عرفت اتحادات الطلبة اليمنيين في عهد وزير التعليم العالي والبحث العلمي السابق “حسين باسلامة”، حركة لافتة ونضالاً ملحوظاً للدفاع عن حقوق الطلبة المبعوثين إلى الخارج للدراسة، مما دفعني للتفاؤل بهذه الكيانات القوية والواعية بحقوقها وواجباتها، لكن سرعان ما تبدد هذا الأمل، وسأشرح لماذا.
في عهد الوزير السابق، كانت الاتحادات تشتغل بوتيرة سريعة وقوية تجلت في وقفات احتجاجية وخرجات إعلامية للدفاع عن حق الطالب اليمني ومستحقاته المالية، وكان الجهد المبذول مشرفا في ظل دولة متهالكة، لكن بعد تشكيل الحكومة اليمنية “الشرعية” عقب اتفاق الرياض، وتقاسم الحقائب الوزارية بين شمال اليمن وجنوبه “مناطقياً”، وبين المكونات الحزبية “سياسياً”.
حصل حزب التجمع الوطني للإصلاح من هذا التقسيم على خمس وزارات، ومنها وزارة “التعليم العالي والفني”، هذه الأخيرة شهدت أسوأ فترة تدبير على الإطلاق منذ الوحدة اليمنية، تمثلت في تأخر منح المبعوثين لأكثر من عام دراسي، مما جعلهم عرضة للتشرد والطرد من مساكنهم ومن الجامعات، إضافة إلى توقيف استمرارية الطلبة للدراسة في الأسلاك العليا.
ومن البديهي هنا، أن يأتي دور الاتحاد بمفهومه السامي، ليدافع وينتزع حق الطالب من هذه الوزارة، لكن ما حدث أن هذه الاتحادات لم تتخذ أي خطوة تصعيدية أو خرجة إعلامية للمطالبة بمستحقات “المبعوث” كأن دورها انتهى بصعود حزب الشمس لوزارة التعليم العالي، مما يثبت توغل منتسبي هذا الحزب بين أوساط الاتحادات وتجييش طاقاتها الأكاديمية خدمة لأجندة سياسية بعيدا عن مصلحة الطالب وتعليمه.