جرى يوم الجمعة 12 يناير بالرباط تنظيم أول حفل تقديم وتوقيع كتاب “ظهر المهراز .. أرض الحب والإيديولوجيا .. ذاكرة الأحلام والأوهام” الذي أصدره الزميلان عبد العزيز المسيح ونزار الفراوي الصحفيان بوكالة المغرب العربي للأنباء ، وذلك وسط حضور وازن من إعلاميين وكتاب ومثقفين و جمعويين .
وقد قدم الكتاب الزميل أحمد الطاهري ، فيما قام الفاعل الثقافي نورالدين أقشاني بإدارة هذا اللقاء الذي نظمته شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب والمقهى الثقافي ميلانو.
وقال الطاهري في تقديمه للكتاب ان إخراج هذا المؤلف جاء نتاجا للتصميم والإرادة من قبل المؤلفين ، معتبرا ان من ثمرات وخيرات اصدار هذا العمل الإبداعي المميز كونه أتاح في أول حفل لتقديمه وتوقيعه “فسحة جميلة للالتقاء بوجوه نيرة من رفاق الأمس واليوم والغد”.
وأضاف أن الكتاب الذي صدر في طبعة أنيقة ويقع في 241 صفحة من الحجم المتوسط ،تم تصميمه تصميما محكما وبديعا ويتضمن تقديما وأربعة محاور وخاتمة .
ويتضمن المحور الأول بعنوان على “عتبات ظهر المهراز” مباهج الاحتفاء بالمكان والمكان في المدينة، فيما يشتمل الثاني على “شهادات من وحي العبور ” منها على الخصوص شهادات لكل من سعيد يقطين ، وسعيد المغربي، ولطيفة البوحسيني ، وعبد المالك أشهبون ، ومصطفى اللويزي ، ومحمد بلمو ، وأسماء بنعدادة، وأحمد الطاهري.
أما المحور الثالث فحمل عنوان “نصوص برائحة المكان” بينما اختير للمحور الرابع عنوان “ظهر المهراز : وجه وقصيدة” تضمن قصيدة ” ملصقات على جدار ظهر المهراز ” لأحمد المجاطي (1936- 1995) .
وأكد الإعلامي الطاهري ان هذا الكتاب يتبوأ مكانته ضمن خانة الكتب الباعثة على لهفة القراءة ، مبرزا في هذا السياق ان الطبعة الاولى نفذت وانه يجري التفكير في إصدار طبعة ثانية .
وأضاف أن الكتاب الصادر عن دار النشر “سليكي أخوين ” بطنجة ، يتحدث عن “فضاء شامخ بعينه في زمن جميل وعن ذكرى مكان عصي عن النسيان و طقوس النضال والسجال الإيديولوجي وتجارب الالتزام والحب والافتتان بالمكان”.
من جانبه ،اعتبر الاعلامي نزار الفراوي في كلمة بالمناسبة انه بالإمكان ادراج تأليف هذا الكتاب ضمن ” مهمة تأسيسية لكتابة تاريخ المكان “، موضحا ان فكرة التأليف كانت من اقتراح عبد العزيز المسيح بهدف ” محاربة النسيان” و” إنقاذ الذاكرة ” .
ووصف نزار الفراوي هذا الكتاب ب” العمل التوثيقي الحي مع شخصيات من أجيال و تيارات وتوجهات مختلفة” .
من جهته، اعتبر المسيح أن استحضار فضاء ظهر المهراز تلازمه شحنة عاطفية وافتتان بهذا المكان الذي حدد توجهات واختيارات الكثير من الذين مروا منه كما شهد تخرج أطر تولت في ما بعد مناصب المسؤولية بالقطاعين العام والخاص.
واشار المسيح الى ان الفضل في اخراج الكتاب الى حيز الوجود يعود الى نزار الذي تطرق في مؤلفه بعنوان ” فاس ذاكرة الروح وأنفاس المكان ” لظهر المهراز الفضاء الحاضن للنخب الفكرية والسياسية حيث مثل الشرارة الأولى لفكرة واقتراح تأليف هذا العمل الإبداعي .
وعن مضامين الكتاب نقرأ على غلافه الخارجي ” لا يتعلق الأمر بتخليد حالة جغرافية أو طبوغرافية مخصوصة، بل باستعادة أوراق من تاريخ الإنسان، وتاريخ الأفكار وتاريخ الأحلام، كان ظهر المهراز حديقتها التي أينعت فيها ومنطلقها الذي حلقت منه إلى الآفاق”.
وتجدر الاشارة الى انه تم اطلاق اسم “ظهر المهراز” على أقدم مركب جامعي بفاس، ويضم كلية الآداب والعلوم الإنسانية، وكلية الحقوق، وكلية العلوم،وذلك نسبة إلى خزان كبير للماء متواجد خلف كلية الآداب والعلوم الإنسانية، يعود للحقبة الاستعمارية، ويشبه في شكله المخروطي شكل “المهراز”التقليدي.