الشغب أو العنف الرياضي ، ظاهلرة واسعة الانتشار في الملاعب الرياضية و محيطها . و يعبر عنها علماء النفس بالسلوك العدواني و هو سلوك موجه بهدف ايداء كائن ما يحاول تفادي الأذى . و السلوك العدواني قد يكون بدنيا او لفظيا ،
و يميز المتخصصون في علم النفس الرياضي بين نوعين من أنواع العنف و هما: العدوان كغاية و العدوان كوسيلة و هو الاكثر شيوعا و استخداما في الوسط الرياضي ، و هناك العديد من النظريات التي تهدف الى تغيير و فهم السلوك العدواني في المجال الرياضي و تذهب الى تفسيرالعنف الى أنه تعبير عفوي من الغريزة أو لرد فعل ازاء الاحباط او نتيجة طبيعة التعلم و التكييف مع البيئة .
و من خلال تتبعنا للبطولات العالمية منها الافريقية و العربية و بطولة الاحترافية المغربية لكرة القدم على وجه التحديد بمختلف اقسامها ،
نجد ان ظاهرة الشغب كانت هي السائدة في العديد من الملاعب و محيطها و نخص بالذكرملاعب الرباط ، الدارالبيضا ء، فاس ، طنجة و اكادير مما ادى الى توقيف العديد من الملاعب و اللاعبين و المسييرين و حتى المدربين ،
و مما زاد في حدتها و انتشارها بشكل لافت للانتباه خصوصا في المدرجات من طرف مجموعة من الاشخاص من بينهم قاصرين يستغلون من طرف مجموعة اخرى او من طرف أشخاص لاثارة الشغب سواء بالتخريب و التدميرو الاعتداء اللفظي بالسب و الشتم لاشخاص من بينهم الحكام و الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم و رؤساء الاندية .و بمحيط الملاعب بالاعتداء على ممتلكات المواطنين من تخريب السيارات و الحاق الضرر بالغير مع سبق الاصرار و الترصد..
و لم تخرج ظاهرة الشغب عن الجمهور بل تعدته و اصبحت اعمال الشغب يقوم بها اللاعبون و المسيرون و المدربون و حتى كرسي الاحتياط و رجال الامن و الحكام و الساهرين على التنظيم حتى بعض المعلقين الرياضيين باستخدام عبارات غير رياضية اوالانحياز لفريق دون اخر و انفعاللاتهم و سلوكهم الغير السوي بقصد او دون قصد الى اشعال فتيل الشغب مما يدفع المشاغبين الى الاحتجاجات و السب و الشتم بعبارات دنيئة و الصفير و الصاق التهم إما للجهة الوصية او الحكام ،
هذا التعبيرهو تنفيس للحقد و الإحباط و الفشل الموجود بداخلهم .و الامر من هذا هو عند مغادرة الملعب فقد تزداد عدوانيته مما يدفعه الى ارتكاب عد ة تجاوزات منها تكسير و تحطيم و نهب للممتلكات الفردية والاعتداء على المارة و الحافلات و السيارات فيصيب الناس بالخوف و الذعر .فهناك امثلة كثيرة شهدتها بطولتنا الاحترافيىة سواء هذه السنة او السنة الماضية ادت الى توقيف عدد من المشاغبين وكان من ضمنهم قاصريىن زج بهم في السجن .
و الخطير هو اصابة الجمهور و رجال الامن باصابات بليغة كانت سببا في الموت او عاهات مستديمة ،الا ان الحدث الاخير هو وفاة شابة رجاوية امام بوابة المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء نتيجة ازدحام الجمهور مما عرض الفقيدة الى الدهس و الرفس لسوء تنظيم دخول الملعب .
و قد فتحت السلطات المحلية تحقيقا للوقوف على الاسباب و المسببين للوفاة ، و اليوم الاثنين شهد ملعب العربي الزاولي بالدارالبيضاء احداث شغب من طرف جمهور النادي المكناسي و المحسوبين عليه رغم منعه من التنقل ،
فقد حضر خارج القانون للدارالبيضاء محدثا شغبا خارج الملعب بمنعه الخول مستعملا الرشق بالحجارة بالشوارع المحيطة بالملعب محدثا فوصى و تم توقيف 170 شخصا يشتبه في تورطهم في الحاق خسائر مادية بممتلكات عامة و خاصة و تعريض موطفين عموميين للعنف بمناسبة مزاولتهم لمهامهم و رشق عناصلا القوات العمومية و ممتلكات المواطنين بالحجارة .
