لا معنى لكل هذه التهاني بالأيام المباركة إن لم ندرك معناها فعلا في قلوبنا.
ولا معنى للصيام عن الأكل والشرب إن لم يرافقه الصوم عن القسوة والكراهية.
لا معنى لكل هذه الكلمات الرنانة والعبارات المسجوعة اذا كنا نلوكها كل عام و لا تغير فينا شيئا للأفضل.
لو انها نفعت كل هذه السنين السابقة فمن أين جاءت هذه القلوب القاسية التي نقابلها كل يوم؟
قلوب أشد قسوة من الحجارة لا تهتم إلا بالمظاهر والمصالح فقط ولا مكان فيها لمشاعر الرحمة.
يبتعدون عنك حين تكون مهموما مريضا منكسرا (محتاجا للمساعدة) ويتسابقون إليك حين تصبح قويا غنيا ناجحا (لا تحتاجهم في شيء).
تعاملهم بصدق فيستبدلون وجهك الصادق بأقنعة مزورة.
يستبدلون ضحكتك البريئة بضحكات صفراء كاذبة.
تقترب منهم وتعتذر (في مواقف لم تخطئ فيها) لتدخل بخيط ابيض بين اناس ظننت لسذاجتك انهم أنقياء ثم تكتشف بعد فوات الأوان انهم يحفرون لبعض ويكرهون نجاحات بعضهم وان كل عباراتهم (عيني حياتي عمري حبي روحي) كلها كذب ونفاق ليس إلا.
إن اكتشافك لسذاجتك أمر مؤلم جدا – لا شك في ذلك
لكنه أهون من اكتشافهم لمدى سفالتهم ونذالتهم (إذا اعطاهم الرب يوما شرف رؤية وجوههم الحقيقية في المرآة ولو مرة واحدة في الحياة).
سأصلي هذه الأيام المباركة بدموع كل المخذولين في هذا العالم.
بدموع كل الانقياء الطيبين الذين يحبوننا بدون السؤال عن أرصدتنا في البنوك و دون التلون في قربهم وبعدهم حسب الجوائز التي حصلنا عليها او الانجازات التي حققناها.
سأصلي بدموع المهمومين الذين يَنْفَضُّ المنافقون من حولهم ولا يبقى هناك عندهم إلا الصادقون.
الباقون على “العهد”: لا ينظرون لوجوهنا واموالنا ولكن ينظرون لقلوبنا وأعمالنا (أعمال الخير ومواقف الشهامة).
ورسالة للفارغين الذين يحددون اهميتنا بعدد متابعينا على الانستغرام!
عدد متابعي السوشيال ميديا تحدد قيمة الفارغين امثالكم. لكنها ابدا لا تحدد قيمة الجواهر الثمينة والاحجار الكريمة.
وفي الاخير اقول (لفئة تعرف نفسها):
توقفوا عن إزعاجنا بصور وفيديوهات التبريكات والتهاني إذا لم تكن وراءها فعلا رغبة حقيقية لتطهير أرواحكم من دنس النفاق ورجس الوضاعة.
إنه لمحزن حقا أن يكون بيننا هكذا اشخاص مصرون على أن الوساخة هي الطريق الوحيد للشهرة والنجاح؛ ولكن الأبشع من ذلك أن يعتقد “هؤلاء” اننا متسخون مثلهم!