من هو الإعلامي الجزائري و رئيس أول مجلس وطني للصحافيين الجزائريين؟
أنا رياض بوخدشة خريج الجامعة الجزائرية سنة 1997، بدأت الكتابة في السنوات الأخيرة من مرحلة التعليم الثانوي، وولعت كثيرا بالكتابة الصحفية في السنوات الأولى للتعليم الجامعي، وحبي للصحافة والإعلام، جعل زملائي في مكتب الطلبة يكلفونني بمهمة مسؤول الاعلام، حيث مكنني هذا من الاحتكاك بالصحفيين وأنا في السنة الأولى من دراستي الجامعية، وبعد التخرج والتفرغ التدريجي للحياة العملية شاركت مع مجموعة من زملائي حديثي التخرج في تأسيس جريدة أسبوعية، وبعدما حققنا بعضا من النجاح المتواضع في تجربنا البسيطة تلقيت عروضا للعمل من بعض المؤسسات الإعلامية في الجزائر، فشغلت فضلا عن وضيفتي كصحفي منذ سنة 2003 عدة مسؤوليات في قاعات التحرير من بينها رئيسا للقسم السياسي ومنسقا للتحرير في عناوين مختلفة، حيث لم يمنعني تخصصي في الصحافة المكتوبة من المشاركة أيضا في اطلاق مشروع اعلامي في مجال السمعي البصري، كما خضت تجربة تأسيس صحيفة الكترونية وهي قيد النشاط حاليا وستعرف انطلاقة قوية في المستقبل القريب بحول الله.
ممارستي للعمل الطلابي في الجامعة جعلتني مهتما بالعمل النقابي، فأطلقت مع مجموعة من أصدقائي مبادرة تأسيس اتحادية للصحفيين سنة 2008، ثم مبادرة من أجل حماية كرامة وحقوق الصحفيين في الجزائر سنة 2011، وانتهت الجهود وانصهر في مشروع المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين الذي عقدنا مؤتمره التأسيسي كأول منظمة نقابية وطنية مستقلة شاملة للصحفيين الجزائريين ربيع 2019، ونحن الأن نشتغل في اطار هذه المنظمة على اطلاق ورش إصلاحات عميقة على قطاع الصحافة في الجزائر.
ماذا حقق المجلس للصحافيين؟ وما هي الانتظارات التي مازالت عالقة؟
منذ تأسيسه في الشهر الخامس من سنة 2019 في ظروف صعبة، سعى المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين إلى رصد اهم ما تعانيه العائلة الإعلامية الجزائرية من صعوبات، ورفعنا مدونة مطالب مهنية واجتماعية إلى وزارة الاتصال والحكومة، وبدأنا كمنظمة مهنية نفرض وجودنا كشريك اجتماعي وكمفاوض قوي مع الحكومة من أجل القضاء على الكثير من الاختلالات التي جعلت الاعلام الجزائري يتأخر في تحقيق انطلاقة قوية، وفعلا بدأ يترسخ في ذهن مكونات العائلة الإعلامية الجزائرية أهمية وضع استراتيجية عمل اعلامي متكامل في مستوى التطورات الحاصلة على الصعيد العالمي، ويستجيب لتطلعات المجتمع الجزائري سيما ما يتعلق برغبة المواطن في خدمة إعلامية عمومية، وجعل الأموال المعتبرة التي توفرها الدولة الجزائرية لقطاع الاتصال تحقق الغرض في اعلام قوي قادر على تنوير الرأي والدفاع عن القضايا الجوهرية التي تشغل بال المواطن الجزائري.
الانتظارات التي لا تزال عالقة مرتبطة بتطبيق مضامين الدستور الجديد في الجزائر والذي جائت به إصلاحات ما بعد الحراك الشعبي، وفي تقديرنا ستتم مراجعة قانون الاعلام مباشرة بعد الانتخابات البرلمانية الجاري التحضير لها حاليا والمرتقبة في جوان القادم، وبمراجعة قانون الاعلام سنتخطى الكثير من الفراغات الموجودة حاليا ومنها غياب هيئة ضابطة للصحافة المكتوبة وضعف أداء مجلس السمعي البصري، وسنطالب كمنظمة مهنية بمشاركة قوية للصحفيين في كل هيئات الضبط الخاصة بمؤسسات الاعلام بكل انواعه.
