نقيب الصحافيين الموريتانيين، الخبير الإعلامي محمد سالم سيد أحمد الداه:
- لا سجن للصحافيين في مجال الصحافة و النشر بموريتانيا و أتمنى أن يتجاوز الصحافيون المغاربيون فشل السياسيين
لوبوكلاج / نواكشوط
- من هو نقيب الصحافيين الموريتانيين؟
محمد سالم سيد احمد الداه من مواليد 1966 بالعاصمة نواكشط (موريتانيا) حاصل على الشهادات الابتدائية والإعدادية والثانوية والجامعة (ماجستير إعلام استراتيجي) وماجستير في مجال العلوم الاستراتيجية. عضو المجلس الأعلى للصحافة والسمعيات البصرية بموريتانيا وأمين عام مساعد بالاتحاد العام للصحافيين العرب لمدة أربع سنوات سابقا، والآن نقيب الصحافيين وعضو اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، ورئيس مجلس الأمناء لمراكز الدراسات والبحوث في موريتانيا وعضو في الاتحاد الدولي للصحافيين ومدير المركز العربي الافريقي للإعلام والتنمية. (“حضرت الكثير من المنتديات الدولية وشاركت ببحوث ودراسات في مجالات متعددة مختصة في المجال الإعلامي والسياسي والحقوقي”).
- من له الحق في الإنتماء لنقابة الصحافيين؟
تأسست نقابة الصحافيين الموريتانيين حديثا عام 2008، وقبلها كانت هناك روابط متخصصة؛ رابطة للصحف المستقلة وروابط أخرى. لكننا تحولنا إلى نقابة للصحافيين، هدفها الأول هو الدفاع عن الحقوق المعنوية والمادية للصحافيين الموريتانيين. الانتماء إلى النقابة يخضع للشروط المنصوص عليها قانونا لممارسة مهنة الصحافة في البلد؛ حيث يجب أن تكون خريجا من كلية أو معهد أو مدرسة للإعلام لكن يشترط أيضا أن تحصل هناك تجربة لا تقل عن ثلاث سنوات إذا كنت صاحب تكوين في مجال التعليم العالي، أما إذا كنت ذو تكوين متوسط فلابد أن تكون أو أن تضيف إليه خمس سنوات من التجربة في مؤسسة إعلامية معروفة مرئية أو مكتوبة أو مسموعة، تمنحك شهادة، هو أيضا يمكنك من ممارسة المهنة.
- ما هي أهم الإنجازات التي حققتها نقابة الصحافيين؟
ساهمت نقابة الصحافيين الموريتانيين منذ تأسيسها ساهمت في أشياء كثيرة وحققت إنجازات كبيرة ومتقدمة، أولا في مجال الدفاع عن الحريات؛ ألغت بموجب نضالاتها حبس الصحافيين في مجال النشر، حيث أن في السابق كان الصحافيون يخضعون للمحاكمات في مجال النشر. وتم أيضا تأسيس قسم للإعلام واستحداث كليات للإعلام في الجامعات، كما كانت النقابة الوطنية للصحافيين وراء التعجيل بتحرير المجال السمعي البصري من خلال فتح قنوات وإذاعات خاصة، بل ان في الإصلاح الجديد تمكنا من احداث صندوق للدعم العمومي تستفيد منه الصحافة الخاصة، خاصة المكتوبة وبعدها الإعلام الالكتروني.
- ما هي مطالب نقابة الصحافيين الموريتانيين؟
مطالب النقابة متعددة، منها ما هو مرتبط بالحقوق ومنها ما هو مرتبط بمجالات أخرى؛ في مجال الحقوق نحن نناضل من أجل مراجعة رواتب الصحافيين في المؤسسات الإعلامية وإعادة النظر في القوانين وفي هياكل هذه المؤسسات الإعلامية سواء كانت عامة أو خاصة، وأيضا ضرورة إعادة منح بطاقة الصحافة وفق شروط جديدة صارمة تلتزم بها الجهات الوصية في إطار الشراكة مع نقابة الصحافيين الموريتانيين. ثم في مجال تمويل المؤسسات الصحفية؛ لا زالت المقاولات الصحفية في موريتانيا ضعيفة ونحن بصدد نضال من أجل أن يكون هناك دعم مالي مؤسسي للمقاولات الصحفية، وأن تشكل مؤسسات الاشهار لتكون سندا للمؤسسات الإعلامية في البلد وقد تحقق ذلك.
