محمد البقالي / مراسل الجزيرة / باريس
“مضى شهر منذ مجيئي لفيينا لتغطية مفاوضات النووي الايراني!
لا تذكر فيينا في العالم العربي الا وذكرت معها ليالي الانس !
يقول صديقي: أين هو الأنس في هذه المدينة الباردة التي تنام قبل العصافير بقليل؟
صحيح هي مدينة هادئة وجميلة ولكنها باردة ومنظمة!
بل وربما منظمة أكثر من اللازم!
مدينة تطبق حرفيا عقلانية “ماكس فيبر“!
مالذي يدفع محمد عبدالوهاب واحمد رامي واسمهان الى التورط في بهذا الشكل الفج في تضليل العالم العربي؟
يقول صديقي: المدن في القصائد والأغاني أجمل !!
أجيبه: وكثير من الناس في البعد أجمل!
ماعلينا! ما جئت الى فيينا بحثا عن ليالي أنسها!
بل متابعة لمفاوضات الاتفاق النووي الايراني التي تشارك فيها القوى الكبرى وإيران!
وأيام التفاوض طويلة رتيبة. يدخل المفاوضون ويخرجون ونادرا ما يصرحون. يعني ذلك في لغة الدبلوماسية أن شيئا جديا لم يتحقق!
ألتقي المبعوث الأمريكي روبرت مالي في فندق الماريوت حيث أقيم. لكنه ليس مستعدا لقول كلمة واحدة بشأن المفاوضات.
عجيب هذا الدبلوماسي الأمريكي… حتى في تويتير يفضل نشر أشياء شخصية عوضا عن سير مفاوضات ينتظر العالم نتيجتها!
في الجولة السادسة، وبينما كان رؤساء الوفود ينشرون تقييماتهم لمسار المفاوضات. غرد هو مهنئا زوجته بمناسبة عيد زواجهما.
الحياة أولويات!
لحسن حظ الصحافيين يوجد شخص إسمه ميخاييل أوليانوف في هذه المفاوضات. هو المندوب الروسي لدى المنظمات الدولية. خلافا للصورة النمطية للدبلوماسيين الروس، يتسم الرجل البدين بلطف واضح. والأهم أنه يغرد كثيرا على تويتر وكثيرا ما يتحدث الى الصحافيين. وهو مدخن شره وهذا ما يدفعه الى الخروج بشكل مستمر الى باب الفندق حيث تجري المفاوضات للتدخين. وهناك يتحدث للصحافيين !
هو متفائل دائم! واحيانا عندما يسوء الوضع تماما في المفاوضات يخلط تفاؤله ببعض الحذر.
وهي عبارة تعني كل شيء ولا تعني أي شيء!
ممثل الاتحاد الأوروبي أنريكي مورا دبلوماسي مخضرم، بين الفينة والأخرى يجتمع بالصحافيين ليضعهم في صورة التطورات لكن خارج التسجيل. أي لا يجب نسبة أي تصريح له.
المشكلة أنه يقول كلاما مهما لكنه لا يعني شيئا محددا مثل ” حققنا تقدما لكن القضايا المتبقية صعبة للغاية”، ” الاجواء ايجابية لكن لا يمكن الحزم بأن اتفاقا يمكن الحصول عليه”
من أجل الدخول الى المركز الاعلامي، يجب اجراء فحص كورونا كل يومين. قبل خمسة أيام تبين أن فحصي إيجابي. وأنا أخوض تجربة الفيروس والعزل!
وقاكم الله شر الفيروس”