و من الخسائر التي تم تسجيلها ، خسائر مادية بعشرسيارات خاصة و حافلة للنقل الحضري و مركبة للامن الوطني و اصابة اربعة شرطيين و عنصر من القوات المساعدة بجروح متفاوتة الخطورة .
و عند استعراضنا لتفشي هذه الظاهرة تم استنتاج مجموعة من الاسباب التي تتحرك في الخفاء من أهمها : الفرق المغربية تفتقد لمسييرين اداريين متخصصين في تسير الشان الرياضي فهناك مسييرين تنقصهم الاختصاص في اللعبة مما يفقدهم الكثير في مواكبة مجريات البطولة و تسييرها.
عدم وجود اخصائي نفسي بالعديد من الفرق يهيئ اللاعبين قبل كل مباراة حتى يتحرروا من الضغط النفسي و كدلك ضغط الجمهور و و وسائل الاعلام ورؤساء الافرق الدين يضعون اللاعبين بين اختيارين إما تحقيق نتائج مرضية و الا سوف يكون مصيرهم الاحتياط و الاستغناء عنهم .
عدم اختيار الحكم المناسب لكل مقابلة ، فلجنة البرمجة لا تراعي هذذا العنصر الهام ، فاللجنة هذه السنة لقت احتجاجات كثيرة من طرف جل الفرق سواء بالنسبة بالبطولة الاحترافية وكدلك باقي الاقسام الاخرى مما عجل بالمكتب المديري للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الى حل اللجنة المركزية للتحكيم وتكليف العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية برئاسة السيد سليمان البرهمي .
و في السياق نفسه فان العصبة الاحترافية قررت تعيين محمد الكزاز مديرا جديدا مديرية التحكيم خلفا ليحي حدقة .
جهل كل مكونات الفرق المغربية لقوانين اللعبة التي تعرف تغييرا مع مرور الوقت و دائما هناك ترسانة من القوانين تطبقها الفيفا فيجب تنظيم دورات تكوينية من احل جعل اللاعب ملما بكل القوانين و كل ما هو جديد فيها .
فكثير ما يقع اللاعب في خطا يستلزم من الحكم اصدار عقوبة ما فيحتج اللاعب بطرق منافية للعبة داخل رقعة الملعب او خارجها و تصدر عنه تصرفات تكون سببا في انطلاق الشغب مع ان القانون ينص صراحة على العقوبة.
فهدا الجهل هو من اسباب الاحتجاج و النرفزة مما يدفع المسيرين عند نهاية المقابلة ان يعبروا عن سخطهم و يعتبرون ان الحكم هو سبب انهزام الفريق فقليلا ما يسلم الحكم من الانتقادات .
و اخيرا يجب على وسائل الاعلام ان تلعب دورا اساسيا في تهدئة النفوس بدل شحن الجمهور باستعمالها لبعض المفردات التي تكون سببا في انفجارالغضب او ابداء راي و التشبت به في حالة ما بالمقابلة و مخالفة الحكم في قراراته او ينحاز لفريق دون اخر او التلميح انه يحب فريق ما خلال تعليقه .فالصحفي يجب ان يكون تعليقه على المقابلة دون الخوض في امور لا تحمد عقباها .
و هذا يجرنا الى الاختصاص فاغلب الصحفيين مع احترامي لهم ليس لديهم اختصاص و لا دراية باللعبة التي يعلق عليها فيجب ان يبحث و يتعمق في قوانين كل لعبة على حدة فاكثر الاوقات نجد صحفي ما يعلق على مباراة لكرة القدم وكرة الطائرة و كرة السلة و الملاكة و فنون الحرب و العاب القوى و السباحة و ما الى دلك فكل لعبة لها قوانينها . فيجب اسناد التعليق لكل مباراة الى الصحفي المتخصص . .فهناك قنوات رياضية بها معلقين خاصيين بلعبة ما و لا نجدهم يعلقون على اخرى في نوع اخر .فيجب تطوير المعرفة الرياضية لدى العاملين بوسائل الاعلام .
ادن يبقى السؤال المطروح و بإلحاح اليوم من المسؤؤل عن الشغب الذي اصبح ظاهرة مالوفة بملاعبنا ؟؟؟