تحمل عملية مرحبا في طياتها أثرا جميلا للمة مغاربة العالم مع أسرهم لتحقيق التكافل والتآزر وصلة الرحم بين أفراد المجتمع المغربي لا سيما وأن هذه العملية تتزامن مع عيد الأضحى حيث تشهد طرق المملكة حركة مكثفة.
مواطنون من كل الأعمار والشرائح الإجتماعية يسابقون الزمن لقضاء العيد وسط الأهل والأحباب من أجل توطيد الوشائج مع وطنهم والالتفاف حول أطباق العيد.
ويتوقع أن تعرف النسخة ال 24 من عملية “مرحبا2024” التي أطلقتها مؤسسة محمد الخامس للتضامن لاستقبال المغاربة المقيمين بالخارج ابتداء من 5 يونيو الجاري وإلى غاية 15 شتنبر المقبل تسجيل زيادة كبيرة في أعداد المغاربة العائدين إلى الوطن.
وككل سنة ومع حلول عيد الأضحى الذي يصادف هذه السنة يوم 17 يونيو ، جمعت أعداد كبيرة من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج حقائبهم وأمتعتهم وتكون الوجهة المغرب من أجل تجديد اللقاء بالأهل والأحباب لأن هذه المناسبة الدينية تمثل أهمية كبيرة في وجدان المغاربة.
وهناك من المغاربة من يفضل التنقل إلى المغرب عبر النقل البري من خلال سياراتهم الخاصة أو بواسطة الحافلات، فيما تفضل فئة أخرى السفر جوا وإن كان مكلفا من الناحية المادية .
وفي هذا الصدد شرعت مجموعة من شركات النقل الجوي التي تنشط بالمغرب، في إطلاق خطوط جديدة لاسيما مع دول أوروبية، بهدف توفير خيارات متعددة لأفراد الجالية المغربية للعودة إلى أرض الوطن تزامنا مع عيد الأضحى وانتهاء الموسم الدراسي وبداية العطلة الصيفية.
وقالت مؤسسة محمد الخامس للتضامن إنها قامت بإطلاق عملية “مرحبا” بمختلف نقط الإستقبال داخل المغرب وخارجه بكل من فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، لمواكبة ومساعدة أفراد الجالية أثناء مرحلتي الوصول والعودة من وإلى المغرب، وذلك بموازاة مع باقي الترتيبات والتدابير المتخذة من قبل الأطراف المتدخلة في تنفيذ العملية.
وأضافت أنها قامت بفتح 24 فضاء للإستقبال “مرحبا”، تقدم من خلالها خدمات المساعدة الإجتماعية والرعاية الطبية منها 18 فضاء للإستقبال بالمغرب بكل من موانئ طنجة المتوسط، وطنجة المدينة، والحسيمة، والناظور، وبمطارات الدار البيضاء محمد الخامس، والرباط سلا، ووجدة أنجاد، والناظور العروي، وأكادير المسيرة، وفاس سايس، ومراكش المنارة، وطنجة ابن بطوطة، وبباحات الإستراحة طنجة المتوسط، والجبهة، وتازاغين، وسمير المضيق، وكذلك بمعابر باب السبتة وباب مليلية.
أما خارج التراب الوطني، فتتواجد مراكز الإستقبال “مرحبا” الستة المتبقية على مستوى الموانئ الأوروبية: جنوة بإيطاليا، وسيت ومرسيليا بفرنسا، وألميريا، والجزيرة الخضراء، وموتريل بإسبانيا.
واستقبل المغرب خلال العام الماضي أكثر من 3 ملايين و120 ألف مغربي توافدوا على وطنهم الأم بارتفاع يقدر بـ2.74 في المائة مقارنة بـ”مرحبا 2022″.
وتعد الجالية المغربية في الخارج التي يقدر عدد أفرادها بحوالي 5 ملايين، من أقوى مصادر العملة الصعبة التي تنعش اقتصاد البلاد، إذ تجاوزت تحويلاتهم العام الماضي 115 مليار درهم (11.5 مليار دولار).
عملية مرحبا ترسيخ لتعلق المغاربة المقيمين بالخارج بوطنهم، وتأتي كل سنة حاملة لمجموعة من القيم ورسائل الحب والوفاء والإنتماء لبلدهم الأم ويزداد ذلك عندما تكتمل فرحة العودة مع فرحة الأعياد وطنية كانت أم دينية.