اليوم الجمعة الموافق ل 3 يونيو 2022، هو أول أيام المعرض الدولي للنشر والكتاب المقام في مدينة الرباط والمقررة مدته في 10 أيام، بدءا من يومه الجمعة وحتى 12 من شهر يونيو الجاري.
يعقد كل مهتم بالكتاب والقراءة والأدب العزم على زيارته.
ولكل زائر سببه الذي دفعه نحو المجيء، فمنهم من يريد التعرف على الكتَّاب وكُتبهم عن قرب ومنهم من يتطلع إلى الترويح عن نفسه والتعرف على أجواء المعرض.
لكن هناك أيضا من هو مُصمم على اقتناء الكتب وهنا وجب التفريق والتمييز بين نوعين من المُقتنِين؛ أولهم من يحتكم إلى عقله في اقتنائها وخطط لما يحتاجه من كتب ولما سيقوم به في جولاته خلال المعرض.
ثانيهم، هو المقبل على المعرض وعازم على اقتناء الكتب لكن لا خطة ولا علم له بالكتب التي يحتاجها وسيقتنيها، إنه كمن يرمي الصنارة ويدع خطافتها تلتقط ما وصلت إليه إنه يتيه بين العناوين وبين انتقاله من عنوان لآخر تتملكه حماسة القراءة التي ما تكاد تنتهي وعودته إلى البيت فهو يعيش قصة “مشروع علمي” مع كل كتاب يمد يده إليه ليقتنيه. لينتهي بأكياس لا يقوى حملها ولا تعرف مصيرها(الكتب)، إن كانت ستُزهر وتبوح له بما في جوفها أم ستظل لصيقة الرفوف لا تغادرها.
يعود بها إلى البيت ويكدسها فوق أخرى، ويمر الزمن.. وصفحاتها لم تَمسسها يدوما أن يعجز على قراءتها حتى تتلبسه مشاعر الخيبة والخداع فيأبى الاعتراف بعجزه وإخفاقه فيلبس نفسه ثوب الحكمة ويدعو إلى الابتعاد عن اقتناء الكتب.
وفي هذا يقول الكاتب والباحث السعودي إبراهيم بن عمر السكران: ” بل ينقلب ويخلع على عجزه عباءة الحكمة ويتحول ذاماً ومحذرا من اقتناء الكتب ومطاردة المصادر دون تمييز بين من يقتني الكتب وينتفع بها ومن ينتقي الكتب ويكدسها.”
إن القارئ الجيد هو ذاك الذي يحرص على اقتناء ما يرغبه من كتب فلا يلهيه عن طلب العلم هوس تكديس الكتب وتحصيل كثرتها فالمطلوب في اقتنائها هو الحفاظ ما أمكن على التوازن دون بخل أو تحفظ عن اقتنائها ودون إكثار وإغراق في تجميعها، فالإقتناء للمكاثرة فقط حتما يقود إلى حبسة القراءة لينتهي الأمر بجبل مهجور من الكتب. وفي باب “العناية بجمع الكتب” يقول ابن جماعة في كتابه “تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم”: “ينبغي لطالب العلم أن يعتني بتحصيل الكتب المحتاج إليها ما أمكنه لأنها آلة التحصيل ولا يجعل تحصيلها وكثرتها حظه من العلم وجمعها نصيبه من الفهم كما يفعله كثير من المنتحلين الفقه والحديث.”
أيها المتوجهون إلى معرض الكتاب حافظوا على توازنكم!