من المستهدف..الجمهور أم النادي ؟
يعاني فريق واحد إن لم نقل على الأكثر وفرق أخرى وفي معظم المباريات بالبطولة الاحترافية رقم واحد من منع لتنقل جماهيريها وأحيانا وبصفة خاصة حتى عند استقبال النادي الأخضر لضيوفه من الأندية الأخرى بملاعب خارج قلعته ببرشيد والمحمدية على وجه التحديد
فقد قررت مرة أخرى السلطات المحلية بمدينة القنيطرة، منع تنقل جماهير الرجاء الرياضي لمؤازرة فريقها في مواجهة الكلاسيكو أمام الجيش الملكي، برسم الجولة 17 من إياب البطولة الاحترافية
و راسلت السلطات إدارة الرجاء الرياضي قصد إخبارها بمنع تنقل أنصار الرجاء صوب القنيطرة، خلال مباراتهم أمام الجيش الأحد المقبل من فبراير الجاري
وأصدر نادي الرجاء الرياضي بلاغا في الموضوع ،تحدث فيه عن توحيد وتطبيق المعايير المعتمدة لتنقل الجماهير لمشاهدة مقابلات البطولة الاحترافية
وأكد البلاغ “أنه حتى تكون هناك معاملة بالمثل، و إنصافا لتنافسية نزيهة بين الفرق سواسية، وفي ظل استعصاء تنظيم المقابلات بحضور جمهورالخصم، فقد أصبح أمرا ملحا وعاجلا منع التنقل على جماهير جميع الاندية بدون استثناء.بل يتعين تغيير القانون المنظم لتنقل الجماهير وجعله في خدمة منافسة متكافئة ونزيهة”
وشدد البلاغ على أنه “في الوقت الذي شاهد فيه المتتبع الرياضي مقابلات بعض الفرق وهي تلعب أمام جماهيرها وفي عدة ملاعب مرخص لها كان ملفتا للنظر أن فرقا أخرى لم تستفد من نفس الامتياز بل وهناك حالة فريق الرجاء الرياضي الذي أصبح يجري مقابلاته بدون جمهور.. وهو الذي يشكل له سندا معنويا مهما للغاية، وكذلك داعما ماديا لا بديل له في الظروف الحالية التي يستعصي فيها توفير الموارد المالية التأمين تمويل الموسم الرياضي”
ويشير بلاغ القلعة الخضراء بأنه “على سبيل المثال، مدينة الرباط ترفض استقبال جمهور الرجاء بملعب مولاي الحسن بمناسبة مقابلة اتحاد تواركة، ونفس الملعب ونفس المدينة يسمحان باستقبال جمهور الوداد في مقابلته ضد نادي الفتح الرياضي”
ولم ينس الرجاء أن يثمن ما اعتبره “المجهودات الجبارة للجامعة الملكية المغربية لكرة من توفير للموارد المالية واللوجستية تحت إشراف رئيسها فوزي لقجع”
ومعلوم أن هذا الفريق بالخصوص بعد معاناة طويلة مع عجز مالي عميق وتراجع في الأدوار القارية في تمثيل وطننا الحبيب أحسن تمثيل، يحاول أن ينهض من جديد مع انتخاب مكتب جديد ورئيس قدبم جديد ومدرب ألماني محنك من أجل إعادة الماضي الجميل المبهر الذي كان يتسيد فيه البطولات القارية والوطنية ويرفع علم الوطن عاليا ليرفرف في سماء البلدان
وهو الآن قبل أي وقت مضى في أمس الحاجة إلى دعم مادي ومعنوي هائلين من جماهيره العاشقة له ومن دعم القوى الرياضية الفاعلة في المجتمع والمواكبة الإعلامية القوية لإنجازاته الوطنية والقارية المنتظرة
فلماذا إذن لا نرتهن لمبدأ تكافؤ الفرص في التعامل بحزم مع قضية تنقل واستقبال جماهير الأندية بالملاعب الجاهزة،مسبتعدين في ذلك الرأي الذي يعتقد أن هناك استهداف ممنهج لفريق دون فريق ولجمهور دون جمهور في بالبطولة الاحترافية بمعايرها الجديدة
