الدول الغربية قامت بكل ما هو مُتاح لمنع الحرب على أوكرانيا، والأسلوب الذي انتهجته سبق أن نجح مرارا، لكن هذه المرة كان لبوتين رأي آخر وقرر الهجوم على أوكرانيا، إذن فما هي الخطوة المقبلة؟
الكثيرون يعتقدون أن الخطوة المقبلة كان يجب أن تشن الدول الغربية ردا سريعا على روسيا، والقائلون بهذا الكلام يبدو أنهم لم يقرأو عن الحروب وليس لديهم أي دراية عن كيفية التعامل مع مثل هذه الأزمات.
“التكتيك الحربي” الذي أثبت نجاعته عبر التاريخ، هو عندما تقع “الفأس في الرأس” -وفي هذه الحالة الفأس وقعت على رأس أوكرانيا “الضحية”، مثلما كانت بلجيكا هي “الضحية الأولى” في الحرب العالمية الأولى وبولندا “ضحية” الحرب العالمية الثانية – فإن الدول الغربية تنهج أسلوبا من الناحية العسكرية يُعتبر مفيدا جدا، وهو:
ترك “المهاجم” يخوض الحرب في الأيام الأولى مع البلد “الضحية”، يخسر فيها عددا مهما من العتاد والجنود بالرغم من تقدمه المستمر، ولهذا الأمر العديد من الفوائد: أولها تخفيف قوة البلد المهاجم الذي يكون مستعدا في البداية لجميع الاحتمالات، وثانيا اعطاء فرصة للدول الغربية لدراسة الرد الناجع والفعال، وثالثا دراسة نقاط قوة المهاجم ونقط ضعفه قبل شن الهجوم المضاد عليه.
هذا التكتيك نجح في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وليس بالضرورة أن يتكرر هذه المرة، لكن تاريخيا لم يسبق أن كان هناك هجوما مضادا سريعا، وإلا سيكون ذلك بمثابة انتحار، لأنه حسب الخبراء العسكريين يكون المهاجم في البداية على أهبة الاستعداد وفي أوج قوة هجومه.
شخصيا لا أعتقد أن الأمر سينتهي باستيلاء روسيا على كييف وتغيير نظامها وينتهي الأمر، بل سيكون للغربيين رد، وهذا الرد، مرة أخرى قد يكون عسكريا أو يكون بطرق أخرى، المهم في النهاية أن روسيا ستنهزم والغرب سينتصر، سواء كان على حق أو على خطأ. والله أعلم من قبل ومن بعد.