
حكم مثير للجدل بحق الصحافي حميد المهداوي، حيث حكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات بتهمة عدم التبليغ عن جريمة.
حميد المهداوي اعتقل في 20 يوليوز 2017 اثناء تغطيته للإحتجاجات في الحسيمة، قبل ذلك أُدين بتهمة تحريض الناس على تظاهرة بعد منعها.
في مرافعة دفاعه، انتقد محاميه استخدام المادة 209 من المسطرة الجنائية مشيرا الى أنه لم يكن هناك علم يقيني بالجريمة، وبالتالي لم يكن يجب عليه التبليغ.
تحدث دفاعه ايضا عن تساؤلات حول الشخص الذي اتصل بالمهداوي مما يشير الى احتمالية عمله لصالح المخابرات.
حميد المهداوي من مواليد 1979، وتعود بنا هذه الذكرى لعام استرجاع وادي الذهب، ولد بجماعة الخنيشات اقليم سيدي قاسم، عاش طفولته بين اسرة محافظة حيث كان محبوبا ومصدر نشاط وحيوية مما جعله محط اعجاب الجميع.
عندما كان يجتمع مع عائلته او اصدقائه، كان معروفا ببداهته في التفاعل مع الأساتذة والزملاء في المدرسة، وكان يحظى بإشادة بشخصيته الديناميكية داخل الفصل الدراسي.
يلاحظ في حميد فرق كبير بين سنه البيولوجي و شخصيته حيث كان يتحمل المسؤولية بشكلٍ لافت وتحت أي ضغط، وكان يعمل خلال عطلته الصيفية لتوفير احتياجاته من كتب وملابس، ولا ينسى احدا في توفير ما يحتاجونه.
بعد حصول المهداوي على شهادة البكالوريا في شعبة الآداب عام 1999، انضم الى كلية الآداب والعلوم الانسانية ابن طفيل بالقنيطرة ، لمتابعة دراسته الجامعية حيث اختار تخصص اللغة العربية وآدابها.
سرعان ما انخرط في صفوف الحركة الطلابية حيث بدأ مساره النضالي الذي كان دائما مرتبطا بمطالب مادية واجتماعية للطلاب مثل مسكن ومطعم ووسائل النقل. تعود جذور حسه النضالي الى الجو العائلي الذي نشأ فيه حيث كان أخواه مصطفى والسي محمد طالبان بجامعة مولاي اسماعيل مما اتاح له فرصة لمناقشة قضايا النضال داخل وحاح الجامعة على الرغم من تمسكه بأفكار يسارية وتقدمية فإن حميد كان دائما منفتحا على مناقشة وتبادل الآراء مع التيارات الاخرى.
شارك حميد ورفاقه في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب و شنوا مجموعة من المعارك داخل الحرم الجامعي من اجل تحقيق مطالب الطلاب كما نظموا اسابيع ثقافية تضمنت عروضا للكتب وامسيات للشعر والأغاني الملتزمة.
فكرة تأسيس موقع “بديل” جاءت كنتيجة لرغبته الدائمة في تحقيق تغيير ايجابي في المجتمع من خلال الاعلام بعد حصوله على اجازة في الآداب، و دبلوم في الصحافة، وبعد مروره اللافت و المشاكل في عدة منابر اعلامية مختلفة مثل “لكم” موقع “انصاف” كما اشتغل ايضا بالاسبوع الصحافي للصحافي الرائد مصطفى العلوي رحمه الله.
أدرك حميد أن هناك حاجة ماسة لمنصة اعلامية تتميز بالموضوعية والشفافية وتسليط الضوء على القضايا الهامة التي تشغل بال البلاد و العباد .
باستناد الى خبرته ورؤيته الاعلامية قرر حميد المهداوي بالتعاون مع فريق من الصحافيين والاعلاميين و تأسيس موقع “بديل” الذي يهدف الى تقديم محتوى متنوع ومتميز يسلط الضوء على القضايا الاجتماعية، السياسية والثقافية بطريقة موضوعية وشاملة.
و بفضل جهودهم المشتركة، نجحوا في بناء منصة اعلامية تحظى بشعبية واسعة وتسهم في تنوير الرأي العام وتعزيز الحوار والتفاعل في المجتمع.
في يوليوز 2017، تم اعتقال المهداوي في الشارع العام في مدينة الحسيمة قبل ساعات من بدء مسيرة من ضمن حراك الريف. وفي الاسبوع التالي، صدر حكم يقضي بسجنه لمدة ثلاثة اشهر وتغريمه بمبلغ 20000درهم بتهمة تحريض الناس و بعد ذلك جاءت الإدانة بتهمة سريالية او ما سمي آنذاك بمحاكمة الدبابة .
يتميز الصحافي حميد المهداوي بجرأة كتاباته حيث يوجه رسائل لكل الاتجاهات و لكل المؤسسات الدستورية و غير الدستورية في المغرب بالاضافة الى فيديواته التي تكشف واقع الحياة في المغرب بجرأة و شفافية.