
محجوب بنسعلي

– صاحب مبادرة إنقاذ شباب الريف الحسيمي لكرة القدم
– رئيس سابق لفريق الرجاء الحسيمي لكرة القدم
– من مؤسسي فريق شباب الريف الحسيمي لكرة اليد
– إعلامي ومسير شركة خاصة للإنتاج
– مدير ومنظم مجموعة من التظاهرات الرياضية
عندما تتحدث معه عن الحسيمة يعطيك الانطباع أنه لا يعرف مدينة غيرها رغم انه زار مختلف بقاع العالم الغربي، لذلك يصفها دوما في كتاباته بمركز الكون. وعندما تحاوره حول اهتماماته الكبرى بالمدينة، يذهب مباشرة إلى الرياضة والرياضيين بمنارة المتوسط وخاصة كرة القدم.
في الحوار الذي أجراه معه موقع ” لوبوكلاج “، سنكتشف جميعا مدى غيرة هذا الشاب الريفي الجميل على مدينته وعلى الرياضة عموما وكرة القدم خصوصا.
عندما أحس الأستاذ محجوب بنسعلي بقرب انهيار فريقه الريفي المفضل سارع إلى طرق كل الأبواب، المحلية والجهوية و حتى الوطنية للبحث عن مخرج مشرف للوضعية المأساوية التي يشهدها الفريق المحلي.
لذلك، يمكن اعتبار الأستاذ بنسعلي من الشباب المؤهلين لإخراج فريق شباب الريف الحسيمي من النفق المسدود.

من أوصل وكيف وصل فريق شباب الريف الحسيمي إلى هذه الوضعية؟
الوضعية المأساوية التي يعيشها فريق شباب الريف الحسيمي لكرة القدم في الآونة الأخيرة هي ليست وليدة اللحظة، بقدر ما هي نتيجة عادية ومنتظرة جدا لسنوات من التسيير والتدبير غير المعقلن لأمور النادي، خصوصا فيما يتعلق بالتعاقد مع اللاعبين.
وهي السياسة التي أدت إلى جعل النادي يعيش وضعا مزريا على المستوى المالي تكشفه بشكل مفضوح قيمة المبالغ العالقة في ذمة الفريق لفائدة مجموعة من اللاعبين المغاربة والأجانب الذين تعاقد معهم الفريق، ثم تخلى عنهم بشكل يطرح العديد من التساؤلات.
فمديونية الفريق لدى الفيفا والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تتجاوز 2 مليار سنتيم، هذا دون الحديث عن باقي الديون الأخرى التي تتجاوز المليار سنتيم.
وهو ما يطرح تساؤلا كبيرا حول من كان يدبر ويخطط للتعاقد مع هؤلاء اللاعبين الذين لم يقدم غالبيتهم أية إضافة للفريق غير إثقال كاهله بأحكام قضائية بمئات الملايين من السنتيمات، وبالتالي فنحن أمام مسؤولية جماعية بأثر رجعي يمتد لعشرات السنين
هل بالفعل الجامعة هددت بالتشطيب على النادي؟
هذا سؤال مهم جدا لأن الجامعة الملكية لكرة القدم لم تهدد بالتشطيب على النادي ولم تشطب على النادي، لكن النادي كان في طريقه إلى الزوال بشكل أوتوماتيكي وتلقائي، وهذا ما يجب أن يفهمه المتتبع الرياضي لأمور الفريق.
فبعد استقالة المكتب المسير وتعيين لجنة مؤقتة لتصريف أمور النادي، قدم أعضاء اللجنة مجددا استقالتهم تباعا لظروف خاصة ليدخل النادي في دوامة من الفراغ الإداري على بعد أسابيع قليلة فقط من إنطلاق البطولة، غياب مكتب مسير، غياب الأطر التقنية، غياب اللاعبين (لم يتم تأهيل ولا لاعب واحد)، عدم تسديد واجب الانخراط السنوي للجامعة.
وبالتالي وأمام هذه الوضعية بدأت الجماهير العاشقة والمحبة للفريق تدق ناقوس الخطر من أجل التدخل لإنقاذ الفريق من الاندثار وهو ما تم والحمد لله بمبادرة من مجموعة من الغيورين على الفريق وتوج بتدخل السلطة المحلية في شخص عامل إقليم الحسيمة السيد فريد شوراق

