هو حدث مفصلي ونوعي في الحياة البشرية، بل صار ومنذ خمسة عقود، من أهم التواريخ في حياة ساكنة العالم، يتعلق الأمر باليوم العالمي للبيئة أو يوم البيئة العالمي، الذي يُصادف الخامس من يونيو من كل عام، حيث بدأ احتفال دول العالم بهذا اليوم في العام 1972.
وفي هذا الإطار، تستضيف في 5 يونيو من كل عام مدينة في العالم الفعاليات الرسمية لهذا اليوم، كما تم إنشاء برنامج الأمم المتحدة للبيئة ” UNEP ” التابع لمنظمة الأمم المتحدة في نفس السنة ، والذي استغل الاحتفال العالمي بالبيئة في 5 يونيو لتوضيح المخاطر المحيطة بالبيئة، واتخاذ إجراءات سياسية وشعبية للحفاظ عليها.
وبحسب الموقع الرسمي لمنظمة الأمم المتحدة، كان عام 1972 بمثابة نقطة تحول في تطوير السياسات البيئية الدولية، حيث عُقد في هذا العام تحت رعاية الأمم المتحدة، المؤتمر الرئيسي الأول حول القضايا البيئية، في الفترة من 5 الى 16 يونيو في ستوكهولم (السويد). وكان الهدف من المؤتمر، المعروف بمؤتمر البيئة البشرية، أو مؤتمر ستوكهولم، صياغة رؤية أساسية مشتركة حول كيفية مواجهة تحدي الحفاظ على البيئة البشرية وتعزيزها.
وفي 15 ديسمبر من نفس العام، اعتمدت الجمعية العامة قرارها بوصف يوم 5 يونيو باليوم العالمي للبيئة وتحثُّ الحكومات والمنظمات في منظومة الأمم المتحدة على الاضطلاع بهذا اليوم كل عام، بالقيام بنشاطات ذات بعد إيكولوجي على المستوى العالمي، وتؤكد على حرصها على الحفاظ على البيئة وتعزيزها، بهدف زيادة الوعي البيئي ومتابعة القرار الذي تم الإعراب عنه في المؤتمر. ويتزامن هذا التاريخ مع تاريخ اليوم الأول للمؤتمر.
منذ الاحتفال الأول في عام 1974، ساعد اليوم العالمي للبيئة برنامج الأمم المتحدة للبيئة على زيادة الوعي وتوليد زخم سياسي حول المخاوف المتنامية، مثل استنفاد طبقة الأوزون والمواد الكيميائية السامة والتصحر والاحترار العالمي، حيث تطور هذا اليوم العالمي ليصبح منصة عالمية لاتخاذ إجراءات بشأن القضايا البيئية العاجلة،و شارك الملايين من ساكنة المعمور على مر السنين، مما ساعد على إحداث تغيير في عادات الاستهلاك لدينا، وكذلك في السياسة البيئية الوطنية والدولية.
وجاء اختیار التاريخ بمناسبة إنشاء برنامج الأمم المتحدة للبیئة (UNEP) « The United Nations Environment Programme “التابع لمنظمة الأمم المتحدة في نفس السنة والذي استغل الاحتفال العالمي بالبیئة في 5 يونیو لتوضیح المخاطر المحیطة بالبیئة، واتخاذ إجراءات سیاسیة وشعبیة للحفاظ عليھا.
ومن بین الأھداف المرجعية الأساسية الخاصة ببرنامج الأمم المتحدة للبیئة:
– يقوم ھذا البرنامج برصد كافة القضايا البیئیة، ووضع التقییم لھا وتوجیه الإنذار
المبكر لاتخاذ الإجراءات الحاسمة فیما يخص سلامة البیئة ومواردھا.
– تشجیع الأنشطة البیئیة فى مختلف أنحاء العالم.
– زيادة الوعى بالقضايا البیئیة.
– كما يقدم ھذا البرنامج الدعم الكامل من خلال تقديم المعلومات وإتاحتھا.
– تقديم المشورة الفنیة والقانونیة للحكومات والمؤسسات المعنیة بالبیئة فى مختلف بلدان العالم.
