· نورالدين مفتاح
“…في النهاية، هم لا يؤمنون بدولة فلسطينية مستقلة. هم مؤمنون بنهاية القضية، وإبرام الصلح مع حاضنة هذه القضية في العالمين العربي والإسلامي، وتهجير ما تبقى من أصحاب هذه القضية إلى شتات الله الواسع.
وكادوا يصدقون هذا، فلقد كانوا قاب قوسين أو أدنى من توقيع اتفاق تطبيع مع المملكة العربية السعودية بكل رمزيتها ومركزيتها في العالم الإسلامي، كانوا يوقعون مع العرب وهم يعدون بأن الحل قادم، ولكنهم يضمرون قناعتهم الدفينة وهي أنه لا يمكن بين النهر والبحر أن تكون هناك دولتان.
لهذا، كان ما جرى في هذا الأكتوبر يعتبر مفصليا في إعادة ترتيب أوراق الشرق الأوسط، وهذا الترتيب جار يؤدي فيه المدنيون في غزة الثمن الباهظ، ولكن، النتيجة مهما كانت هي أن القضية الفلسطينية لم ولن تموت، وهذه حياتها الجديدة التي تخرج من بين جثامين الشهداء والآهات، وما ضاع حق وراءه مُطالب.”