- تشكيل لجنة إصلاح قطاع الإعلام في يوليو 2020 بقرار من رئيس الجمهورية لبلورة مقترح بشأن إصلاح قطاع الصحافة بموريتانيا، يعني أن وضعية هذا القطاع تحتاج إلى إصلاح ، هل يمكن لهذه اللجنة أن تفي بالغرض المطلوب؟
كنا في نقابة الصحافيين وراء فكرة الإصلاح، وانا عندما تقدمت لانتخابات نقابة الصحافيين سنة 2017تقدمت بلائحة تحت عنوان “الإصلاح والتمهين” لأن الساحة الصحافية بالبلد شهدت على غرار دول عديدة فوضى في التراخيص وفي عدم ضبط المهنة وأيضا فلتان في مجال أخلاقيات المهنة، لكن بفعل نضالاتنا في نقابة الصحافيين وبعد لقاء المكتب التنفيذي لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، طرحنا عليه موضوع ضرورة المسارعة في اصلاح قطاع الصحافة بالبلد، خاصة الصحافة المستقلة التي كانت تشهد هذه الفوضى وطالبنا بضرورة ترقية الحقل الصحفي بالبلد، بالإضافة إلى مراجعة أوضاع الصحافة والصحافيين والمؤسسات الصحافية بالبلد بشكل عام. وقد تمت الاستجابة لهذه الدعوة وطلب منا مقترحا للإصلاح وقدمنا هذا المقترح بالفعل وتم التعاطي معه بشكل إيجابي، ومنه فقد كانت كل هذه النضالات والمبادرات وراء تشكيل لجنة وطنية لإصلاح الصحافة العامة والخاصة في البلد وقد اشتغلت هذه اللجنة لمدة ستو اشهر وقدمت تقريرها النهائي الذي ضم مجموعة من التوصيات الهامة والتي من شأنها الدفع بقطاع الصحافة في البلد سواء العمومي أو الخاص، وقبل أيام صادقت الحكومة الموريتانية على هذا التقرير وسنبدأ قريبا في الدخول في الورشات التي سنبثق عنها الإصلاح النهائي لقطاع الصحافة.
- ما هي وضعية الصحافة الرقمية بالبلد؟
وضعية الصحافة بالبلد جيدة لحد الآن فهي تفرض هيمنتها بفعل وسائط الإعلام الحديثة، حيث ظهرت عندنا منصات رقمية مؤثرة وذات حضور متميز، وتتطرق لمواضيع إعلامية متنوعة وتخترق الآن الصفحات الوسائطية. كما يستجيب لها آلاف المتابعين وتحظى بجمهور واسع. بالتالي يمكن أن نقول إننا نمتلك شباب مبدعين في المجال الرقمي.
