كما أكدت على أن الرعاية الجيدة في هذه المرحلة، يمكن أن تسهم بشكل كبير في تحسين صحة الرضع وتطورهم البدني والعقلي.
إن الاهتمام بنمو الطفل خلال الألف يوم الأولى من الحياة، يشكل لبنة أساسية لدعم وتعزيز الرأسمال البشري، لذا فلا بد من بذل المزيد من الجهود من طرف كل من الأسرة و المجتمع المدني و المتدخلين في مجال الصحة .
وفي هذا الإطار قامت اللجنة الاقليمية للتنمية البشرية بعمالة سلا مع باقي الشركاء بتسطير وبرمجة مجموعة من المشاريع همت بالخصوص التوعية بأهمية المواكبة الصحية للنساء الحوامل والتغذية والرضاعة الطبيعية و التتبع الصحي للأطفال حديثي الولادة، وأعطيت عناية خاصة للمجال القروي بإنجاز مجموعة من المشاريع، منها إحداث مستوصفات صحية ،ووحدات طبية متنقلة قصد القيام بحملات طبية لفائدة الأمهات الحوامل والأطفال حديثي الولادة.
ويبقى الاستثمار في الألف يوم الأولى لضمان بداية جيدة للأطفال والمواكبة الصحية للأم و الطفل وجعلها من أولويات المشاريع المستقبلية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، إحدى الدعائم الجوهرية، لإثراء كفاءات بشرية قادرة على مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية.