بعد الحكم الابتدائي على الحقوقي إدريس السدراوي، الرئيس الوطني للرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان بثمانية أشهر و غرامة مالية قدرها 5500 درهما، قام موقع ” لوبوكلاج” بزيارة لأسرة السدراوي، أولا للاطمئنان عليها و ثانيا لإجراء حوار مع السيدة سعيدة ابو القاسم زوجة الحقوقي المعتقل، حول التطورات الأخيرة التي يشهدها ملف رئيس الرابطة الحاصلة على الصفة الاستشارية لدى الأمم المتحدة.
- مرحبا السيدة سعيدة، متى كانت آخر زيارة لزوجك الحقوقي المعتقل بسجن القنيطرة السي السدراوي؟
لقد قمت بآخر زيارة للأستاذ إدريس السدراوي بسجن القنيطرة، يوم الأربعاء الماضي.
- كيف وجدت السي إدريس خلال هذه الزيارة: الحالة الصحية، النفسية و وضعيته داخل السجن؟
بكل أسف، لأنه بعد ثلاثة أشهر من السجن، صدمت كثيرا بالشكل الذي أصبحت عليه حالته الصحية التي تدهورت بشكل كبير. لقد فقد السي إدريس أكثر من. 35 كيلوغرام من وزنه الأصلي. يبدو كأنه طفل صغير لا يتجاوز عمره 17 سنة، و هذا الوضع المقلق جدا يؤلمني، بل يؤلم أبنائه وأسرته الصغيرة و الكبيرة.
- صحيح، هذه الوضعية لا يمكن إلا أن تكون مؤلمة و قاسية للجميع، و خاصة للأبناء. بعد الزيارة التي قامت بها لجنة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، كيف أصبحت وضعية السي السدراوي، هل استمرت كما كانت أم طرأ عليها تغيير ما ، رغم أن السجن يبقى سجنا؟
بصراحة، بعد الزيارة التي قام بها ممثلو المجلس الوطني لحقوق الإنسان مشكورين ، بعد المراسلة التي قام بها الأمين الوطني للرابطة المغربية للمواطنة و حقوق الإنسان السيد ابراهيم الأشهب، تحسنت نسبيا الوضعية السجنية للأستاذ ادريس السدراوي، حيث لقي السي ادريس استحسانا من طرف الإدارة السجنية، و خاصة من طرف السيد مدير السجن و معاونيه. كما اعتبر السي ادريس هذه الزيارة التفاتة محمودة ستساهم لا محالة في اعتماد مقاربة جديدة و مختلفة عن المرحلة الابتدائية
. من جهة ثانية، أقول أنني أحسست أن السي ادريس يشعر بنوع من الارتياح النفسي بعد زيارة اللجنة الممثلة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان.
- السيدة سعيدة أبو القاسم، كيف تقيمين مختلف مراحل هذه المحاكمة التي فاجأتنا جميعا ؟
بصراحة، البداية كانت صادمة. الاعتقال كان صادما جدا. لم نكن ننتظر ان يقع ما وقع. خاصة أن اليوم الذي اعتقل فيه الأستاذ ادريس السدراوي هو اليوم الذي تم تكريمه فيه من طرف مديرية الأمن الوطني. لقد صدمنا جميعا، أسرته، أبناءه، الحقوقيون صدموا و النساء السلاليات اللواتي كان يدافع عن حقوقهن في السكن و في الأرض. لكن مقابل هذه الصدمات المتتالية ، كان و ما يزال هناك تضامن من الأسرة و الجسم الحقوقي الذي نظم وقفات احتجاجية أمام المحكمة الابتدائية بالقنيطرة، فضلا عن دور النساء السلاليات اللواتي جئن من مختلف مناطق المغرب للتعبير عن تضامنهن مع السي السدراوي.
