· ماذا يقصد ب الاسلاموفوبيا ومن اين اتى هذا المصطلح؟
ان مصطلح الاسلامفوبيا له تلاث محطات رئيسية، بدءا بدخول الاحتلال الى العالم الاسلامي إبان مطلع القرن العشرين حيث ظهر هذا المصطلح نتيجة للتصرفات العدائية الصادرة من المحتلين ضد الشعوب المسلمة.
المحطة الثانية كانت مع اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979، اذ أثار الإيرانيون هذا المصطلح بفعل بعض الحملات المحلية وكذا الدولية التي عارضت فرض الحجاب على النساء داخل إيران.
ثم المحطة الثالثة التي تتمثل في احداث الحادي عشر شتنبر، بعد تحميل العديد من الجهات الغربية للإسلام تداعيات ما وقع من تفجيرات، وما وقع فيما بعد من احتقان بين الشعوب الإسلامية والغرب، ومن تم ظهرت موجة جديدة من الاسلام فوبيا والتي تتهم الإسلام والمسلمين بالأعمال الارهابية.
* كيف يمكن ان نكافح هذه الظاهرة التي تعتبر سلوكا عنصريا وخطاب كراهية؟
الاسلام فوبيا هو نوع من العنصرية والتحريض وخطاب الكراهية تجاه كل ما هو اسلامي، ومن اجل محاربته يجب ان تبدل عدد من الجهود، سواء داخل الدوائر الغربية او من جهة المسلمين أنفسهم.
على المثقفين الغربيين المعتدلين ان يقوموا بنوع من التحسيس والتوعية بضرورة التفريق بين الإسلام والإرهاب، وضرورة التحدير من هذا الخطاب وتداعياته على واقع الدول الغربية نفسها.
المسلمون من جهتهم عليهم ان يسعوا الى الاندماج اكثر داخل المجتمعات الغربية، والسعي الى تقديم صورة جيدة لإزاحة كل التهم. كما يجب على المسلمين القيام بحملات تحسيسية وتوعوية من اجل توضيح مواقفهم من الأعمال الارهابية، لتبيان الفرق بين الإسلام والاعمال الارهابية. ومن الضروري ان يتجه المسلمون الى وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لتحسيس الآخرين بأنهم لا ينتمون الى المنطق المتطرف بل يريدون هزم التيارات اليمينية المتطرفة التي تجد قوتها فيما يصدر عن الإسلام من تصرفات غير مقبولة.
• هل يتحمل المسلمون جزءا من هذه الظاهرة؟
من المؤكد ان الكثير من المسلمين يتحملون المسؤولية في شيوع هذه الظاهرة، سواء بما يظهرونه من عدائية او عدم القدرة على الاندماج والانسجام داخل المجتمعات الغربية، الشيء الذي يؤدي الى خلق نوع من التخوف والحذر لدى المجتمع الغربي.
بالإضافة الى ذلك، فالمسلمون يتكاسلون على القيام بمبادرات جيدة تزيل سوء الفهم الذي يقع بين الغربيين والمسلمين خصوصا داخل صفوف النخبة التي تؤطر المجتمع والإعلام.
كما ان العديد من المسلمين الذين يقطنون بالدول الغربية يمثلون صورة غير جيدة لدى الغرب، من خلال التحايل على القوانين او فرض قيم ومبادئ لا تتماشى ومبادئ ذألك المجتمع.
في نظري شيوع الإسلام فوبيا له مسؤولية مشتركة، ولكن الجزء الاكبر منها يتحملها المسلمون.
· في رأيك، كيف يمكن للمسلم المقيم بالمهجر ان يتعامل مع الاخر في بلاد غير مسلمة؟
في نظري، على المسلم داخل هذه المجتمعات ان يندمج اندماجًا كليًا، مادام يريد العيش في ذلك البلد الغربي والتمتع بخيراته والاستفادة من قوانينه، عليه ان يكون مواطنا صالحا، وان ينسجم ومبادئ ذلك المجتمع.