منذ الإعلان رسمياً عن وفاتك سارع الأصدقاء إلى مدينة تطوان والفنيدق لتقديم واجب الصداقة والوفاء لروحك يا عادل، وبقي من بقي هنا يدمع قلبه قبل عينيه، ليلة سوداء مليئة بالقهرة والحسرة وعدم تصديق خبر رحيلك، لدرجة أن الكل كان يتصل بالكل لعلى واحد فينا يقول لنا “لاء”.. عادل حي يرزق فقط هي مزحة حامضة، لكن لا أحد يا عادل قال لنا ذلك.. أي إتصال يرد وبصوت مجروح ويقدم العزاء قبل أن تسأل هل فعلاً مات عادل.
في الصباح، النساء سبقن الرجال لبيتك يعانقن أمك التي اخبرناها سرا وعلانية أننا نحن أبنائك ايضاً، كانت المسكينة مصدومة أكثر من أي شخص آخر.. وهنا أقول شكراً للصديقات الصحفيات اللواتي عبرن بصدق على حبهن لاخيهن.
وقبل العصر كانت طنجة بأكملها يا عادل في زنقة بيتك، الجسم الاعلامي الطنجي اظهر مرة أخرى معنى الإتحاد في أوقات الصعاب وكان بطل هذا اليوم.. وتبادلوا العزاء بينهم على فقدانك الأليم، وفي لحظة خروجك من بيتكم كان الوداع الأخير من طرف النساء وعشيرتك بالزغاريد يا عادل.
حتى سيارة نقل الموتى لم يسمح لها الحاضرون بنقلك إلى المسجد وحملوك على الأكتاف، المسجد نفسه بقي مفتوحا بعد أداء صلاة العصر ينتظر قدومك لأداء صلاة الجنازة على روحك الطاهرة، حين وصلت أمام المسجد وجدت سحابة من البشر.. رجال ونساء ينتظرون الموكب الجنائزي لتوديعك.
في موكب جنازتك يا عادل الكل يسأل من مات؟؟ المارون يتساءلون وبدهشة هل المرحوم مسؤول في الدولة ام ماذا!؟!؟ ملامح الناس في حالة تعجب!! وفيها أكثر من علامة استفهام خصوصاً عندما يشاهدون عناصر القوات المساعدة تنظم ساحة المسجد والدراجات الناريه لرجال الأمن الوطني تمشي بسرعة بصوت صفارات الانذار وتفتح الطريق لموكب جنازتك وسيارة رجال القواة المساعدة تقطع شارع عائشة المسافر بحجمه كي تمر انت يا عادل، سيارة الشرطة كانت تسبقك لتضمن السير العادي وانت في طريقك لمثواك الأخير، في كل مدار أو تقاطع طرق كان رجال الأمن يلقون التحية الرسميه لروحك ويخبروا النقاط التالية أن الموكب قادم في اتجاهكم، الدرجات الناريه كانت بالعشرات والسيارات فاقت المائة.
وفي المقبرة يا عادل كان هناك أطفال طلبة القرآن الكريم يتلون كتاب الله بزي انيق أبيض كقلبك يا عادل على طول الممر المؤدي لبيت الخلود، عدسات الكاميرات كانت كما كنت تعمل انت في مهمتك، لكن هذه المرة كانت تحملها يد ترتعش بالحزن على رحيلك، لن ننساك أبداً يا عادل، أخبرنا يا صديقي ماذا بينك وبين الله يا عادل حتى يحبك هؤلاء؟؟؟
وداعاً صديقي عادل
شكراً الأصدقاء في مدينة تطوان الذين قاموا بالواجب
شكراً للسلطات المحلية والأمنية بالمدينة على الاهتمام
شكراً للجسم الإعلامي كاملاً بمدينة طنجة وتطوان على الوفاء
شكراً للجميع.
الحمد لله الذي نستودعه اخانا عادل فهو خير به منا
انا لله وانا اليه راجعون















