في جمع مهيب برحاب دار الشباب الجولان بالدار البيضاء ، ألتئم عدد من أصدقاء وصديقات المرحوم ادريس قزدار ، مساء السبت27ماي 2023, لتكريم الكاتب والناقد والصحفي المتميز .
نظمت جمعية الأنوار المحمدية بشراكة مع مقاطعة سيدي عثمان ، وبمبادرة من أصدقاء وصديقات الراحل ادريس قزدار، حفلا ثقافيا تكريمياتحت شعار ” الوفاء والعرفان حافز على الإبداع والاستمرارية “.
وقد حضرالحفل العديد من الكتاب والشعراء والمفكرين الذين أبوا إلا أن يشاركوا أسرة المرحوم احزانهم ومواساتهم على فقدهم .
أجمع عدد من المتدخلين من الشعراء والفاعلين الجمعويين على فداحة الفقد لرجل من حجم قزدار والذي اتصف بأخلاق عالية وروح سامية، بصم من خلالها مسارا متميزا وقدم إسهامات كبيرة في الحقل الأدبي والحقوقي والصحفي دون نسيان تفانيه في خدمة الصالح العام .
بعد تلاوة الفاتحة على روحه الطاهرة ، تولى الأستاذ مصطفى شوقي عضو لجنة التأبين، فحيا الحضور ، وتحدث عن المرحوم قزدار ، فقال : ”نجتمع في هذا الحفل الرمزي لنستذكر ونكرم قامة مغربية عالية ، أبدعت في الثقافة والأدب والصحافة بل وفي الحياة ايضا.
فقد رحل قزدار مثله ، مثل غيره من المبدعين الكبار الذين توقفوا عن النبض ، ولكنهم تركوا ابداعاتهم وما سطروه من بوح في كل مكان من حولنا .. في الحقيقة شيئان لو بكت عيناك بالدماء عليهما ما وفتا بالواجب ؛ فقد الشباب وفرقة الأحباب .نسأل الله أن يجمعنا بصديقنا وحبيبنا وأخينا قزدار في جناته ، جنات الفردوس ” .
توالت فيما بعد شهادات الاصدقاء والصديقات وأُلقيت أشعار وقصائد ونصوص نثرية مستذكرين فيها علاقتهم به وعلاقته بهم . لتتحد شهاداتهم في كلمة واحدة وهي ان المرحوم ادريس قزدار كان مختلفا في مسيرته الابداعية وفي مسيرته الاجتماعية .
شبل ذلك الاسد ، الشاب الوديع امين قزدار تدخل هو الاخر ليرثي والده ويلقي كلمة في حقه فكان بوحه كالتالي :
يمكننا أن نعبر عن أي شعور بطلاقة ، لكن المشاعر الحقيقية لا نعبر عنها بدقة ، لأنها أقوى من اللغة . فما أكثر الكلمات و ما أندر الحقيقة . أبي ، إذا نظرت إلى روحه الهادئة مثل شاعر سحرته الطبيعة فعانق الجمال اللانهائي. قلت بصوت موسيقي : ” أسير في دروب قلبك الجريح ؛ لأنشد الشعر الفصيح .أسمع طلقات نبضاتك كما تُسمع الآيات فوق الضريح. أنا هناك ..
وراء كواليس ذاكرتك الفوضوية أمام فواهة الريح .حاء الحب الأبدي الذي سكب قطراته على عواطفي التائهة ..حاء الحقيقة التي تتموج بين فردوس جسدك و جذوع حيرتك المقدسة ..حاء الحلم الذي لمس أصابع اللاوعي. فقتل الكبرياء صدى البوح . إننا لا نخاف الموت بل نخاف من الحياة .
سأقول للرياح التي تمضي إليك : بلغي سلامي لكل الأرواح النقية و العاشقين و الفنانين .. هلمي نرحل إلى مكان آخر بعد أن نرسم أثرا طيبا فوق خشبة الواقع قبل المضي نحو كواليس الحقيقة . أليس الجمال غذاء الروح ؟ “.
واختتم الحفل بتقديم تذكار خاص لعائلة الفقيد وأسرته مهداة الى روحه الطاهرة ، بما يعكس مكانة الراحل التي ستظل راسخة وحاضرة في ذاكرة الأدب والصحافة وذاكرة أخلاق المهنة العالية.