ماغي ضاهر مخرجة وممثلة مسرحية لبنانية، عانت من التنمر في صغرها، لتجد في طريق الفن فرصة لا تعوض من اجل تجسيد قصتها المأبورة للعبرة، فاختارت لمشروعها الفني اسم “قصة كثار”…
ماغي ضاهر هي واحدة من الوجوه البارزة في ساحة المسرح الشبابي، فقد ساهمت في عدد من الأعمال والانتاجات المسرحية على رأسها المدرسية وحازت بذلك على مكانة مرموقة الى جانب فناني عصرها.’
في هذا الحوار سنقف عند مفاد القصة الحقيقية لماغي ضاهر ونزيح الستار عن حاضر ومستقبل موهبتها الفنية.
- حدثينا عن مسارك الدراسي أنسة ماغي؟
انا خريجة اخراج وتمثيل من جامعة Aul Beirut، عام 2019، حاصلة على دبلوم في الإخراج والتمثيل.
- ما قصة الممثلة ماغي ضاهر مع التنمر؟
قصتي مثل الكثير من الأشخاص الذين عانوا من التنمر، أكيد أنني كنت أتعرض للتنمر أي ما يعرف ب bullying، ولا أعتقد أن هناك من أحد قد سلم ولو لمرة واحدة من شر التنمر، شخصيا كانوا يسخرون من شكلي ويضحكون على مظهري، كما كانوا يستهزئون مني بفعل معاناتي من التأتأة الناتجة عن عسر الكتابة والقراءة، والذي جعل مني تلميذة غير مجدة بسبب علاماتي المتدنية التي تزداد سوءا بعد سوء جراء التنمر المستمر سواء من طرف الطلاب أو حتى الأساتذة مع الأسف.
- متى كانت بداية مسيرتك الفنية، وهل هناك قدوة كانت سببا في دخولك عالم الفن؟
يمكنك القول ان بداياتي كانت مثل أي شخص طموح وذو أهداف و كاريزما، وأنا بدوري كنت أحب شيئا اسمه المسرح وحصص المسرح بالمدرسة، يمكنك اعتبار هذا الشغف الأولي بداية فعلا، كنت أنتظر بشوق حصة المسرح وكان الأستاذ المشرف على المادة، معجبا بطريقة تقديمي لأدواري فكان يقول لي دائما: “بكرى لما بس رح تكبري حتصيري ممثلة مسرح بارعة”، و هكذا وقعت في غرام المسرح مذ كنت أقف على خشبة المدرسة.
قدوتي هي الممثلة الراحلة فريال كريم، وهي ممثلة كوميدية ومسرحية لا تتكرر عرفها لبنان وهي من أحب ان أتمثل به
- ما حكاية فيلم قصة كثار؟
حكايتي مع قصة كثار، يمكنك القول بأن فكرة الفيلم توغلت الى عقلي من بعد تخرجي من الجامعة مباشرة، لأقرر بعدها انه قد حان وقت صناعة هذا الفيلم وتجسيد مشاهده، فاخترت له اسم “قصة كثار“، لأنه فعلا يصور قصة الكثير و الكثير من الأشخاص الذين يواجهون خطورة التنمر، علينا فعلا ان نعمل على اخبار وتوعية الجمهور ببشاعة التنمر و صعوبته على الفرد.
كما انه من خلال الفيلم حاولنا ان نوضح للأهل كيف يجب عليهم ان يكونوا سندا لأطفالهم خصوصا عندما يكونوا متنمرين أو يواجهون التنمر ، عليهم أن يحثوهم على الحديث حول الأمر ، هذا أولا، لكن اذا واجه صعوبة في الحديث او الاخبار فلا مشكلة في ان يذهبوا به الى طبيب نفسي حتى يساعدهم بخصوص الموضوع.
