نظمت الرابطة المغربية للشباب والطلبة بشراكة مع مركز الخيمة للديمقراطية وحقوق الإنسان يومه السبت 25 دجنبر 2021 بجماعة المحبس الحدودية التي تبعد عن مخيمات الاحتجاز بتندوف ببضعة كيلومترات، ندوة وطنية في موضوع: ” السلم والأمن بمنطقة افريقيا والساحل … اية مقاربة؟
الندوة تم تأطيرها من طرف السادة: الإطار الوطني محمد نوفل عامر، باحث أكاديمي ورئيس الاتحاد العام للشباب وطلاب المغرب العربي، والأستاذ بكار السباعي، محام بهيئة أكادير، باحث في الإعلام و الهجرة و حقوق الإنسان، و الأستاذ فيصل كرمات، رئيس المركز الوطني للدراسات القانونية و الحقوقية.
وشهدت حضوراََ متميزاً ووازناً لثلة من الفاعلين السياسيين والحقوقيين والمتهمين، وعرفت نقاشاً مستفيضاً ومداخلات قيمة حول عديد النقاط التي شرحت الواقع بدون لغة خشب، وحاولت الإحاطة من جميع الجوانب بمسألة الأمن بالمنطقة المغاربية وشمال افريقيا بصفة خاصة وارتباطاته بأمن العالم بصفة عامة، ودق ناقوس الخطر حول التنظيمات الإرهابية التي تهدد استقرار الدول.

في مداخلته القيمة قال الأستاذ الحسين بكار السباعي أن “النظام الجزائري لن يرفع يده عن الصحراء المغربية إلا إذا أحس بأن ما سيخسره أكبر بكثير مما سيربحه، ونحن نعلم أن الجغرافيا الحالية للجزائر هي من صنع الاستعمار الفرنسي، وإذا كانت البلاد تريد تفكيك جغرافية دولة عريقة مثل المغرب عمرها على الأقل 12 قرنا من وجود دولة مركزية مستقلة، فإنه من السهولة بمكان تفكيك جغرافية دولة لم تكن موجودة قبل 60 سنة في حدودها الحالية”.
وأضاف المحامي بهيئة أكادي: ” أن هناك مطالب حقيقية لدى شعب الطوارق والأزواد في الجنوب، وشعب القبائل في الشمال، ومطالب حكم ذاتي لدى الأقلية المزابية في الوسط، والمثل يقول “من حفر حفرة وقع فيها”، والنظام الجزائري حفر حفرة عميقة طيلة 50 سنة، وآن له أن يسقط فيها سقوطا مدويا.”
النظام الجزائري – يقول الباحث في الإعلام و الهجرة و حقوق الإنسان – الذي أوصل بلده وشعبه إلى حافة الانهيار، وقتل ربع مليون جزائري أثناء العشرية السوداء في التسعينيات، يمكن أن يقوم بأي عمل متهور، ويجب أن نتوقع منه أي شيء.
لذلك على المغرب أن يتخذ كل الاحتياطات ويضع السيناريوهات اللازمة لكل الفرضيات الممكنة وغير الممكنة حتى لا يفاجأ من طرف نظام العسكر الحاكم.
كما أنه في النزاعات الدولية، إذا لم تكن لديك أوراق للضغط على خصمك أو عدوك فإنك ستدخل منذ البداية في معركة خاسرة، ويمكن الرجوع إلى كل النزاعات الدولية لنرى كيف تستعين كل دولة بأوراق ضد الدولة التي تصارعها.

ومشكلتنا في المغرب – يختم الأستاذ السباعي – أن الدولة راهنت على تعقل النظام الجزائري عوض أن تسعى إلى امتلاك أوراق للضغط والتفاوض.
لذلك سيكون من السذاجة في عالم السياسة والجيوبوليتيك والنزاعات الدولية أن تبقى في موقف الدفاع، دون امتلاك أوراق للضغط من نفس الجنس ومن نفس الطبيعة وبنفس الخطورة على خصومك: انفصال مقابل انفصال، حركة مقابل حركة، دعم مقابل دعم، إذاعة انفصالية أو قناة فضائية مقابل أختها، تسليح مليشيات مقابل تسليح ميلشيات، وهكذا. وبغير ذلك يستحيل على خصمك أن يكف عدوانه…