شاء عددٌ من الناشطين الإسرائيليين والفلسطينيين أن يُظهروا، مساء الإثنين، في باريس أن “تحقيق السلام ممكن” في الشرق الأوسط، من خلال عرض مشترك على مسرح “لاكولّين” من إخراح اللبناني الكندي وجدي معوّض، قبل أيام من ذكرى مرور سنة على عملية 7 تشرين الأول/أكتوبر، التي بدأت بعدها حرب غزة.
فعلى مشارف الذكرى السنوية الأولى لهجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وبينما تستمر الحرب في غزة، ويمتد الصراع إلى لبنان، حيث قُتل 558 شخصاً، الإثنين، في غارات إسرائيلية، يبدو السلام أشبه بحلم بعيد المنال، أكثر من أي وقت مضى.
لكنّ الناشط الفلسطيني عزيز أبو سارة يلخص هدف الأمسية قائلاً: “نحن الترياق للتطرف. لا شيء يخيف أولئك الذين يريدون إطلاق العنان للكراهية أكثر من رؤيتنا جميعاً مجتمعين هنا”.
وقد استقطب هذا الحدث، الذي نظمته الجمعية الفرنسية “Guerrieres de la Paix” (“محاربات السلام”)، جمهوراً كبيراً ملأ مقاعد المسرح الواقع في شمال باريس.
اعتلى ناشطون عرب ويهود، إسرائيليون وفلسطينيون، المنصة، أمام جمهور حاز على إعجابهم بهذه “الدعوة من باريس للسلام في الشرق الأوسط”.
ذكّر ماعوز إينون، وهو إسرائيلي فَقَدَ والديه في الهجوم الذي شنّته حركة “حماس” الفلسطينية، قبل حوالى عام في إسرائيل بأن “تشرين الأول/أكتوبر يقترب”.
وأوضح إينون، الذي يكثف مع عزيز أبو سارة الإطلالات في وسائل الإعلام للدعوة إلى السلام: “لقد فُقدت الكثير من الأرواح خلال العام الماضي”.
وأضاف إينون: “نحن في باريس لنقول لكم إننا لسنا بحاجة إلى أفكاركم وصلواتكم وتعازيكم. نحن بحاجة إلى التحرك. السلام ممكن!”، وذلك قبل أن يعانق صديقه الفلسطيني.
لكنّ “الألم شديد”، بحسب أبو سارة، الذي توفي شقيقه بعد اعتقاله في أحد السجون الإسرائيلية.
وقال الناشط الفلسطيني: “هذا العام كان صعباً علينا جميعاً، لا أستطيع حتى إحصاء عدد أصدقائي الذين فقدوا أفراداً من عائلاتهم”، قبل أن يؤكد رفضه “المرارة والكراهية والانتقام”، داعياً في المقابل إلى “الغضب”.
وتابع قائلاً: “الغضب شيء جيد، ويمكن أن يغذي النشاط ويشعل شرارة التغيير. أنا غاضب كل يوم”.
زعيم نرجسي
انتقد الناشط الإسرائيلي جوناثان هيفيتز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واصفاً إياه بأنه “زعيم نرجسي”. وحثّ “الفرنسيين، الناشطين في القلب، على فعل ما يجيدون فعله” للضغط على قادتهم وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين في غزة وإنهاء الحرب.
قالت أميرة محمد، وهي عربية إسرائيلية تدير مدونة بودكاست صوتية: “الفلسطينيون، اليهود، العرب، الإسرائيليون، نستحق جميعاً ما هو أفضل من ذلك!”.
قالت الحاخام نافا حيفتس من جانبها: “هذه ليست دعوة للسلام، إنها صرخة ونداء”.
وأضافت، وبجانبها تهاني أبو دقة، وزيرة الرياضة السابقة في السلطة الفلسطينية: “السلام ممكن وضروري، ونحن مستعدون لأن يعتبرنا مواطنونا خونة”.
وأوضحت أبو دقة، صاحبة الكثير من المشاريع في غزة: “أكافح من أجل السلام منذ أكثر من 40 عاماً، وبدلاً من ترشيحي لجائزة نوبل تم تصنيفي كإرهابية”.
وأضافت: “كلكم مسؤولون، صمتكم يجعلكم متواطئين في الجرائم المرتكبة في غزة”.
في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، نفذت “حماس” هجوماً في إسرائيل أدى إلى مقتل 1205 أشخاص، معظمهم من المدنيين، وفق إحصاء أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى أرقام إسرائيلية رسمية تشمل قتلى أو رهائن محتجزين في غزة.
وخلّف الهجوم الإسرائيلي على غزة ما لا يقل عن 41455 شهيداً، معظمهم من المدنيين، وفق بيانات لوزارة الصحة التابعة لحكومة “حماس” تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.