قصة كثار، يمكنك القول بأنها عبارة عن ملخص لحالتي انا عشتها شخصيا عندما كنت صغيرة فجعلت منها فيلما للعبرة والتوعية بخطورة التنمر الذي قد يقود المرء الى الانتحار ومن اللازم تفاديه واعيد الكرة بأنه ليس من الخطأ ان يكون للفرد مرجعا له ولأهله وإذا لم يستطيعوا القيام بدورهم وبالوجه الأمثل وجب الالتجاء الى طبيب نفسي.
- هل سبق لك أن اديت أدوارا سابقة؟
سبق ان اديت أدوارا سابقة فعلا، كان عندي مسرحية ترفيهية كوميدية للعائلة وللأطفال، لعبت فيها دورا كوميديا، ولكن المسرحية لم تعرض بسبب الأوضاع الاقتصادية بلبنان الذي يمر بحالة اقتصادية متراجعة ومتدنية، اقفال تام بكل المجالات، ليس هناك مسرح ولا سينما، كل الأشغال توقفت ليس ما هو متعلق بالفن فقط، على امل ان يعود لبنان للحالة التي نحب، ان نرى لبنان مزدهرا ولبنان بأجمل عز.
- تتنوع الاعمال الفنية منها الدرامي والسينمائي والمسرحي انت بأي دائرة تميلين؟
الفن هو فكر، قصص، دراما، سينما، مسرح، وموسيقى بالإضافة الى كوني خريجة تمثيل وعازفة إيقاع، أعزف على آلة الرق وهي موهبة كنت قد خلقت بها، اما الآن فأنا بين المسرح والسينما خصوصا المسرح الكوميدي، لأنني اعشق ضحكة الجمهور عندما أؤدي مشهدا مضحكا يدخل الفرحة على قلوب العالم لهذا أحب المسرح كثيرا.
- هل هناك اعمال مستقبلية يمكن ان نراك فيها؟
اكيد هناك أعمال مستقبلية ان شاء الله و لكن اتمنى على امل ان يعود لبنان لحالة أفضل تسعفنا في الاشتغال فيه وأن ترى الناس إبداعاتنا وطاقاتنا التي لا حدود لها ، من المؤكد ان هناك اعمال جديدة بعد قصة كثار، لكن لسوء الحظ و بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية بالبلاد لم يتم عرض الفيلم بعد ، ولو بعد نهاية تصويره ، خصوصا بعد انفجار مرفأ بيروت وبهذا توقف العمل وهو في طور تحضيره ، لكن عندما سيحين وقت عرضه سأكون متأكدة جدا بنجاحه لان هذا الفيلم هادف لدرجة انه من الممكن ان يتحول الى كتاب، كما ان هناك اسم فيلم جديد اسمه “باخ” سيعرض هو الآخر اذا الله أراد .
- ماهي طموحاتك المستقبلية التي تريدين ان يتم تصنيفها كبصمة مؤثرة في مجالك؟
صراحة هو طموح بسيط ولكنه طموح عميق جدا في ذات الوقت، سأحب كثيرا الأعمال التي سأبدع بها غدا مستقبلا بالمسرح، وأن أتمكن من جعل الناس تضحك، تفرح وتنسى الهموم، ان أكسب قلوبهم وابعث البهجة والسرور فيها، من خلال الأعمال التي أقدمها، صحيح ان طموحي هذا يبدو بسيطا لكنه من أعظم الأشياء التي يمكن ان يقدمها الانسان لغيره، بمعنى: ” يفرح لو قلبو ويخلي الفرح يسكن داخل قلبو”، هكذا يتجسد طموحي.
ألف مبروك بالتوفيق والنجاح الدائم إن شاء الله. عنا بلبنان ما عرفوا قيمتك وتم تكريمك بالإنتساب لنقابة الفنانين في المغرب الشقيق فشكراً لهم وان شاء الله بتضلي متألقة ومعطاءة كما نعرفك دائماً . ألف مبروك 🙏🌹❤