شهدت مدن مغربية عديدة يومي 27 و28 شتنبر احتجاجات سلمية دعت اليها حركة جيل Z حيث خرج ألاف الشباب الى الشوارع رافعين شعارات تطالب باصلاحات جوهرية في قطاعات التعليم والصحة ومحاربة الفساد الى جانب تحسين الظروف المعيشية والاقتصادية
ورغم الطابع السلمي الذي ميز هذه الوقفات تدخلت السلطات الامنية بقوة لتفريق المحتجين مع فرض تطويق امني مشدد وتوقيف عدد من الشبان في مشهد اثار جدلا واسعا بين مؤيدين ومعارضين فبينما اعتبرت السلطات هذه الخطوات اجراءات ضرورية لحفظ النظام العام يرى ناشطون ان ما وقع يتناقض مع ما ينص عليه الدستور المغربي
الفصل 25 من الدستور ينص على ان حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل اشكالها وان حرية الابداع والنشر والعرض في مجالات الادب والفن والبحث العلمي والتقني مضمونة كما ان الفصل 29 يؤكد ان حريات الاجتماع والتجمهر والتظاهر السلمي وتأسيس الجمعيات والانتماء النقابي والسياسي مضمونة
في خضم هذه الاحداث برز توقيف الرابر المغربي حمزة رائد احد ابرز وجوه الراب في المغرب مشاركته في الوقفة لم تمر مرور الكرام اذ سرعان ما اعتقلته قوات الامن وسط احتجاجات الشباب ويعتبر كثيرون ان اعتقاله كان رمزيا بالنظر الى مكانته الفنية ورسائله الغنائية التي كثيرا ما لامست قضايا اجتماعية واقتصادية اغنيته الشهيرة كفاحي مثلا حملت مقاطع تعكس روح التحدي التي يرددها جيله مثل قوله انا ماشي ولد الذهب انا ولد الكفاح وهاد الكلمة بالذات جعلت حضوره في الشارع امتدادا طبيعيا لفنه وهو ما جعل توقيفه يثير نقاشا اوسع حول حرية التعبير وارتباطها بحرية الابداع
امام هذا التعارض بين النص الدستوري والممارسة الواقعية يتساءل مراقبون اذا كان الدستور يكفل هذه الحقوق بشكل صريح فلماذا القمع وهل يمكن ان تتحول مطالب جيل Z الى محطة لاعادة النقاش حول علاقة الدولة بالشباب وفتح ورش الاصلاح الحقيقي في القطاعات الحيوية التي شكلت محور هذه الاحتجاجات.