جدير بالذكر، أنه يتم احتضان يوم البيئة العالمي في غالب الأحيان من قِبَل الدول الأصغر والأقل نمواً، مع وجود استثناءات حيث تستضيف دول كبرى هذا الحدث الكوني الوازن، حيث يتم تناول مواضيع أكبر: بدءا من الاستهلاك المستدام وصولا إلى التجارة غير القانونية بالأحياء البرية والتغيرات المناخية ومواضيع أخرى ذات طبيعة وخصوصية إيكولوجية.
و في سياق الطرح والتحليل الكرونولوجي لمسار اليوم العالمي للبيئة، سوف نبسط هذا المسار الذي استمر على مدار حوالي الخمسة عقود، نوردها على النحو التالي :
عام 2019
كان موضوع 2019 هو تلوث الهواء، وهو حالة طوارئ عالمية تسبب حوالي 7 ملايين حالة وفاة مبكرة كل عام. وقد شدد الرئيس الصيني شي جين بينغ، حيث كان اليوم العالمي في ضيافة الصين، على رغبة الصين في تبادل خبراتها مع الدول الأخرى في رسالة إلى يوم البيئة العالمي لعام 2019. أطلقت البلاد أيضًا تقرير تحسين جودة الهواء (2013-2018) لعرض السياسات الناجحة والتفكير في الدروس المستفادة.
عام 2018
تستضيف الهند الاحتفال الخامس والأربعين باليوم العالمي للبيئة تحت شعار « التغلب على التلوث البلاستيكي »، إذ تجَمَّع أكثر من 6000 شخص في شاطئ فيرسوفا في مومباي للانضمام إلى جهود أفروز شاه الحائز على جائزة الأرض التي تمنحها الأمم المتحدة للبيئة، من أجل تنظيف الشاطئ، حيث قاموا بجمع نحو 90000 كلغم من المواد البلاستيكية. وتلتزم الحكومة الهندية بحظر جميع المواد البلاستيكية التي تستخدم مرة واحدة – التي تشكل 70 في المائة من النفايات البحرية – بحلول عام 2022 ويتفق المشرّعون في الاتحاد الأوروبي على فرض حظر بحلول عام 2025.
عام 2017
“أنا مع الطبيعة” كان موضوع يوم البيئة العالمي لعام 2017، الذي كان مصدر إلهام لأكثر من 1800 حدث، بدءا من “غرس الأشجار في مومباي وحرق العاج في أنغولا وصولا إلى سباق الجري من خلال متنزه إيغواسو الوطني في البرازيل. وقد انضم جوستين ترودو رئيس وزراء كندا البلد المضيف، إلى إريك سولهايم المدير التنفيذي للأمم المتحدة للبيئة للتواصل مع الطبيعة من خلال قوارب التجديف على طول نهر نياجرا.
عام 2016
كان يوم البيئة العالمي هو نقطة انطلاق ، لأكبر حملة رقمية للأمم المتحدة للبيئة وهي حملة حماية الحياة البرية واتخاذ إجراءات كبيرة لمواجهة الجريمة الدولية للحياة البرية. وقد وعدت دولة أنغولا البلد المضيف ليوم البيئة العالمي بوقف الاتجار في عاج الفيل، كما تعهدت الصين، وهي الوجهة الرئيسية لمنتجات الحياة البرية غير المشروعة، تعهدت في وقت لاحق بإغلاق سوق العاج المحلي.
عام 2015
استضافت مدينة ميلان الإيطالية يوم البيئة العالمي تحت شعار: « سبعة مليار شخص على كوكب واحد..استهلك بعناية »، وكان هو الموضوع الأكثر شعبية على تويتر في أكثر من 20 بلدا، حيث تم نشر أكثر من 500 مقطع فيديو عن يوم البيئة العالمي على موقع يوتيوب، بما في ذلك مقاطع الأخبار والأفلام الوثائقية التلفزيونية ولقطات الأحداث ومقاطع الفيديو الموسيقية والرسوم المتحركة.
عام 2014
تمثل موضوع يوم البيئة العالمي في إطلاق حملة تحت شعار “إرفع صوتك وليس مستوى سطح البحر!” للتوعية بالمخاطر التي تواجه الدول الجُزرية من جراء تغير المناخ، وفي العام التالي، وقَّعَت الدول الجُزرية الصغيرة النامية اتفاق في محادثات المناخ بالعاصمة الفرنسية باريس، لمتابعة تنزيل الهدف الطموح والمتمثل في الحد من زيادة متوسط درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية.
