الزيارة التي قام بها زعيم ” حماس” للمملكة المغربية بدعوة من زعيم الحزب الأغلبي في حكومة تصريف الأعمال، لها أكثر من دلالة، و يمكن أن نخضها لقراءات متعددة، سواء في توقيتها أو الظروف و الأحداث السياسية التي تشهدها العلاقات المغربية مع مختلف شراكه، بما فيها علاقته مع دولة إسرائيل.
موقع ” لوبوكلاج ” تواصلت مع الأكاديمي و المحلل السياسي المغربي محمد بودن للتعليق على هذه الزيارة التي يقوم بها وفد ” حماس ” للمغرب: ” الزيارة لها اكثر من قراءة ولها مضمون سياسي بعيد المدى.
الاطار الحزبي للزيارة يجعلها تشكل استمرارية للاتصالات التي تجري بين احزاب مغربية وفصائل فلسطينية ومنها حركة حماس.
بحكم السياق فحزب العدالة والتنمية يمثل مكونا من معادلة السير على خيط رفيع في المسألة الأبرز بالشرق الأوسط .”
و عن إمكانية استثمار الحزب الأغلبي هذه الزيارة لصالحه في الانتخابات التشريعية المقبلة يقول الأكاديمي المغربي محمد بودن: ” اعتقد ان فكرة الحصول على مكاسب انتخابية لا يمكن التأكد منها رغم وجود رغبة لاستثمارها ولكن لا اعتقد انها من العوامل المحددة لتوجيه اصوات الناخبين، من منطلق قراءة أوسع فالزيارة لها اهميتها اذا ما نظرنا للمعادلة المغربية في مسيرة السلام بالشرق الاوسط، فالمغرب يحتفظ بعلاقات وجسور مع مختلف الفاعلين في الشرق الأوسط ويؤمن بمبدأ شعرة معاوية في بعض القضايا و الاداء الدبلوماسي للمغرب مطبوع بالاستقلالية و الاتزان و عدم الانخراط في بعض المربعات الضيقة.”
صحيح، لا جدال في أن المملكة المغربية، من الدول الأكثر اعتدالا و الأكثر انفتاحا على القضايا العادلة والإنسانية، و ربما هذه الخاصية، التي لا تتوفر في العديد من الدول، هي التي تجعله و سيطا و محاورا صادقا و نزيها و مقبولا في التحكيم الدولي، بقيادة جلالة الملك محمد السادس: ” اعتقد ان المغرب استطاع تخطي النظرة الايديولوجية والطائفية في المنطقة ويعتمد على دوره البناء و اتاحته للفرص امام السلام وهذا معلوم لدى مختلف مختلف الفاعلين الاقليميين والدوليين.
كما أرى ان كل طرف في الشرق الاوسط يمكن ان يجد مخاطبا في المغرب على أكثر من مستوى وهذا غير متوفر لدولة أخرى في المنطقة.
اتصور ان اي جهد مغربي لمصلحة السلام في الشرق الأوسط سيكون مفيدا للمغرب وصورته الدولية وسيمكن المغرب من التحرك في بعض المساحات بخطة عملية و خطط بديلة قابلة للتطبيق.