يهتم الكاتب عادة بما يجري حوله من دون أن ينغمس فيه، يتابع تدفق الأحداث من دون أن ينجرف في إيقاعها الصاخب المتسارع.
فبداخله إيقاع آخر أكثر بطئًا وتمهلًا، ذلك لأنه ليس مدفوعا، أو هكذا ينبغي، بمطاردة الأفعال وارتداداتها بحثًا عن إشباع لا يتحقق، كما هو الحال في مواقع التواصل الاجتماعي مثلًا، حيث الغلبة للرائج والضاج، وإنما ينظر إليها بعين المتأمل الفاحص لسياقاتها.
لهذا فهو غالبًا لا يتورط في إطلاق أحكام متعجلة، بل ربما ليس معنيًا بذلك من الأساس بقدر رغبته في رؤية الصورة الأكبر لكل القطع المتشظية من حوله.
قد لا يرى القارئ أو يتاح له أن يرصد الطريقة التي ينظر بها الكاتب إلى العالم ويتفاعل معه، لكنّ شكل كتابته تعكس ذلك الأمر بجلاء؛ فالأفكار أنضجها التأمل، والتنفيذ يشي بحجم التمهل والصبر اللذين يقفان خلفه.
ذلك لأنّ الكاتب يعي أو ينبغي له ذلك، أنه في سباق مع القارئ، لا يدع الأمور تفلت من بين يديه من تلقاء نفسها، بل يُفلتها في الوقت المناسب وقد استنفد طاقتها حتى الصفحة الأخيرة، وهي الصفحة نفسها التي يجب أن يصل إليها القارئ خفيفًا مبتهجًا برحلته.
حمولات فكرية ومعرفية، يكتب عنها الكاتب بعفوية، لتفريغ ما يروج في ذهنه وعبر أحاسيسه.
الكاتب مصطفى سلوي، من الكتاب والمؤلفين الذين يتقنون فن التمهل ، ويصرون على عدم التسرع في الكتابة .
فما إن تنهي قراءة احد مؤلفاته، حتى تتجسد حولك فراشات بمختلف الالوان، تشاركك النقاش في اسلوبه السردي، قد تجد ضالتك في مؤلفه ” صحوة الفراشات” الكتاب الذي يعالج قضايا السرد النسائي من خلال مقاربة مجموعة من المتون القصصية المعاصرة لقاصات مغربيات. وقد تجده في إصدارات اخرى مثل:
عتبات النص: المفهوم والموقعية والوظائف وكتاب: ببليوغرافيا منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة من محدودية الجمع والتصنيف إلى فسحة العرض والتكشيف.
وتجدر الإشارة إلى أن مصطفى سلوي هو كاتب مغربي من مواليد مدينة وجدة وبها تابع دراسته الابتدائية والثانوية، درس بكليتها ليكمل دراساته العليا في الدراسات المعمقة بباريس في تخصص الفلسفة الغربية الحديثة،
كما حصل على دكتورتي الدولة الاولى من جامعة لافال والثانية من جامعة محمد الاول والتي أصبح يدرس فيها فيما بعد.
الدكتور سلوي هو ناقد وأستاذ التعليم العالي بكلية الآداب بوجدة، ورئيس مصلحة الأنشطة العلمية والثقافية والنشر بالكلية نفسها، له عدة مؤلفات و مساهمات أدبية .: الخطاب الاستشراقي في افق العولمة
مبدا الخصوصيات او معينات قراءة النص الأدبي.
عتبات النص او النص الموازي
صحوة الفراشات
فاتحة مرشدي، أسئلة الذات والحب بين جنسين
بالإضافة الى تأليفه مجموعة من الكتب المدرسية.
الناقد و الأكاديمي المغربي د. مصطفى سلوي ، أحد الأسماء الأدبية المغربية الذي وضع بصمة خاصة له في المشهد النقدي الأدبي ، حيث امتلك قوّة العبارة فبرع في القول و النقد ، مستلهماً جوهر المعنى من حيث الاكتشاف العابر لتقنين الحدود الى منابع اللاحدود…و
ِفق تجريبية الاستلهام و التخيل و الغوص في عمق الذات لتؤثر بذلك كتاباته عبر النسق المتسلسل لجريان التاريخ الجزئي و المطلق…ويذكران الدكتور مصطفى سلوي ، أستاذ النقد ومناهج الدراسات الأدبية ، خبيرٌ مُحَكّمٌ بمجلة الدراسات العربية والإسلامية بجامعة الشارقة، و رئيس مخبر ديداكتيك وبيداغوجيا التواصل بكلية الآداب-وجدة-المغرب .
ولخصوصية ما تتسم به اعماله الابداعية الادبية ..وما يتميز به شخصه من عفوية ووعي إنساني ..خصصت له جريدة “لوبوكلاج” هذا الحيز ليكون اول شخصية ادبية مغربية تبدأ بها سلسلتها ” اشهر الكتاب والنقاد المغاربة“