أتذكر أنه يوم 8 مارس، اليوم العالمي لحقوق المرأة، قام السي السدراوي بتكريم مجموعة محدودة من النساء السلاليات و يوم 9 مارس قامت الشرطة القضائية باعتقاله و تقديمه أمام وكيل الملك بعد الحراسة النظرية، و هنا بدأنا نضع علامات استفهام كبيرة عن الجهة أو الجهات التي تقف وراء هذا الاعتقال غير المبرر، رغم أن السيد السدراوي من المدافعين المعتدلين عن حقوق الإنسان داخل المغرب و خارجه و من المدافعين عن القضايا الوطنية و خاصة قضية المغرب الأولى: قضية الصحراء المغربية، حيث قام بالعديد من المبادرات الوطنية و الدولية، خاصة بالقارة الإفريقية حيث قام بوضع شكاية بالانفصاليين و صنيعتهم الجزائر في المحكمة الإفريقية لحقوق الانسان و الشعوب. لكل هذه الأسباب صدمنا باعتقاله و متابعته في حالة اعتقال و الحكم عليه بثمانية أشهر سجنا نافذة.
- رغم أن هيأة دفاع ادريس السدراوي كانت موفقة جدا…
صحيح، لهذا و من خلال منبركم ” لوبوكلاج ” أشكر و أحيي كل أعضاء هيأة الدفاع التي كانت قوية و موفقة جدا في مرافعاتها في جلسات المحاكمة التي يحضرها ادريس السدراوي رغم مرضه و تعبه النفسي، حيث كان يحكي لي، عند كل زيارة، عن مرافعات هيأة الدفاع و طريقتها الذكية في تفنيد كل الإدعات غير المبنية على أسس قانونية صلبة.
- و أنا شخصيا أشهد على الدور المحوري لهيأة الدفاع و خاصة الأساتذة: عبد الحق الإدريسي، عبدالعالي الصافي و واعلي..
- الأستاذة سعيدة، ماذا يمكن أن تقولي لموقع ” لوبوكلاج ” عن تأثير الاعتقال و السجن و مرض الأستاذ السدراوي على الأسرة عموما و على الأبناء بالدرجة الأولى؟
كما قلت لك في البداية، صدمنا جميعا بهذا الاعتقال التعسفي، لكن كما تعلم، فإن الأبناء يتأثرون بشكل كبير بالاعتقال و السجن و لذلك تكون صدمتهم قوية، لأن الأب و المعيل الوحيد قد اعتقل و سجن و حكم عليه بثمانية أشهر نافذة و قد أثر هذا الحكم على وضعيته المهنية، لأن الإدارة العمومية التي يشتغل بها أوقفت أجرته الشهرية، لذلك تصوروا معي هذه الصدمة المركبة ، الصدمة الأولى كانت يوم الاعتقال و الصدمة الثانية كانت ليلة الحكم التي تصادف ليلة عيد الفطر، و قد كانت هذه الصدمة قوية جذا. كنا ننتظر الإفراج عن الأستاذ السدراوي ليلة العيد حتى تكتمل فرحة الأبناء بأبيهم، فضلا عن صدمة قطع الأرزاق.
- السيدة سعيدة، أنا بدوري و بصفتي رئيس المركز الوطني للإعلام و حقوق الإنسان و عضو سابق بالرابطة المغربية للمواطنة و حقوق الإنسان، أشهد أن الأستاذ السدراوي من المدافعين الحقوقيين المعتدلين و الوطنيين و من غير المقبول أن يحكم عليه بثمانية أشهر نافذة، رغم أن التهم الموجهة له لا تستدعي الاعتقال و بالأحرى هذا الحكم القاسي الذي نتمنى أن يعاد فيه النظر استئنافيا.
- نحن على مقربة من جلسة الاستئناف، هل لديك نداء توجهينه لمن يعنيهم أمر ملف الأستاذ الحقوقي ادريس السدراوي؟
أنا إنسانة متفائلة و لي أمل كبير في قضاة الاستئناف لمراجعة هذا الحكم الابتدائي الذي كان صادما و محزنا. أتمنى أن يأخذ ملف الأستاذ السدراوي منحى آخر غير المنحى الابتدائي. لأن السدراوي مظلوم و لا يستحق ما يقع له. كما أتمى من جميع الحقوقيين داخل المغرب و خارجه أن يستمروا في تضامنهم و هيأة الدفاع في مؤازرتها لملف السدراوي. كما أحيي كل أعضاء و مناضلي الرابطة المغربية للمواطنة و حقوق الإنسان و اللجنة المدعمة و المساندة لقضية الحقوقي ادريس السدراوي.