هل يتوصل المجلس بدعم عمومي؟ و أين يستثمر؟
منظمتنا لا تتحصل على دعم عمومي ولا تطلب هذا الدعم فنحن لدينا اشتراكات المنخرطين وعملنا تطوعي يجد دعمه في أنشطة مشتركة مع القطاع الاقتصادي ومع هيئات وطنية صديقة في مجال التدريب والتأهيل، والسند الذي نطلبه من الحكومة هو الاصغاء لمقترحاتنا وبدائل العمل التي نقدمها من أجل تطوير مهنة الصحافة في بلادنا وتمكين الصحفيين من شروط العمل الضرورية لبلوغ اعلى درجات الاحتراف المهني.
ما هي شروط انخراط الصحفي المستقل freelance، في المجلس؟
ينخرط في منظمتنا كل صحفي جزائري سواء متعاقد مع مؤسسة او يمارس عمله بصفة مستقلة ولا فرق بين صحفي موظف وصحفي حر.
ما تعليقكم على مرتبة الجزائر في الترتيب العالمي لحرية الصحافة الذي تقوم به منظمة ” مراسلون بلا حدود “؟
حرية الصحافة مفهوم مبني على الاجتهاد وليس علما دقيقا، فحرية التعبير تختلف في مفهومها من بلد الى بلد ومن عقيدة وإيديولوجية إلى أخرى، فما هو تقييد للحرية في منطقة جغرافية هو حماية للأمن والتماسك الداخلي في منطقة أخرى، ولذلك تقارير المنظمات العالمية التي تعنى بموضوع الحريات تبقى نسبية، وهذه التقارير اعتدنا نراها تتغير حسب الظروف وحسب معطيات سياسية، وبذلك تبقى هذه التقرير رؤية من الجهة التي أصدرتها، وبالنسبة لنا نحن كصحفيين جزائريين، تقييم الحريات في بلادنا يجب ان يكون أولا صادر عن هيئات محترفة في داخل البلاد، وهذا ما نقوم به نحن في المجلس الوطني للصحفيين، حيث يجري التحضير لاطلاق التقرير السنوي الثاني حول بيئة عمل الصحفيين الجزائريين وتأثيرها على الحريات، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة المصادف للثالث مايو القادم، وسنقدم مؤشرات موضوعية وعلى أسس محترفة، الغرض منها تطوير مجتمعنا وترقية بلادنا وتحقيق رفاه مواطنينا وإعطاء المثل الأفضل في حقوق الانسان والقيم الإنسانية العالمية.
هل للتكوين الصحفي دور في الرقي بمهنة المتاعب؟ كيف؟
التكوين والتأهيل هو أساس كل قيمة مضافة في أي نشاط من أنشطة الحياة، وأهميته أبلغ في مهنة الصحافة ونشاط الاعلام والاتصال، كون هذا النشاط يخاطب عقول وضمائر الناس، فهو حساس وتترتب عنه مسؤوليات أخلاقية جسيمة، تعود على الإنسانية بالنفع اذا احسنا التصرف وتعود بالوبال إذا أسئنا التصرف، فلا مستقبل لبلد في حضيرة الأمم لا يجيد فن التعامل مع عقول الناس.
أنتم عضو في المكتب التأسيسي للإتحاد المغاربي للصحافيين، ماذا تنتظرون من هذا الاتحاد؟
الاتحاد المغاربي للصحفيين مبادرة طالما انتظرناها وكنا ولا زلنا نأمل أن تتجسد كما نأمل في الكثير من الإنجازات لفائدة منطقتنا المغاربية، وعلى قدر يقيننا بالصعوبات موقنون أيضا بفرص النجاح الكثيرة، ولذلك ننتظر من هذه المبادرة ان تحرص على الاستفادة من تجارب العمل الإعلامي في البلدان المتقدمة، وتدرس بعمق خطة عمل اعلامي مشترك يشجع على وحدة الشعوب وتضامنها وتحقيق قيم العدل والعيش المشترك في آمان.
أشكركم وخالص تمنياتي لكم وللزملاء الأعزاء من التقيناهم ومن لم نلتقي بهم من عائلة الاعلام المغربية، بالنجاح والسداد في مهامكم النبيلة، وفي تحقيق المزيد على طريق ما حققته الأمم من تطور لفائدة شعوبها وساكنتها وفيما يرضي ضمائرنا كشعوب تجمعنا وحدة المصير.