رحم الله من قال ” إذا كنت في المغرب فلا تستغرب”. ما وقع في ترشيحات مدرسة فهد العليا للترجمة بطنجة، التابعة لجامعة عبد المالك السعدي، لا يثير فقط الإستغراب، بل يدفعنا للخوف على مستقبل الجامعة العمومية المغربية.
فقد أسفرت نتائج الترشيحات لشغل منصب مدير مدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة عن اقتراح ثلاثة مترشحين جميعهم من كلية الآداب بتطوان ولم يحظ أي أستاذ من مدرسة فهد بقبول ترشيحه من قبل لجنة المقابلات التي ترأسها عبد الرحمن طنكول، رئيس جامعة متقاعد.
إننا وإن كنا لا نشك إطلاقا في كفاءة أساتذة كلية الآداب بتطوان، ولكن من حقنا أن نتساءل مع المتسائلين عن المقاييس العلمية التي تم بها الإختبار وإبعاد أساتذة متخصصين وقضوا عقودا من الزمن الجامعي في رحاب هذه المدرسة العليا؟
الوسط الجامعي أيضا، يتساءل حول المبررات الموضوعية لقرار اللجنة بإبعاد ملف الدكتور الطيب بوتبقالت، الأستاذ الباحث بهذه المؤسسة الذي يعتبر من أعمدة هذه المدرسة العليا ومن خيرة الأساتذة، الذين يتوفرون على تجربة متميزة ومعترف بها وطنيا ودوليا دامت أكثر من ثلاثة عقود.
في ذات السياق، تأسف العديد من الأساتذة الجامعيين والطلبة الباحثين إقصاء الطيب بوتبقالت الذي تقدم بمشروع متكامل أمام اللجنة يشهد على تجربته الطويلة في التدريس وفحص الأطروحات والإشراف على بحوث في الإجازة والماستر والدكتوراه.
الدكتور بوتبقالت من الأساتذة المجتهدين والجادين في عملهم لمدة زمنية تجاوزت الثلاثين سنة، حيث أشرف على تدريس الإعلام والترجمة والتاريخ السياسي الراهن، وبالرغم من تجربته الطويلة فلا يزال نشيطا يتنقل بين طنجة وتطوان والرباط حيث يدرس في المعهد العالي للإعلام والاتصال في ماستر التواصل السياسي، ويشرف على بحوث التخرج باللغتين العربية والفرنسية.