أكد الكاتب الاسباني، أنطونيو مانويل رودريغيث، الأربعاء بالرباط، أن موسيقى الفلامنكو تمثل “صوت منطقة أندلسية وروحها” كما لعبت دورا حاسما في الحفاظ على الذاكرة الجماعية لهذه المنطقة.
وأوضح الكاتب الاسباني، في عرض له بمعهد ثربانتيس أثناء تقديمه لكتابه “أركيولوجيا الفلامنكو” أن هذا الفن الموسيقي هو “الدليل القاطع على قدرة الذاكرة على المقاومة وبقائها حية من جيل الى آخر مع انفتاحها وتفاعلها مع محيطها”.
وقال مانويل رودريغيث إن هذا المعطى يبرهن على قوة الذاكرة، معتبرا أنها ” أقوى من الحجر، وكل محاولات الاضطهاد أو الإبادة سواء للأشخاص أوالثقافات تفشل عندما تريد الشعوب الاستمرار في التذكر وعندما ترفض النسيان”.
وبعد أن استعرض الجذور الأندلسية والموريسكية والغجرية والسوداء للفلامنكو ، سجل الباحث أن ذاكرة الفلامنكو بدأت بالظهور بعد الاضطهاد الذي تعرض له اليهود والمسلمين والسود على حد سواء .
وأوضح أنه “إذا كان الفلامنكو هو صوت منطقة أندلسية ، فهو في الواقع صوت الموريسكيين واليهود والغجر والسود الذين بقوا بعد سقوط الأندلس، وصوت كل الشعوب المهمشة التي قاومت في شبه الجزيرة وخاصة في منطقة أندلسية”.
وحسب الباحث فإن هذا اللون الموسيقي “يحمل بصمات” كل تلك الشعوب المضطهدة، كما يحمل في جوهره “ثنائية الألم والفرح”.
وتخلل تقديم كتاب “اركيولوجيا الفلامنكو”، الذي يندرج في إطار المؤتمر العالمي للفلامنكو التابع لمعهد سرفانتس ، وبمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس المعهد، عروضا موسيقية من أداء مغني الفلامينكو خوسي ماري كالا، وعازف القيتار كارلوس يابي.