عام 2013
استضافت منغوليا، موضوع هذا العام، تحت شعار « فكّر،كُل ووَفِّر ». حيث عملت الحملة على معالجة النفايات السنوية الضخمة وهدر الأغذية، وهي حملة تهدف إلى تمكين الناس من اتخاذ خيارات مستنيرة للحد من الأثر الإيكولوجي لإنتاج الأغذية.
وسَجَّل الناس في جميع أنحاء العالم أكثر من 4000 نشاط في عام (2011) وتمت زيارة موقع يوم البيئة العالمي أكثر من 4 مليون مرة) في عام 2012، كما استضاف العالم العربي والولايات المتحدة يوم البيئة العالمي لأول مرة؛ وتم إيلاء الاهتمام إلى تغير المناخ لمدة ثلاث سنوات على التوالي.
عام 2012
بعد عشرين عاما من قمة الأرض، التي عقدت في مدينة ريو دي جانيرو، أصبحت البرازيل أول مدينة تستضيف يوم البيئة العالمي للمرة الثانية، وتَمَثَّل موضوع يوم البيئة العالمي في موضوع “الاقتصاد الأخضر: هل يشملكم؟” الذي تضمن مبادرة البيئة الخضراء في الأمم المتحدة، وسجَّل موقع يوم البيئة العالمي أكثر من 4.25 مليون زيارة، وهو رقم قياسي جديد.
عام 2011
في أول تحدي ليوم البيئة العالمي يشهد جذب الممثل دون تشيدل متابعين أكثر على الإنترنت من عارضة الأزياء جيزيل بيندتشن، الذي تمَثَّل في زراعة الأشجار. وفي العام التالي، قامت جيزيل بزرع أول 50000 شجرة في حديقة غروماري البلدية في ريو دي جانيرو، وسجل الناس في جميع أنحاء العالم أكثر من 4000 نشاط.
عام 2010
جمعت مبادرة إرث يوم البيئة العالمي أكثر من 85.000 دولار من أجل حفظ الغوريلا والإضاءة الشمسية في القرى عبر البلد المضيف في رواندا، وقد اختار الناخبون في مسابقة عالمية على الإنترنت أسماء لبعض الغوريلا حديثة الولادة، وتسليط الضوء على وضعهم المهدد بالخطر خلال السنة الدولية للتنوع البيولوجي.
عام 2007
تمثل موضوع يوم البيئة العالمي في “ذوبان الجليد؟ – وهو موضوع ساخن “، الذي استضافته مدينة ترومسو، في النرويج، للاحتفال بأول ثلاث سنوات متتالية يسترعي فيها اليوم بالانتباه، إلى مسألة تغير المناخ، تماما كما ذكر تقرير التقييم الرابع للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ أن الاحترار في المناخ لا لبس فيه.
عام 2006
وبعد عقد من دخول اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر حيز التنفيذ، ألقى يوم البيئة العالمي الضوء على التذكير بالضغوط على الأراضي الجافة، عندما تستضيف الجزائر بالعاصمة الجزائر احتفالات تحت شعار “الصحارى والتصحر– لا تجعل الأراضي الرطبة صحراء!”.
عام 2005
تم الاحتفال بيوم البيئة العالمي في أمريكا الشمالية للمرة الأولى، حيث استضافت مدينة سان فرانسيسكو مئات الأحداث حول موضوع “المدن الخضراء: خطة للكوكب“. واكتسب هذا اليوم أهمية أكبر في العام الذي يدخل فيه بروتوكول كيوتو حيز التنفيذ عن طريق مشاركة نائب الرئيس الأمريكى آل جور وعمدة سان فرانسيسكو السابق جافن نيوسوم في فعاليات هذا اليوم العالمي.
2003
جرت الاحتفالات الرئيسية في مدينة بيروت، لبنان، وهي الاحتفالات الأولى في العالم العربي. وتم اختيار موضوع “المياه – مليارا شخص يموتون بسببها!” لدعم السنة الدولية للمياه العذبة.
الدول التي تمثل حوالي ثلث سكان العالم تتناوب في استضافة يوم البيئة العالمي، بما في ذلك الصين (مرتين) وروسيا واليابان وتركيا؛ ستكون الحملة رقمية.
