تم أمس الأربعاء في الرباط، تقديم كتاب “الجزائر .. عدم الاستقرار السياسي يديم القطيعة مع المغرب” للصحافي والكاتب الطيب دكار ، وذلك خلال ندوة احتضنها المعهد العالي للإعلام والاتصال.
ويسلط المؤلف الضوء في إصداره على أهداف الحراك وانعكاساته السياسية في الجزائر حيث السلطة ، التي يسيطر عليها الجيش منذ سنة 1962 ، تقاوم التغيير الذي يطالب به الشعب ، الذي دفع ثمنا باهظا ، أولا من أجل الاستقلال ، ثم من أجل الديمقراطية والحرية والعدالة.
وفي كلمة بالمناسبة ، أوضح السيد دكار أن كتابه يتناول “الوضع في الجزائر منذ بداية الحراك حتى نهايته ، وكذلك تطور العلاقة بين المغرب والجزائر في سياق عدم الاستقرار السياسي السائد في هذا البلد منذ ثلاثة عقود على الأقل “، مضيفا أن عدم الاستقرار هذا يعيق ويقوض أي تطبيع دائم مع المملكة.
وشدد المؤلف على أن قطع العلاقات والعداء للمغرب ، علاوة على عدم الاستقرار الدائم في الجزائر “يلحق ضررا جسيما بالشعب الجزائري، وكذلك بالجوار والأخوة العربية والإسلامية والمغاربية”.
وفي ظل هذا الواقع، يرى الكاتب أن “هذه القطيعة مع المغرب من شأنها أن تستمر. فقد أظهر الجيش الجزائري لأولئك الذين لا تزال لديهم شكوك، أنه يظل متحكما في السلطة، وأن الرؤساء ، أيا كانوا ، يعتبرون مجرد واجهة خارجية للنظام “.
وأضاف السيد دكار أن “دمقرطة الجزائر تشكل اليوم الرهان الحقيقي، وذلك من خلال عودة الجيش إلى الثكنات وإرساء نظام ديمقراطي حقيقي يسمح لمجموع الشعب الجزائري بالتعبير بحرية عن رأيه بخصوص القضايا الوطنية و الدولية “.
وخلال مسيرته الإعلامية ، عمل الصحافي الطيب دكار مراسلا لوكالة المغرب العربي للأنباء بوجدة وباريس والجزائر وبون وبرلين ، ثم مديرا للإعلام في الرباط. وعمل السيد دكار ، الحاصل على الإجازة في القانون (الرباط) و على دبلوم للدراسات المعمقة في علوم الإعلام والاتصال (باريس) ، في الجزائر خلال فترة شهد فيها هذا البلد تحولات سياسية كبرى ، وأيضا أثناء اندلاع موجة العنف.