- بين 2016 و 2020 تراجعت موريتانيا في الترتيب العالمي لحرية الصحافة التي تعده منظمة ” مراسلون بلا حدود ” بحوالي خمسين نقطة ( من المرتبة 48 سنة 2016, الى المرتبة 97 سنة 2020 )، ما هي أسباب هذا التراجع؟
موريتانيا كانت دائما تحتل المرتبة الأولى عربيا على مستوى تقارير مراسلون بلا حدود وقد شهدت تراجعا في السنوات الأخيرة، ومرجع ذلك بالدرجة الأولى إلى استهداف الصحافيين؛ حيث شهد الصحافيون خلال المراحل الماضية بعض الاستهدافات سواء كانت على مواقفهم السياسية وحتى على مستوى تناولهم لبعض المواضيع. لكن للأمانة يمكن أن أقول إنه في موريتانيا مجال الحريات الإعلامية هو مجال مفتوح، كما أننا لم نشهد الكثير من المضايقات في مجال حرية التعبير، لكن كان هناك شبه حصار للمؤسسات الإعلامية من حيث الإشهار ومن حيث الدعم وبالتالي اعتبر الصحافيون أن هذا شكل من أشكال الحصار وربما لأن هناك بيانات دائمة تدعو إلى ضرورة رفع هذا الحصار، الشيء الذي شكل اهتماما لدى المنظمات خاصة منظمة مراسلون بلا حدود وقامت بتصنيف موريتانيا فتراجع تقدم موريتانيا في مجال حرية التعبير
- السيد النقيب أنتم ترأسون حاليا المكتب التأسيسي للاتحاد المغاربي للصحفيين الذي أعلن عنه مؤخرا بشكل رسمي و الذي يتشكل من خمس الدول المغاربية الخمس: ما هي طموحات هذا الاتحاد المستقبلية؟
الاتحاد المغاربي للصحافيين هو منظمة مهنية مستقلة أعلن عنها مؤخرا، أسسها مجموعة من الصحافيين في بلدان الاتحاد المغاربي، هدفها هو ربط الصلات بين الصحافيين في هذا الاتحاد، وأيضا تبادل وتعزيز القدرات الصحافية، ولعب دور إيجابي في كل ما من شأنه ان يقرب ما بين بلدان الاتحاد المغاربي وما يعزز هذه الصلات والتعاون المشترك والدفع كذلك نحو تعزيز الوحدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المغاربية، وقد رحب به الصحافيون كما تم الاهتمام به إعلاميا على مستوى بلدان المغرب العربي؛ حيث نشر الإعلام الخاص والعمومي في هذه البلدان عن ميلاد هذا الإتحاد. ونحن نتوق إلى أن نبرر هذا الأخير بشكل عملي عبر برامج وخطط مستقبلية. نحن لا زلنا في بدابة التأسيس لكن بإرادتنا الجماعية سيكون هذا الاتحاد، اتحادا مهنيا مغاربيا صحفيا مستقلا، يخدم الأهداف الكبيرة التي تجمعنا.
- كيف تقيمون وضعية الصحافة بالبلدان المغاربية؟
اعتقد أن وضعية الصحافة المغاربية هي وضعية متقاربة وإن كانت تختلف من بلد إلى آخر، لكن بجهودنا المشتركة وبتقويمنا وتحليلنا للأوضاع الصحفية والإنتاج الصحفي في هذه البلدان المغاربية سيشكل ذلك دافعا لنا جميعا من أجل تطوير هذا العمل الصحفي وأيضا من أجل الاستفادة من التقنيات مفرزاتها المعاصرة من أجل الاستفادة من هذا الاعلام الرقمي الطي يخترق كل مكان ولا شك أنه بإرادتنا الجماعية سندفع جميعا إلى تطوير هذا الإعلام المغاربي الذي يختلف حصوره وتكوره من بلد إلى آخر.
- هل تعتقدون أن ينجح الصحافيون المغاربيون في ما فشلت فيه السياسة المغاربية؟
نتمنى أن ينجح الصحافيون المغاربيون فيما فشل فيه الساسة المغاربيون، لكن كما نعلم أن الاعلام أصبح لديه دور كبير بمكن أن يلعب هذا الدور في التقارب وتجاوز بعض العقبات والإشكالات وكذا في فتح الحوار الهادف والبناء. خاصة وأن هذا الاتحاد يجمع صحافيي دول المغرب ككل، وبالتالي هذا انجاز كبير يجب أن يحافظ عليه الصحافيون، ربما يكون هناك من يستهدف هذا الكيان حتى ينعدم، لكن المسؤولية الكبرى تقع علينا كصحافيين من أجل حماية هذا الاتحاد وأن ندفع به إلى الأمام، وأن تنعقد اجتماعاته ويكون له حضور في كل بلد مغاربي، لأن هدفه الأول هو الدفاع أولا عن الحقوق المعنوية والمادية للصحافيين، إلى جانب التواصل والتنسيق والمشاركة ما بين الصحافيين وتعزيز قدراتهم والمساهمة في تكوينهم، وكذلك تبادل الزيارات الميدانية المغاربية ما بين الصحافيين، وبالتالي هذه مسؤوليتنا جميعا ونحن كمكتب تأسيسي لن نبخل وسنقدم كل شيء من أجل الوصول إلى هذه الأهداف النبيلة.