احتضن مسرح محمد الخامس بالرباط، مساء الأربعاء، العرض المسرحي “أم كلثوم” لمسرح يافا العربي العبري بإسرائيل، وهو الأول له ضمن سلسلة من ثلاثة عروض تنظم على مدى ثلاثة أيام بمبادرة من المنتدى الدولي للتعاون المغربي الإفريقي، والمجموعة الثقافية الرباط-يافا.
وقال الكاتب العام لوزارة الشباب والثقافة والتواصل- قطاع الثقافة-، السيد عبد الإله عفيفي، في كلمة بالمناسبة، إن هذا الحدث يشكل “لحظة من اللحظات التي تجسد دور الثقافة والفن باعتبارهما جسرا للتلاقي والتفاهم بين الشعوب”، مؤكدا أن المغرب يواصل مسيرته الحضارية باعتباره أرضا للقاء والمحبة والسلام، ودعم فرص الاستقرار في كل بقاع المعمور تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
واعتبر السيد عفيفي أن هذا النشاط سيكون بداية لتعاون أكثر عمقا بين قطاعي الثقافة بالمغرب وإسرائيل، واستثمار الثقافة كمدخل للنهوض بقيم التسامح والتعارف والسلام بالمنطقة. وأضاف أن مسرح يافا العربي العبري يشكل تجسيدا لهذه القيم، مشيدا بالمضامين الفنية للعروض التي سيقدمها في المغرب، والتي تنتفي فيها للحدود بين الفن العربي واليهودي وتفسح المجال للمشترك الإنساني.
من جهته، قال إيال دافيد، نائب رئيس البعثة بمكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، إن هذه أول مرة يقدم فيها مسرح يافا العربي العبري عروضا له في العالم العربي والمغرب، مؤكدا أن هذه التظاهرة تشكل بداية للتعاون بين البلدين في المجال المسرحي بما يجسد رؤية جلالة الملك محمد السادس للنهوض بالعيش المشترك والتعايش بين المسلمين واليهود.
من جانبه، أكد السيد عبد اللطيف أفود، عن المنتدى الدولي للتعاون المغربي الإفريقي، في تصريح للقناة الإخبارية لوكالة المغرب العربي للأنباء (M24)، بالمناسبة، أن هذه أول مرة يقدم فيها فرقة مسرح إسرائيلية عروضا له في العالم العربي، مضيفا أن الرسالة إلى تمريرها تتمثل في التأكيد على أن الوقت قد حان لتحقيق التقارب بين الشعوب عبر مدخل الثقافة والرياضة، وتجاوز الخلافات السياسية.
بدورهما، أعرب كل من مخرج مسرحية “أم كلثوم”، إيجال عزراتي، والمديرة الفنية المشرفة على هذه العروض، سيغال كوهن، عن سعادتهما بتقديم عروض مسرح يافا العربي العبري في المغرب “بلدنا”، مبرزين دور الفن والثقافة في النهوض بقيم التسامح والسلام بين الشعوب.
ولعبت دور كوكب في الشرق في مسرحية “أم كلثوم”، الفنانة غاليت جيات، إلى جانب كل من إيال سلامة ورافيد سيفيل، وجورج ألكسندر، وتامار بارجيل، وخولة حاج دبسي. ويحكي العمل الفني سيرة كوكب الشرق منذ بداياتها وإلى حين تألقها كمطربة دخلت قلوب المصريين والعالم العربي برمته، معرجة على الخصوص على قصة الحب الذي كان مؤلف أغانيها الشاعر أحمد رامي يكنه لها. وتميزت المسرحية بتقديم عدد من المقطوعات الغنائية لكوكب الشرق، وكذا للمطرب محمد عبد الوهاب، مرفوقة بنغمات العود.
وإلى جانب مسرحية أم كلثوم”، تشمل سلسلة عروض المسرح العربي العبري التي ستقدم بمسرح محمد الخامس بالرباط أيضا، مسرحيتين أخريين الأولى يوم غد الخميس بعنوان “فريد الأطرش”، وهي من إخراج إيجال عزراتي وإدين أولييل، مع زيف ييهزكل في دور فريد الأطرش.
أما المسرحية الثانية (16 شتنبر)، فهي بعنوان “بابا عجينا”، وتحكي قصة الطفلة ياميما من يافا، التي تشخص على الخشبة العديد من المواقف، والذكريات، الاصوات التي عاشتها خلال طفولتها، باللهجة المغربية الدارجة والتي تمثل لغتها الأم.
يشار إلى أن مسرح يافا هو مسرح فني يجمع بين الثقافات ويشجع على التعارف المتبادل، والتقريب بين الثقافة العبرية والعربية والشرق أوسطية. ويقدم المسرح نفسه باعتباره بيتا للشباب والفنانين والعرب واليهود، لخلق إنتاج إبداعي مشترك، وللتعامل مع تساؤلات وقضايا المجتمع، الهوية والمكان عن طريق مجموعة متنوعة من الأساليب الفنية.