يشهد استاد البيت، بتصميمه المستلهم من الخيمة البدوية التقليدية، اليوم الأحد، حفل افتتاح النسخة الأولى من نهائيات كأس العالم لكرة القدم في الشرق الأوسط والعالم العربي، يذكّر بحفل دورات الألعاب الأولمبية “يمزج بين التقاليد القطرية والثقافة العالمية” ويتصدره أحد أعضاء فرقة البوب الكوري الشهيرة “بي تي إس”.
وستكون رسالة الحفل الذي يستغرق 30 دقيقة بمثابة دعوة إلى العالم أجمع كي يأتي إلى قطر، وتتمحور حول التقارب بين كل شعوب البشرية والتغلب على الاختلافات من خلال الإنسانية والاحترام والشمولية، حيث إن كرة القدم تسمح لنا بالتقارب كقبيلة واحدة كوكبها هو الخيمة التي نعيش فيها.
واستيقظت العاصمة القطرية الدوحة ومدنها المونديالية باكراً الأحد، وكلها استعداد لحفل التتويج بآمال وأحلام واسعة، وبعد أن ضبط سكانها وجمهورها الواسع الوافد من دول العالم، توقيتهم على ساعة العد التنازلي لإطلاق صافرة بداية كأس العالم، التي تنظم لأول مرة في دولة عربية وإسلامية وفي الشرق الأوسط.
وبعد انتظار دام 12 عاماً، حلّ اليوم المنتظر، واللحظة الحاسمة لقطر التي تفتتح كأس العالم لكرة القدم. وخلال جولة “القدس العربي” في عدد من مناطق قطر ومدنها الرئيسية التي اكتست حلة مونديالية، يُلاحظ جلياً أجواء الحماسة التي تظهر على ملامح الجميع، والروح الإيجابية التي تطبع إيقاع الحياة في دولة شغلت العالم لأزيد من عقد بأخبارها. ولم يكن المشجعون يتحدثون سوى لغة المونديال، وصوتهم يتردد صداه بأهازيج وأغان بلغات الدنيا، والفرحة شعار كل من يتجول في الشوارع أو يستقل حافلات النقل، ويستخدم شبكة المترو العصرية التي تعد مكسب الدولة الخليجية الغنية بالنفط، وهي إحدى الاستثمارات الواسعة، التي مولتها الحكومة لتشييد بنية تحتية تنقلها لمصاف الدول المتقدمة.
والمتجول في الدوحة ومدنها المونديالية، لا يكاد يسمع أو يشعر نهائياً بكل ما روجت له جهات غربية وحتى من دول شقيقة، حول مزاعم سعت من دون جدوى لتقديم صورة مغلوطة عن الدولة العربية التي تنظم لأول مرة في التاريخ هذا الحدث الرياضي العالمي.
وفي سوق واقف الذي يعد أحد أبرز الوجهات في الدوحة، توافد الآلاف وتوقفوا في محلاته لاقتناء الأعلام والقمصان والتذكارات التي توشحت بألوان منتخباتهم. كما تذوق الكثيرون الإفطار الصباحي في المحلات المشهورة في الموقع الذي أصبح أحد رموز قطر ويمثل وصفتها البارزة في الحفاظ على موروثها وعصرنة مدنها، وهو ما جعلها تتفوق في الحفاظ على هويتها دون التخلي عن حلم التطلع للمستقبل.
وكان المنظمون في الميدان منذ ساعات الصباح الأولى، ويلاحظ جيداً أن كل حركة تخضع لتدقيق وتمحيص، مع وجود الآلاف من الأعوان الذين يوجهون الجماهير نحو وجهاتهم والوصول لمقاصدهم بسلاسة، وحرص رجال الأمن على تقديم المساعدة، وكان الجميع في قمة اللطف، وهو ما عبر عنه عشرات المشجعين الذين تواصلت معهم “القدس العربي”.
واستفادت الجماهير من مجانية خدمة المواصلات، وهي المرة الأولى في تاريخ المونديال التي تتاح للجميع فرص استخدام وسائل نقل حديثة من دون أي مقابل.
وخصصت حافلات تنقل الجماهير لملعب البيت في مدينة الخور الذي تميز بهندسته الفريدة المستوحاة من الخيمة العربية، وهي رسالة تعمدت قطر نقلها والتأكيد على ترحيب الدولة العربية بضيوفها جميعاً.
والحركة نحو الملعب كانت تسير بسلاسة بالرغم من توافد عشرات الآلاف وتأكيد المنظمين على ضرورة الوصول الأبكر للملعب.