من أبرز أوجه الاختلال التي تعاني منها المنظومة التعليمية ببلادنا ،ظاهرة الانقطاع عن الدراسة أو ما يصطلح عليه بالهدر المدرسي ،وهذا ما تفيد به تقارير رسمية.
فقد صرح الوزير بن موسى أمام لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب في ابريل الماضي من السنة الجارية ،أن نحو331 ألف تلميذة وتلميذ غادروا صفوف الدراسة في موسم﴿ 2020–2021 ﴾ بنسبة ارتفاع بلغت (0,3 % ) مقارنةبالموسم الدراسي السابق
هذا يعني أن برنامج﴿ تيسير﴾ تجربة فاشلة في مهدها….ألم يرتبط هذا البرنامج بفكرة الحد من الهدر المدرسي ؟ ألم يرتبط كذلك بتخفيف الضغط على الشرائح الاجتماعية الهشة…؟لاشيء من ذلك تحقق على أرض الواقع ، ومع ذلك نتفاجأ ببلاغ صحافي:” في إطار الاوراش والالتزامات المنصوص عليها من خلال القانون الإطار رقم( 09-21) المتعلق بتعميم الحماية الاجتماعية …..”يتحدث عن اتفاقية وقعت يوم الجمعة 22يوليوز الجاري بين شكيب بنموسى وزير القطاع وفوزي لقجع الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية ، وخالد سفير،المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير ، اتفاقية تنص على التدبير المفوض للبرنامج الاجتماعي ﴿ تيسير ﴾ من طرف الصندوق الوطني للتقاعد و التامين
ما يثير الاستغراب هو استمرار الحكومة الحالية في نفس النهج الذي تبنته حكومتا العدالة والتنمية ،على الرغم من عدم نجاعة هذا الاختيار ، وعلى الرغم انه كان محط انتقاد أعضائها لما كانوا يؤتثون مقاعد المعارضة ،بل اعتبره بعضهم آنذاك رشوة يقدمها حزب العدالة للفئات الهشة ليضمن ولاءها الانتخابي….
ألستم الحكومة التي تبنت النموذج التنموي الجديد، وأخذت على عاتقها تنزيل بنوده من خلال الكلمة الاولى التي ألقاها رئيس الحكومة عزيز أخنوش امام البرلمان بغرفتيه تدفعه نشوة الفوز الانتخابي ….هل برنامج (تيسير ) يقع ضمن دائرة النموذج التنموي الجديد..؟
سؤال أخير، من المستفيد من هذه الاتفاقية..؟ رجاء ،لا توهموننا بأنهم التلاميذ في المداشر والدواوير النائية وأطفال أحزمة البؤس في المدن الكبرى.