بلغة الرياضة المعروفة بإسم ” الروح الرياضية” أقول كمغربي ألف مبروك للمنتخب الجزائري، وكلمة مبروك هنا ليست من باب المجاملة، بل هي نابعة من اعتراف لا يمكن لعاقل يفكر بالعقل الرياضي السليم أن يحيد عنه .
لعب المنتخب الجزائري في هذه البطولة أصعب المباريات، وكان المرشح الأقوى إلى جانب المغرب للفوز باللقب، بل كان المرشح الأول نظير المستوى الذي قدمه في دور المجموعات، ولم تكن انطلاقته من الدور الثاني كما حدث مع المنتخب المغربي، بالنظر لمستوى المنتخبات التي واجهت المنتخبين في دور المجموعات.
النهائي الأول لهذه البطولة، والمحك الحقيقي للمنتخبات التي كانت مرشحة بقوة، كان في ربع النهائي، ولم تكن هناك مباراة أقوى وأجمل من تلك التي قدمها الجارين، المغرب والجزائر، ومصر وتونس في النصف النهائي بدرجة أقل، في ربع نهائي المغرب والجزائر، حسمت ركلات الحظ بطاقة المرور، وفي مباراة قطر أكد المنتخب الجزائري ترشيحه للقب، فيما فازت تونس بوجود تلك التفاصيل الصغيرة، هدف عكسي من قائد المنتخب المصري أوقف أحلام الفراعنة في مونديال العرب، وهنا تأكدنا أن المنتخب الجزائري يغرد وحيدا في منصة أقوى المرشحين للتتويج .

في المباراة النهائية، حضر المنتخب الجزائري بكامل قوته، مبولحي العملاق في حراسة المرمى ودفاع رزين يقف أمامه، ووسط ميدان يقوده الدينامو ابراهيمي الذي فاز بلقب أحسن لاعب في البطولة، وفي الهجوم لم تغيب الإصابة نجم الكرة الجزائرية بغداد بونجاح الذي يعرف جيدا الملاعب القطرية، إلى جانب البلايلي الذي كان حاضرا بقوة.
في الشوط الأول لعب المنتخب الجزائري بحدر، وضغط المنتخب التونسي، وتميز بنرفزة ” النهائيات” من كلى المنتخبين، وفي الشوط الثاني استمر الضغط التونسي ومسلسل تضييع الأهداف المحققة وصمود دفاع الجزائر إلى جانب تألق المبولحي، لكن حكمة المدرب بوغرة، أو ما يسمى بشوط المدربين، أجلها للأشواط الإضافية، وفيها قرر المنتخب الجزائري التأكيد على أحقيته في ارتداء عباءة البطل، وهو ما كان له، هدفين أنهى بهما اللقاء، وتوج بلقب بطولة فازت بها الجزائر وإنتصرت فيها قطر من جميع النواحي، وهذا مقام ٱخر يستحق لوحده مقالا خاصا وتهنئة خاصة .