صدر للكاتب و الصحفي جمال محافظ مؤلف بعنوان ” حفريات صحفية من المجلة الحائطية الى حائط فايس بوك ” يتناول فيه مجموعة من القضايا المرتبطة بميدان الصحافة ووسائط الإعلام وذلك في ظل التحولات التكنولوجية المتسارعة .
وتطرق المؤلف في هذا الكتاب، الذي يتكون من 400 صفحة، لعدة مواضيع نشرها ما بين 2018 و2020 في منابر صحفية ومواقع الكترونية وطنية وعربية.
وتوقف الكتاب ،الذي صدر عن دار المناهل ،وكتب مقدمته ادريس اليزمي رئيس مجلس الجالية المغربية في الخارج ، عند بعض المحطات التي طبعت تاريخ ووقائع الصحافة والصحافيين من خلال استعادة هذه المحطات وتحليلها بهدف الاستفادة من دروسها.
وسجل الأستاذ محافظ أن الإشكالية الرئيسية التي يهدف الكتاب الى مقاربتها تتمثل في البرهنة على التفاعل بين الحقل الصحفي والإعلامي والأوضاع السياسية والاجتماعية والثقافية
واعتبر الكاتب ان العلاقة بين الفاعلين السياسي والإعلامي تميزت بمرحلتين من الناحية التاريخية أولهما تكمن في مرحلة الحماية حيث كان تشريع الصحافة موجها لخدمة الاستعمار وثانيهما مرحلة الاستقلال التي شهدت تأرجحا بين تقييد الصحافة وتوسيع هامش حرية التعبير.
ويرى المؤلف أن الطابع الغالب على الصحافة المغربية ومكوناتها يتمثل في هيمنة الأحزاب السياسية التي حددت وظيفة الصحيفة في نشر أفكارها والتواصل مع المناضلين وفي مقابل ذلك أحكمت الدولة قبضتها على الإذاعة والتلفزيون لمواجهة صحافة الأحزاب .
وأشار الكاتب الى ان سنة 1985 سيعرف الاعلام المغربي “فترة عصيبة” دامت عدة سنوات بعد إلحاق وزارة الإعلام بوزارة الداخلية .
واضاف ان سنة 1998 عرفت مشاركة أحزاب المعارضة في الحكومة مما أدى الى غياب معارضة مؤسساتية بديلة ، وهو الأمر الذي جعل من الصحافة المستقلة معارضة وحيدة في الساحة بالنظر الى طبيعة المواضيع والنبرة النقدية الواضحة في معالجتها.
غير أن سنة 2000 ، يسجل المؤلف ، تميزت بإحكام القبضة من جديد على الصحافة حيث تعرضت ثلاث صحف (لوجورنال والصحيفة ودومان ) للمنع.
وأبرز أن الانترنيت غير بعمق معالم وسائل الإعلام التقليدية في ظل الثورة الصناعية الثالثة والتي تزامنت مع جائحة كورونا عام 2020 التي أعادت الدفء بين الجمهور ووسائل الإعلام العمومي السمعية والبصرية غير أنها زادت بالمقابل من حجم التحديات التي تواجه الصحافة الورقية وجعلتها تعيش “قصة موت غير معلن ” .
من جهة أخرى ، اعتبر الكاتب أن ” الأخبار الزائفة ” لم تكن وليدة جائحة كورونا وإن كانت قد فاقمت من حدتها ومن سرعة انتشارها مضيفا ان هذه الظاهرة تصدى لها مفكرون بالنقد والدراسة والبحث خاصة من المهتمين بقضايا السياسة والإعلام والاتصال.
وأشار المؤلف الى أن الكتاب ،الذي دون على ظهره مراد القادري رئيس بيت الشعر بالمغرب ، تضمن بالإضافة الى القضايا المرتبطة بالإعلام ، مواضيع أخرى منها ما يتعلق بالتواصل من المجلة الحائطية الى الفايس بوك، والتفاعل مع ما يحدث في المجتمع وقضاياه ورموز الذاكرة التربوية والجمعوية والسياسية الوطنية.