دلف إلى المقهى، جلس إلى طاولة بسيطة وطلب فطورا، وضع صاحب المقهى أمامه صينية بها براد وكأسان وضعت بأحدهما أوراق نعناع.
– خويا، ماكاينينش الكيسان ديال أتاي؟
– لا، كانديروا غير البرارد
في مدن شمال المغرب، تختفي البراريد من المقاهي، ويكتفي الناس بطلب كؤوس الشاي أو النعناع، وهو ما دأب عليه سي محمد بالرباط، وضع القهواجي النعناع في البراد، أتبعه بقطع السكر، أحضر خبزة وصحن بيصارة، أفرغ كأسا من البراد وقال لسي محمد:
– بالصحة والراحة، واقيلا نتا براني؟
– آه أخويا، أول مرة كاتجيبني الأرزاق هنا
– مرحبا بيك أخويا، الصويريين ظرافات.
– لا أخويا، أنا صيفطوني للنواحي، بعيد شويا على ما قالوا
أكمل فطوره، أدى الثمن وشكر صاحب المقهى على سعة صدره.
استدار نحو اليسار قاطعا سالكا شارع المسيرة ليسمع صوتا يناديه:
– سي محمد، سي محمد
استدار جهة اليمين، فلمح يدا تشير إليه من مقهى الأندلس المقابلة، أخيرا انفتحت له أبواب القدر، ووجد إنسانا يعرفه.
يتبع
الوقائع شبه واقعية وتعود لسنة 1993.