من الملاحظات التي يمكن أن يستنتجها المرء من خلال قيامه بجولة ميدانية في أسواق بعض المدن المغربية هو أن أسعار عدد من المواد الغذائية لا سيما الخضر والفواكه الموسمية خلال شهر رمضان تعرف استقرارا مقارنة مع أسعار الشهر الفضيل الماضي التي اكتوى بلهيبها المواطنون المغاربة خاصة الفئات الفقيرة والهشة.
وفي هذا السياق أكدت اللجنة الوزاراتية المكلفة بتتبع التموين والأسعار وعمليات المراقبة، التي اجتمعت الأربعاء الماضي أن أسعار الخضرعرفت خلال الأيام القليلة الماضية انخفاضات ملحوظة تراوحت بين 12 و38 بالمائة مقارنة مع بداية السنة، وبين 36 و50 بالمائة إذا ما قارناها مع نفس الفترة من السنة الماضية.
وأشارت مديرية المنافسة والأسعار والمقاصة في بلاغ لها ،على سبيل المثال،إلى أن السعر المتوسط للطماطم خلال اليوم الأول من رمضان بلغ 5 دراهم للكلوغرام مقابل أكثر من 10 دراهم للكلوغرام خلال نفس الفترة من السنة الماضية.
وأضافت أن متوسط سعر البطاطس بلغ 4.5 دراهم للكلغ مقابل 9 دراهم للكلغ خلال السنة الفارطة، بينما سجل متوسط سعر البصل الجاف 6,5 دراهم للكلغ بأقل من نصف الثمن المتداول خلال رمضان الماضي الذي بلغ أكثر من 14 درهما للكلغ.
وبالإضافة إلى أسعار الخضر، عرفت أسعار مواد أخرى انخفاضات نسبية خلال الأسابيع الفارطة كمشتقات القمح وزيوت المائدة والزبدة.
وأرجع خبراء اقتصاديون تراجع أسعار الخضر والفواكه على مستوى التراب الوطني الى توفر كميات مهمة من هذه المواد التي كانت موجهة للتصدير وذلك على خلفية قرار رفع موريتانيا الرسوم الجمركية إلى 100 في المائة على الشاحنات المغربية علاوة على أسباب أخرى لا تقل أهمية هي مناخية بالضرورة وترتبط بارتفاع درجات الحرارة خلال الفترة الماضية.
غير ان اللجنة الوزارية المذكورة توقفت عند الارتفاع الذي سجلته أسعار السمك خلال الأيام الأولى من شهر رمضان بالنظر إلى بعض النقص على مستوى العرض، الناجم أساسا عن سوء الأحوال الجوية التي حالت دون خروج قوارب الصيد بالإضافة إلى تزامن هاته الظرفية مع فترة توالد بعض أنواع الأسماك وبالتالي عدم توفرها، ناهيك عن ارتفاع الطلب على هذه المادة خلال هذا الشهر الفضيل.
وكان المغرب قد شهد السنة الماضية موجة ارتفاع الأسعار لدرجة عجزت فيها فئات من المواطنين المغاربة عن اقتناء بعض المواد الغذائية التي اعتادوا شراءها من قبل بأثمنة مناسبة.
وقد شمل ارتفاع الأسعار آنذاك عددا من المواد الأساسية منها الغذائية كالخضر والفواكه واللحوم الحمراء والدواجن علاوة عن الأسماك، ناهيك عن المحروقات التي احترق المواطن البسيط بلهيبها.