بات من الضروري أن تعلن الحكومة عن خطتها لمواجهة خطر تهديد المغاربة كافة في قوتهم اليومي.
إن جائحة كورونا ، والتغيرات المناخية،والحرب الروسية ـ الاوكرانيه ليست ذرائع يختفي وراءها الفاعل السياسي كمبررات لإخفاء عجز التدبير والحوكمة، وإنما هو واقع يجب التعامل مع إكراهاته وخلق بدائل تستند على المقدرات الوطنية اولا وعلى العلاقات الإقليمية والدولية تانيا للحد من التبعية، المبالغ فيها،للآخر على مستوى تأمين الغذاء
واهم من يعتقد أن المغرب بلد فلاحي، بل المغرب بلد قروي اي متعدد القرى يمارس أهلها أنشطة فلاحية معاشية تقليدية رغم وجود مراكز الارشاد الفلاحي منذ فجر الاستقلال فإن اثرها التوعوي ظل للأسف جد محدود ولعقود ورغم تبني الحكومتين السابقتين برنامج المغرب الاخضر والدليل انه بمجرد انحباس المطر 5 اشهر خلال الموسم الجاري حتى تعرت عورة ما يسمى عندنا بالفلاحة والفلاح….وحتى الفلاحة المتمركزة في حوض سوس ـ ماسة فهي موجهة للسوق الخارجية وتستفيد من عائداتها مجموعة من رؤوس الأموال على حساب الثروة المائية الجوفية المهددة أصلا بالزوال
المغرب ليس بلدا فلاحيا ، وإنما يملك مقومات ان يكون كذلك : سهول غربية ممتدة على حد البصر ، وانهار تنبع من جبالنا وتصب في محيطنا ، وثروة فوسفاطية غزيرة ، وواجهتين بحريتين تسمحان بسقي ما شئنا من الأراضي بعد تحلية مياهها (خصوصا ان تكلفة تكنولوجيا تحلية مياه البحر اصبحت في متناول بلدان مثل المغرب) ، وكذلك توفر المغرب على ساكنة بدوية تتميز بالفتوة والشباب ، ومعاهد للتكوين الفلاحي مبثوثة على مجموع التراب الوطني ، وإرادة سياسيه على مستوى قمة هرم الدولة موجودة….الكرة إذن في مرمى حكومة رجال الأعمال ، نحن لسنا في حاجة إلى التنابز السياسي والخرجات الإعلامية غير الموفقة في عمومها ، المغاربة يريدون طحينا لا جعجعة.
فالازمات المشار إليها أعلاه( كورونا ـ تغيرات المناخ ـ الحرب الروسية الاوكرانيه) أظهرت أهمية الحرص على زيادة انتاج الغذاء محليا ونهمس في أذن حكومة رجال الأعمال ان الدول المنتجة تضع قيودا على إمداداتها الغذائية للدول المستوردة ، فالرهان ليس على إقناع هذه الدول بمدنا بما تحتاجه أسواقنا وإنما الرهان الحقيقي هو تامين الغذاء محليا وفق ما مسطر في رؤية 2030 ، ووفق ما وعد به النموذج التنموي الجديد خصوصا اذا علمنا أن الخبز يكاد يكون مرادفا للغذاء عند غالبية المغاربة واذا علمنا كذلك ان استيراد القمح يكلف خزينة الدولة مليارين وستة ملايين(2،6مليار )درهم شهريا، وان 30 % من حاجيات القمح نأتي بها من اوكرانيا (19,5%) ومن روسيا( 10%). فما هي استراتيجيتكم لتضمنوا خبزنا محليا : حكومة أخنوش…؟؟