فوز عزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار، في انتخابات الثامن من شتنبر 2021، بأزيد من 100 مقعد برلماني، لم يكن اعتباطيا.
رئيس الحكومة المعين من طرف العاهل المغربي مدين لعدد من المتعاونين المقربين الذين ساهموا في بناء مجد أخنوش السياسي. متعاونون متخصصون في التواصل الإعلامي والسياسي واستراتيجيون ورجال اعمل وخبراء في محالات مختلفة، فضلا عن ” لوبيات ” مدنية قوية متواجدة في مختلف جهات المملكة المغربية الاثنا عشر.
نسجل أنه حتى أشد المتفائلين لم يكونوا يتوقعون هذا الفوز الساحق للتجمعيين أمام حزب كنا نعتقد أنه حزب قوي ولا يمكن هزمه وبالأحرى إذلاله (من 125 مقعد إلى فقط 13 مقعدا).
لا أحد كان يعتقد أن أخنوش الذي عمر طويلا في وزارة الفلاحة سيكون له دور حاسم في تشكيل الحكومة الموالية لانتخابات 2016، خاصة بعد الفترات الصعبة التي عاشها في السنوات الأخيرة وخاصة فترة المقاطعة التي كادت أن تعصف بمستقبله المالي والسياسي.
كما أنه، لم يعرف لعزيز أخنوش مسار سياسي مع حزب “التجمع الوطني للأحرار” قبل انتخابات 2007 التي شهدت تعيينه لأول مرة وزيراً للفلاحة والصيد البحري، إذ دخل الوزارة على حين غرة باسم هذا الحزب المعروف باستقطاب رجال المال والأعمال وأيضا من الطبقة الاقتصادية والإدارية.
فقد عرف المغاربة قبل هذا التاريخ أخنوش واحدا من رجال الأعمال الأقوياء في البلد، فقد كان رئيس مجموعة “أكوا” الاقتصادية، وهو سليل عائلة غنية منحدرة من مدينة تافروات في الجنوب، كما سبق له ترأس جهة “سوس ماسة درعة” ما بين 2003 إلى 2007.
لكن يجب أن نشير، من جهة أخرى، أن فوز أحنوش في الانتخابات الأخيرة التي شهدها المغرب، لم يكن مفاجئا، لأنه استعد بما يكفي ليصل إلى ما وصل إليه. إنجازات على مستوى وزارة الفلاحة وأخرى على مستوى الحزب، من بينها اللقاءات الجماهيرية التي قام بها في بعض الدول الأوربية وبرنامج 100 مدينة و100 يوم.
و لكن لم يكن لأخنوش أن يحقق ما حققه لولا ثلة من المتعاونين المقريبين جدا منه كالمحامي و البرلماني الشاب مصطفى بيتاس، و الوزير مولاي حفيظ العلمي الرجل الذي صنع محد الصناعة و التجارة و الاقتصاد المغربي و محمد أوجار في الجانب الإعلامي و التواصل السياسي و الحقوقي و الناطقة الرسمية باسم التجمع الوطني للأحرار السيدة دلال مني إلى جانب أطر أخرى ساهمت بشكل أو بآخر في هذا النجاح الكبير .
إلى جانب هؤلاء، لا يجب أن ننسى بعض الفعاليات الأمازيغية من مختلف المناطق المغربية التي ساهمت بشكل فعال و قوي في هذه الدينامية السياسية التي شهدها التجمع الوطني للأحرار و التي يرجع لها الفضل في مشاركة العديد من الأمازيغيين و الأمازيغيات في الفوز الساحق الذي عرفه الحزب الأزرق.