عام 2001
اختار الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان يوم البيئة العالمي لإطلاق تقييم الألفية للنُظُم الإيكولوجية، وهو جهد لم يسبق له مثيل للتخطيط للوصول لهدف كوكب صحي. وقد انعقدت الاحتفالات الدولية في عدة مدن هي: تورينو في إيطاليا، هافانا في كوبا، وكذلك في هيو في فيتنام ونيروبي في كينيا، التي تعكس موضوع “التواصل مع الشبكة العالمية للحياة” وأقيمت الاحتفالات الدولية في عدة مدن: تورينوـ إيطاليا وهافاناـ كوبا، وكذلك في هيوـ وفيتنام ونيروبي ـ كينيا.
عام 2000
أطلقت منظمة الأمم المتحدة للبيئة موقعا إلكترونيا عالميا متقدما بالكامل، مما يسهل على الناس في جميع أنحاء العالم تسجيل أنشطتهم وبناء شعور المجتمع العالمي. وعقدت الأحداث الرئيسية في أديلايد في أستراليا تحت شعار “الألفية البيئية – حان الوقت لاتخاذ إجراء“، قُبيل انعقاد القمة الدولية التي حددت الأهداف الإنمائية للألفية.
عام 1998
أبرز يوم البيئة العالمي التهديدات التي تتعرض لها نُظُمنا الإيكولوجية البحرية للمرة الأولى، مستخدما موضوع « من أجل الحياة على الأرض – علينا إنقاذ البحار »، دعما للسنة الدولية للمحيطات. واستضافت مدينة موسكوعاصمة روسيا هذه الاحتفالات.
عام 1996
نال الناشط النيجيري كين سارو-ويوا جائزة غلوبال 500 بعد وفاته خلال احتفالات يوم البيئة العالمي في أنقرة عاصمة تركيا. وبهذه الجائزة، يُلقي يوم البيئة العالمي الضوء على الصلة بين الحقوق البشرية والبيئية.
عام 1995
استضافت جنوب إفريقيا احتفالات يوم البيئة العالمي بعد عام من تولي نيلسون مانديلا منصب الرئيس، وحضر مانديلا الاحتفالات، مما وجه اهتماما دوليا كبيرا للمواضيع البيئية. وقبل عام من ذلك، استخدم الزعيم مانديلا الذي ناهض الفصل العنصري يوم البيئة العالمي لإعلان جبل تابل في كيب تاون “هدية إلى الأرض” وإثبات التزام جنوب إفريقيا بحماية التنوع البيولوجي.
عام 1993
استضافت الصين اليوم العالمي للبيئة في بكين، مما يرفع الوعي البيئي في أكثر دول العالم اكتظاظا بالسكان، تحت عنوان “الفقر والبيئة – كسر الحلقة المفرغة“. كما احتفلت الصين مرة أخرى بيوم البيئة العالمي في الصين في عام 2002، الذي استضافته مدينة شينزن الصينية.
عام 1992
تم الاحتفال باليوم العالمي للبيئة في ريو دي جانيرو بالبرازيل خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية، المعروف باسم قمة الأرض، وقامت الدول بالتفاوض بشأن التوصل إلى معاهدات بارزة وفعالة بشأن تغير المناخ والتصحر والتنوع البيولوجي، وتحدد الطريق للتنمية المستدامة المعاصرة.
عام 1989
بعد مرور عام على إنشاء الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ، أثارت الاحتفالات، التي استضافتها بروكسيل عاصمة بلجيكا، الاهتمام بشأن الاحترار العالمي. وسيعاد التأكيد على أهمية الموضوع أكثر من أي موضوع آخر في حملات اليوم العالمي للبيئة اللاحقة.
عام 1988
بدأت الاحتفالات الرئيسية بالتناوب حول العالم، بدءا من بانكوك في تايلاند، حيث تَمثَّل موضوع يوم البيئة العالمي في “عندما يهتم الناس بالبيئة أولا، ستستمر التنمية »، وذلك بعد عام من تقرير برونتلاند الذي وضع مخطط الاستدامة.
