أكد الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة على أن “البرنامج الانتخابي” للحزب ينخرط بقوة في التوجه الاستراتيجي للنموذج التنموي الجديد، ويقدم للمغاربة اجتهاده في تفعيل الأهداف الكبرى التي يحملها، ومساهمته في إنجاح الإصلاح الذي يطمح إليه كل المغاربة.
فما هو تصورنا للبرنامج الانتخابي الذي نقدمه، وما هي خلفياته الفكرية والسياسية؟
بدون أن ندخل في تقديم تفاصيل برنامجنا الانتخابي، يضيف وهبي، حسب المجالات والقطاعات وكل التدابير التي نقترحها في السياسة والاقتصاد والاجتماع، نريد الوقوف عند الأسس الفكرية والمنطلقات السياسية التي أطرت برنامجنا في حزب الأصالة والمعاصرة، وشكلت تصورنا العام لكل التحديات التي تعترض الإصلاح ببلادنا.
ويقول الأمين العام في ذات السياق:”إننا في حزب الأصالة والمعاصرة نتبنى تصورا إصلاحيا تنمويا قائما على مبادئ وأهداف، وله منطلقات، يهدف إلى أولويات أساسية يعتبرها مدخلا أساسا لتسريع التنمية ببلادنا”.
المبدأ الأساسي والمركزي لبرنامجنا الانتخابي هو تشييد اقتصاد لخدمة المجتمع، فعندما تساءل صاحب الجلالة حفظه الله في إحدى خطاباته السامية وقال: أين الثروة؟ فهمنا نحن في حزب الأصالة والمعاصرة أن حكمة جلالته تشير إلى ضرورة تقويم انحراف عرفه اقتصادنا الوطني، وأصبح لا يخدم المجتمع بقدر ما يخدم نفسه في انغلاق عن الواقع الاجتماعي، لهذا فإن مبدأ الاقتصاد في خدمة المجتمع يعني في برنامجنا أن يستفيد كل المغاربة في كل مناطق المملكة من ثمار التنمية والتقدم، إننا لا نختزل أهمية برنامجنا في أرقام وبيانات ونسب مئوية ولغة محاسباتية جافة، بل يعتبر برنامجنا خدمة الاقتصاد للمواطنات والمواطنين على أرض معيشهم اليومي.
الهدف الأساسي لبرنامجنا الانتخابي هو تحقيق التقدم الاجتماعي والثقافي لكل المغاربة، أي السعي إلى إنجاز أكبر عدل ممكن في عملية توزيع المجهود التنموي الذي ساهم في تحقيقه جميع المغاربة كل من موقعه وإمكانياته، يؤكد وهبي في كلامه.
وهكذا، فإن برنامجنا الانتخابي لا يعتبر النمو الاقتصادي والمالي غاية في حد ذاتها، بل ما هو إلا وسيلة أساسية لتقوية الاندماج الاجتماعي لدى المغاربة، ومساعدتهم على تحقيق حياتهم بازدهار واستقلالية.
وبناء على مبدأ “اقتصاد في خدمة المجتمع”، وهدف تحقيق التقدم الاجتماعي، يحمل حزب الأصالة والمعاصرة مهمة رد الاعتبار للعمل السياسي داخل المجتمع المغربي، يجعل السياسة أكثر من عملية تدبيرية إدارية، بل هي نبل المساهمة في قيادة الأمة نحو المزيد من التقدم والازدهار، إن السياسة التي يطمح إليها حزب الأصالة والمعاصرة وهو يقدم برنامجه الانتخابي هي التي تقطع مع التخبط التدبيري الذي انتهجته الحكومة، وتبني نهج بديل هو سياسة تعتمد على مقومات الوطني وتطوير إمكانياته المادية والثقافية لبناء الشروط المالية لتنمية مستدامة.
الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة أشار إلى أن للبرنامج الانتخابي للبام منطلقات أساسية تتمثل في مستويين اثنين:
● مستوى تقوية الدولة وإصلاح الديمقراطية، ومستوى تقوية اقتصاد وطني اجتماعي.
– في المستوى الأول: نريده إصلاح لمجال الإدارة والتربية والتعليم والصحة والقضاء على كل مظاهر الفساد المالي والسياسي والإداري.
– في المستوى الثاني: نريد تنمية كل ما من شأنه أن يشكل الشروط الصلبة لتحقيق التقدم الاجتماعي للمغاربة.
وسيجد كل مطلع على تفاصيل برنامجنا الانتخابي الإجراءات السياسية والإدارية والاقتصادية التي تترجم منطلقاتنا هذه وتعطيها الواقعية التي تجعلها قادرة على أن تلعب الدور الهام في تحقيق إصلاح تنموي جديد.
وبما أن الإصلاح التنموي الذي يسعى إليه حزب الأصالة والمعاصرة هو إصلاح شامل لكل مناحي الاقتصاد والاجتماع، فإن له مداخل وأولويات تشكل أرضية الانطلاقة نحو النموذج التنموي المأمول.
– التشغيل ومحاربة التفاوتات الاجتماعية.
– رد الاعتبار للطبقة الوسطى بالمغرب.
– محاربة الفساد المالي والسياسي والإداري.
– تحديث المجال القروي وتنمية الفلاحة.
وختم الأمين العام عرضه مشيرا إلى أن كل مطلع على البرنامج الانتخابي لحزب الأصالة والمعاصرة سيجده برنامجا إصلاحيا يتوخى تحقيق تنمية شاملة ودائمة بسياسة حضارية تبني الشروط الكفيلة بجعل التنمية العلمية والاقتصادية والاجتماعية في تصاعد غير منقطع، سياسة حضارية تعطي للمواطنة مكانة عالية، وتنشط قيمنا الإسلامية والإنسانية، وتجعل المواطن المغربي يتشبع بقيم المواطنة وثقافة حقوق الإنسان ويعتز بانتمائه لتاريخه وتراثه وتقاليده، سياسة حضارية تمجد الإرادة البناءة وتطلق الأحلام النبيلة وتنشر الهدوء والسلم وسط مجمعنا المغربي.