إذا انهار جبلٌ ودمّر طريقاً سيقولون إنّ المعلّم هو السّبب. هكذا ” يفكرون: كل الآفاتِ سببها الأستاذُ.
وإذا رأيتَ مؤسساتٍ تعليميّة بنيتها التّحتيّة مهترئة، فاعلمْ أنّ الأستاذ هو السّبب. إذا صادفتَ متسوّلاً أمام المسجدِ أو على الطريق وإنْ رأيتَ مُعوزاً يفتش في القمامة عن كِسرةِ خبزٍ، فلا تضيع وقتك في التفكير كثيرا، وكنْ على يقينٍ أنّ الأساتذة هم السّبب، لانّهم لو تصدّقوا من مالهم الكثيرِ لما بقي محتاجٌ على وجه البسِيطَة.
وأنتَ على الطريق، ستثُورُ ثائِرتُكَ وستنتفخُ أوداجُكَ غضباً وسخطاً على الحُفرِ التي تُؤرقُ مسير سيارتكَ التي اشتريتها بشقّ الأنفس…نعم الأستاذُ الذي أُوكلت إليهِ مَهمّة إصلاحها، رقّعها فقط ومضى إلى حال سبيله.
إذا حدث أنْ التقيت طلبةً وطالباتٍ لا يفتحونَ كتاباً ولا يقرؤون حرفاً واحداً وهمّهم الأكبر هو التفاهة و ” تيكتوك”، فاعلمْ أنّ الأساتذةَ الّذين درّسوهم في المرحلة الابتدائيّةِ والإعدادية والثّانويّةِ لم يعلّموهم شيئاً ذا فائدةٍ.
ذاك الشابّ العاقّ في حيّكم الذي تسمعون صوتَ الآواني المنزليّةِ التي يُكسّرها نهاراً جهاراً وصراخَ امّه التي لا يجدُ حرجاً في ضربها، الأستاذ هو من أخرجه عن الطريق المستقيم ولمْ يُحسنْ تربيّته.
قد يحدثُ أنْ تجمعكَ مساوئُ الصّدف بشبابٍ عاطلٍ يشتكون من البطالة وجحيمِها، يجب إذن أنْ تعلم أنّ الأستاذ هوّ المسؤول عن تدهور أوضاعهم وعن ارتفاع نسبة البطالة.
وأنت تتجولُ في ” المدينة القديمة” في الدار البيضاء، ستثيرُ انتباهكَ تلك المنازلُ الآيلة للسّقوط، والسّببُ بطبيعة الحال هو الأستاذ الذي لم يتبرعْ بقرْشٍ واحدٍ لترمِيمهَا. الكُلّ يشتكي اليوم من ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل مهولٍ ومخيف، إذْ إنّ بعض المواد زِيدَ في ثمنها في رمشةٍ عين.
حقيقةً لا ندري لماذا فعلَ الأساتذةُ كلّ هذا وأنهَكُوا جيوب المواطنينَ التي أضحتْ كبِئرٍ فَوْهاء. لا تنسَ أنّ المشاكل كلّها، ما ظهر منها وما بطن أصلها الأستاذُ، حتّى فواتير الماء والكهرباء التي يجمعُ الكلّ على غلائِها، فلا ريبَ أنّ الأستاذ هو السّبب. وإذا رأيتَ من يشتكي من زوجتهِ اللّكعاءِ أو من تشتكي من زوجها العَبوسِ القَطُوبِ الجشعِ، فاعلم أنّ الأستاذ هو من أشعل فتيلَ البُغضِ بينَهما. وإنْ رأيتَ الشيطان يبكي فاعلمْ أنّ الأستاذ أبكاهُ. وإذا قرأتَ هذا المنشور وتردّدتَ في مشاركته، فأعلمْ أن الأستاذ قد منعك بعد أنْ حلّ محلّ الشيطان