وعلى كل حال،فإنه ليحز في النفس ما يقع قبل وبعد مباريات الأندية القوية المتنافسة كالديربي لفريقي العاصمة الاقتصادية الكبيرين،الوداد الرياضي والرجاء الرياضي وما يقع كلما التقى الجمعان من مشاحنات وقذف وتجريح وسباب بين بعض الفئات من جماهيرهما وقد امتدت فيما سبق إلى مشاجرات عنيفة و قتل أحيانا للأنفس البريئة بسوء نية أو بدونها دونما الحديث عن تخريب لممتلكات الدولة والمواطن، وهو ما يفسر غياب الروح المعنوية الجماعية عند بعض الفئات الجماهيرية وارتفاع منسوب الشوفينية الكروية لديها بالإضافة إلى عوامل وخلفيات سوسيو-اقتصادية وسياسية وتربوية وثقافية
فقد تناسلت منذ فترة من الزمن بين جماهير هذين الفريقين العظيمين،جملة من الألقاب المكرورة المتنابز بها بينهم وما يرافقها من حركات اليدين والجسم تتضمنها حمولات جنسية من قبل البعض تجاه البعض الآخر،وهو ما يعكر صفو الأجواء الحماسية قبل المباراة،أثناءها أو بعد انتهائها،وقد يؤدي كل ذلك بالتالي إلى زيادة معدلات الحقد والضغينة والتحامل المبيت و المقيت بين هذين الجمهورين الكبيرين
ثم إن تداول صور مفبركة على نطاق واسع بين مشجعي الناديين ومقاطع غنائية وشعارات ملغومة وفيديوهات وصفحات موغلة في التعصب الأعمى من قبل بعض جماهير الفريقين و مليئة بالسباب والأنانية وتضخم الذات و الكذب والبهتان أحيانا والحط من شأن الفريق المنافس و من كرامة أنصاره وحتى مسيريه ولاعبيه وألقابه،كل ذلك أو بعضه لا يقود إلا لإشعال نار الفتنة ملعون من أيقظها
وعليه، ينبغي أن نعترف هنا بأن المقاربة الأمنية لن تكون أبدا عصا سحرية لوقف ما تخلفه مثل هذه المشاحنات بين الجماهير من كوارث نفسية ومادية على كلا الفريقين وعلى المجتمع بصفة عامة،ولا يغيب عن أذهاننا أيضا ما يقع بين جماهير الأندية الأخرى،وإنما أتينا بفريقي الرجاء والوداد كنموذج فقط للتعبير عن هذه الحالة غير السوية لبعض جماهير أندية كرة القدم الوطنية،بل إنه الشجرة التي تخفي غابة من الفعل ورد الفعل
فإذا تضافرت جهود الدولة وجمعيات المجتمع المدني بالأحياء التي يقيم بها أنصار الفرق وألويتهم النصيرة من زعماء الألتراس وقدماء اللاعبين و جددهم ونجومهم وقادة الرأي بينهم وحكماؤهم، وكل من له غيرة وخبرة في تدبير وحل الأزمات،إذ ذاك، يمكننا أن نحد قليلا من أحداث الشغب العنيفة أو الدامية مع التأكيد على دور وسائل الاتصال الجماهيري كالراديو والتلفزيون ووسائط التواصل الاجتماعي في توعية جماهير الكرة والتحسيس بخطورة ووضاعة الألفاظ النابية والأفعال المرتكبة في حق النفس و الغير وأثرها السلبي على الوالدين والأبناء والأسرة والمجتمع ككل
أقوال عن عشق الكرة والرياضة
ليس المهم أن تفوز ولكن المهم أن تلعب.
المهزوم إذا ابتسم، افقد المنتصر لذة الفوز.
لا تجعل الكرة عبئاً عليك والعبها للمتعة.
الكرة لتركل و عقلك لتفكر به، فلا تخلط بينهما.
ليس شرطاً أن تكون رياضياً، المهم أن تمارس الرياضة.
تبني الرياضة كل جسم ناحل.
من لم يفشل لن ينجح.
ربما تفشل إذا خاطرت، ولكن من المؤكد أنك ستفشل إذا لم تخاطر.
الحلم هو مجرد حلم، أما الهدف فهو حلمٌ له خطّه وموعد نهائي لتحقيقه .
الرجل هو من يعرف أنه مغلوب، ويستطيع أن يغوص في أعماق روحه، ويستخرج منها قوة إضافية ليفوز في المباراة.
الميداليات الذهبية لم تصنع من الذهب، بل هي تصنع من العرق والإرادة والأهم القدرة على المواجهة.
كلما كان الانتصار أكثر صعوبة كلما كانت فرحة الانتصار أكبر.