عام 1987
احتفلت منظمة الأمم المتحدة للبيئة بيوم البيئة العالمي في مقرها في نيروبي بكينيا، بتقديم أول جوائزها ال 500 العالمية لأبطال البيئة بما في ذلك السيدة وانغاري ماثاي، وأصبحت الجوائز المرموقة دعامة أساسية للاحتفالات السنوية بيوم البيئة العالمي حتى عام 2003.
عام 1986
حيث تزامن موضوع “شجرة من أجل السلام” مع السنة الدولية للسلام. وعكست مظاهر اليوم العالمي للبيئة المتصاعدة القادة السياسيين والدينيين بمن فيهم الرئيس الفرنسى فرانسوا ميتران ورئيس الوزراء الهندى راجيف غاندى والرئيس الأوغندي ويويري موسيفيني فى “مراسم عالمية” من خلال زرع شجرة والتأكيد على الصلات بين النزاع والتدمير البيئى.
عام 1981
وجَّهَت الحملة الانتباه إلى الكيفية التي تؤثر بها المواد الكيميائية السامة على المياه الجوفية وسلاسل الأغذية، وفي العام التالي، اعتمد مجلس إدارة البيئة التابع للأمم المتحدة برنامج مونتيفيديو، الذي يضع أولويات لوضع القوانين العالمية التي تؤدي إلى اتفاقيات دولية رئيسية تُقيِّد أو تلغي استخدام مجموعة من المواد الكيميائية والملوثات الخطيرة.
عام 1979
تزامن موضوع يوم البيئة العالمي “مستقبل واحد لأطفالنا” مع السنة الدولية للطفل، وللمرة الأولى، يعبر يوم البيئة العالمي عن سنة دولية تحددها الأمم المتحدة، وهو نمط يصبح أكثر شيوعا حيث تثير المشاكل البيئية بشأن جدول الأعمال العالمي.
عام 1977
استخدمت منظمة الأمم المتحدة للبيئة اليوم لتسليط الضوء على المخاوف بشأن طبقة الأوزون، مما يخلق اتجاها ليوم البيئة العالمي لتوليد زخم حيوي مبكر بشأن القضايا البيئية الحرجة. واستغرق الأمر عشر سنوات أخرى لإغلاق بروتوكول مونتريال البارز بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون.
عام 1974
احتُفل بيوم البيئة العالمي للمرة الأولى تحت شعار “أرض واحدة فقط ».
عام 1972
خصصت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 5 حزيران / يونيه يوميا دوليا للاحتفال بيوم البيئة العالمي، الذي يصادف اليوم الأول لمؤتمر ستوكهولم المعني بالبيئة البشرية، وفي ذات السياق هناك قرار آخر، اعتمدته الجمعية العامة في اليوم نفسه، أدى إلى إنشاء منظمة الأمم المتحدة للبيئة.
إعادة النظر في التصور البيئي.. إعادة الإنشاء، تعني الاستعادة الكلية لمنظومة بيئية متوازنة
لم نزَل،إلي حدود اليوم و منذ أمد طويل، نستغل النُظم البيئية لكوكبنا بشكل عشوائي وندمّرها، ففي كل ثلاث ثوان، يفقد العالم من الغابات ما يساوي ملعب كرة قدم. وعلى مدار القرن الماضي، دمرنا نصف الأراضي الرطبة، وفقدنا بالفعل ما يصل إلى 50 في المئة من الشعاب المرجانية، ويمكن أن نفقد ما يصل إلى 90 في المئة منها بحلول عام 2050، حتى لو اقتصر الاحترار العالمي على زيادة بمقدار 1.5 درجة مئوية.
ويحرم فقدان النظام البيئي العالم من أحواض الكربون من مثل الغابات والأراضي الخثية في توقيت لا تستطيع البشرية تحمل تبعاته، وازدادت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على مستوى العالم لثلاث سنوات متتالية ويمثل كوكب الأرض إحدى وتيرة تغير المناخ الكارثي المحتمل.
وكشف انتشار جائحة كوفيد – 19 كارثية عواقب فقدان النظام البيئي، وبتقليص مساحة الموائل الطبيعية للحيوانات، هيئنا الظروف المثالية لانتشار مسببات الأمراض — بما في ذلك فيروسات كورونا.
وباتضاح هذه الصورة الكبيرة والمعقدة، يركز يوم البيئة العالمي على استعادة النظام البيئي تحت شعار ❞ إعادة التصور. إعادة الإنشاء. الاستعادة❝.