وما هي الوضعية الحالية للنادي ؟
حاليا الفريق يتدرب بشكل عادي جدا بعد تأهيل مجموعة من اللاعبين المحليين بقيادة الإطار الوطني و إبن الفريق المدرب إدريس بولحجل، وينتظر أن يواجه في أولى مقابلاته برسم بطولة القسم الوطني الثاني هواة فريق حسنية بنسليمان يوم الأحد على أرضية ملعب العرصي ميمون بمدينة الحسيمة
أما على مستوى التسيير وبمبادرة من عامل الإقليم الذي ترأس اجتماعا خاصا بعمالة الإقليم ضم مجموعة من الفعاليات الرياضية بالإقليم يوم الخميس الماضي، تم تشكيل لجنة مؤقتة لتسيير أمور الفريق في انتظار عقد جمع عام لانتخاب مكتب مسير جديد قادر على ركوب تحدي إخراج الفريق من عنق الزجاجة، وإعادته إلى السكة الصحيحة
هل هناك بوادر لعودة الفريق إلى الوضعية العادية؟
حتى نكون صادقين، فريق شباب الريف الحسيمي يحتاج لمعجزة حقيقية للعودة إلى قسم الأضواء، خصوصا في ظل الديون المتراكمة على الفريق والحجز على حساباته البنكية، وبالتالي منعه من التعاقد مع لاعبين قادرين على إعطاء الإضافة المرجوة لتحقيق الصعود.

زد على ذلك غياب مستشهرين قارين وبالتالي غياب مداخيل مالية قادرة على تغطية مصاريف تسيير الفريق، بالتالي يبقى الأمل الوحيد هو المنح التي تمنحها المجالس المنتخبة والمحكومة بالولاء الانتخابي و العلاقات الشخصية وهو ما يجعل مستقبل الفريق على كف عفريت كما يقال
لكن يبقى الأمل كبيرا في بروز وجوه جديدة تحظى بثقة المتتبعين والغيورين على الفريق، قادرة على لم شمل العائلة الشبابية الموزعة في مختلف المدن المغربية والخارج وبالتالي البحث عن بدائل للخروج من هذه الأزمة المالية الخانقة.
هل يمكن أن نشاهد مستقبلا محجوب بنسعلي على رأس المكتب المسير للفريق؟
كل شيء ممكن ووارد، الفريق هو ملك للجميع، والأهم هو أن يستمر اسم فريق شباب الريف الحسيمي، لأن الذوات تموت لكن الاسم سيبقى إرثا وتاريخا للأجيال القادمة.

يُعد شباب الريف الحسيمي، الفريق الأول في مدينة الحسيمة، إذ اعتمد الفريق في مشواره الرياضي على لاعبين إسبان ومغاربة، ودشن مساره في البطولة المغربية ما بين 1953 و 1957، قبل أن يلتحق بالقسم الشرفي في العام 1957.
ولعب الفريق في أواخر الخمسينات ضمن فرق تنتمي إلى مدن؛ وجدة، وفاس، ومكناس، حتى العام 1966 تقريبًا، واتسم مسار الفريق بتغيير اسمه إلى الصحة العمومية في العام 1981، لكن بعدها في أواسط الثمانينات عاد إلى اسمه الأصلي، وهو شباب الريف الحسيمي.
وتعتبر الفترة الممتدة ما بين 82 و87 أطول مدة قضاها في القسم الوطني الثاني، حيث سجل الصعود إلى القسم الثاني في سنوات، 79 و95 و98 و2007.
وبعد انتظار 50 عامًا، حقق حلم الصعود إلى القسم الوطني الأول، في موسم (2009/2010)، وتُوِّج بطلًا للقسم الوطني الثاني، ومن بين الألقاب التي تزين خزينة الفريق إحرازه لقب دوري المستقبل في العام 2012.
ومن بين الأسماء التي ظلت راسخة في تاريخ النادي، اللاعب ميمون العرصي، الملقب بـ”شيبولا”، وهو الذي تمت تسمية ملعب المدينة باسمه، إضافةً إلى لاعبين آخرين، منهم الإسباني رافا وسالو، وحاليًا يُعد اللاعب عبدالصمد لمباركي، من أبرز اللاعبين الذين يعززون صفوف الفريق.