إن استعادة النظام البيئي تعني منع ذلك الضرر وتغيير عواقبه، انتقالا من استغلال الطبيعة إلى علاجها. وسيكون اليوم العالمي للبيئة لهذا العام هو بداية عقد الأمم المتحدة لاستعادة النظام البيئي (2021 – 2030) ، وهي مهمة عالمية لإحياء مليارات الهكتارات من الغابات والأراضي الزراعية، من أعالي الجبال إلى أعماق البحار.
فقط من خلال النُظُم البيئية الصحية يمكننا تعزيز سُبل عيش الناس ومواجهة تغير المناخ ووقف انهيار التنوع البيولوجي.
دليل مبادئ استعادة النُّظُم الإيكولوجية
لتشجيع إحياء النُظم الإيكولوجية في كل مكان، نشر برنامج الأمم المتحدة للبيئة دليلاً عملياً لاستعادة النظم الإيكولوجية، صدر في بداية عقد الأمم المتحدة لاستعادة النُظم الإيكولوجية 2021-2030، يقدم دليل استعادة النظام الإيكولوجي مقدمة لمجموعة من الإجراءات التي يمكن أن تُبطئ وتوقف تدهور النُظُم البيئية وتعزز انتعاشها، تحت شعار « استعادة الابتكار..يوم البيئة »، يدعو يوم البيئة العالمي لعام 2021، الذي تستضيف باكستان الاحتفالات الرسمية به، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإحياء أنظمتنا البيئية المتضررة.
فلبقائنا نعتمد جميعًا على النُظُم البيئية الصحية من الغابات إلى السواحل، ويُقصد بالنُظُم البيئية التفاعل بين الكائنات الحية — النباتات والحيوانات والأفراد — ومحيطها، وهذا لا يشمل الطبيعة وحسب، ولكن الأنظمة التي من صنع الإنسان مثل المدن أو المزارع كذلك.
وتبقى استعادة النظام البيئي هي مهمة عالمية ذات نطاق واسع، ذلك أنه عملية تستلزم إصلاح مليارات الهكتارات من الأراضي — وهي مساحة أكبر من الصين أو الولايات المتحدة — ليتمكن الناس من الحصول على الغذاء والمياه النظيفة وسبل العيش.
كما أنها — أي عملية استعادة النظام البيئي — تعني كذلك إعادة النباتات والحيوانات من حافة الانقراض، من قمم الجبال إلى أعماق البحار.
وهي عملية تشمل كذلك عديد الإجراءات البسيطة التي يمكن للجميع القيام والالتزام بها يوميًا، من مثل زراعة الأشجار، أو تخضير المدن، أو إعادة بناء الحدائق، أو تنظيف القمامة بجانب الأنهار والسواحل.
ولاستعادة النُظُم البيئية منافع جمة، فمقابل كل دولار يُستثمر في تلك العملية، يُتوقع الحصول على سبعة إلى ثلاثين دولارًا من العائدات للمجتمع العالمي، كما تشجع الاستعادة إتاحة الوظائف في المناطق الريفية حيث تشتد الحاجة إليها.
واستثمرت بعض البلدان بالفعل في عملية الاستعادة تلك بوصفها جزء من خططها العامة الشاملة للتعافي من جائحة كوفيد – 19، وتتجه بلدان أخرى إلى الاستعادة لمساعدتها على التكيف مع مناخ يتغير بالفعل.
حقائق وأرقام
- يُفقد سنويا أكثر من 4.7 مليون هكتار من الغابات، أي أكبر من مساحة أكبر من الدنمارك.
- يصُبُّ ما يقرب من 80 في المائة من مياه الصرف الصحي في العالم في محيطاتنا وأنهارنا دون معالجة.
- تُجفف الأراضي الرطبة للزراعة، وفقد العالم ما يقرب من 87 في المائة منها في الـ300 عاما الماضية.
- توجد أراضي الخث في أكثر من 180 دولة، وهي أنظمة بيئية حيوية فائقة القوة، وعلى الرغم من أنها لا تغطي سوى 3 في المائة من اليابسة في العالم، إلا أنها تُخزن ما يقرب من 30 في المائة من كربون التربة.