لا يمكن الحديث عن العمل الجمعوي والخيري بمدينة تارودانت، دون ذكر وجه نسائي مألوف في هذا المجال، ويتعلق الأمر بالدكتورة ليلى الزماحي، التي تستثمر طاقتها في أعمال الخير والبر ودعم الأيتام والمحتاجين.
ليلى زماحي، التي ولدت بمدينة الرباط، حاصلة على الدكتوراة في الصيدلة بجامعة سانت بطرسبورغ الطبية (بافلوف) بروسيا، مما أهلها لفتح صيدلية بمدينة تارودانت بعد الالتحاق بزوجها الذي يشتغل طبيب بيطري منذ سنوات بتارودانت.
وبخصوص مسارها الجمعوي، تقول السيدة زماحي “كانت بدايتي في العمل الجمعوي والخيري قبل ثماني سنوات ب’محض الصدفة’، حينما وصلني خبر وفاة أم لثلاث توائم بأحد مستشفيات مدينة تارودانت أثناء عملية الوضع، ارتأيت أن أجند كل طاقاتي من أجل التكفل بهؤلاء التوائم ماديا ومعنويا، خصوصا أن الظروف الاجتماعية لتلك الأسرة هشة“.
ومنذ تلك الواقعة الاجتماعية، تضيف السيدة زماحي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “ارتبطت كل مشاعري وأحاسيسي بالعمل الخيري”، مشيرة إلى أنها أبت إلا أن تخصص حيزا من الوقت من أجل ولوج العمل الجمعوي وتقديم يد العون والمساعدة سواء للفئات المعوزة أو لحل بعض الاشكاليات المجتمعية كظاهرة الهدر المدرسي.
وارتباطا بذلك، التحقت ليلى زماحي بالمنظمة المغربية لحماية الطفولة، كرئيسة لفرعها بمدينة تارودانت، بعد حصولها على التزكية من المكتب المركزي، حيث انتقلت من العمل الجمعوي الهاوي إلى العمل الجمعوي “الممأسس” والمحدد الأهداف.
وأبرزت الفاعلة الجمعوية أن اهتمامها بمجال رعاية الطفولة والمحتاجين انصب على توزيع المساعدات بمختلف أنواعها، حيث انصب نشاطها الخيري أيضا، بفضل مساعدة المحسنين، على تنظيم قوافل الشتاء، خاصة بتوزيع الألبسة بالمناطق الجبلية التابعة لإقليم تارودانت.
وأشارت إلى أن العمل الجمعوي لم يمنحها الفرحة والسرور فحسب، بل أعطاها دفعة للقيام بمزيد من المبادرات الاجتماعية، التي لقيت استحسانا، وشجعها على تنظيم حملات طبية منتظمة لفائدة ساكنة العالم القروي والمساهمة في مكافحة الهدر المدرسي وتوفير الألبسة والأدوات المدرسية للتلاميذ المنحدرين من أوساط هشة.
وترى السيدة زماحي، أن العمل الخيري لا يحد في منح المساعدات العينية للفئات الهشة وإنما يتعدى ذلك ليلامس القدرات الخلاقة للفئات الاجتماعية التي تعاني من الإقصاء ومواكبتهم وتشجيعهم حتى يصلوا إلى بر التفوق والانخراط في مسعى التنمية البشرية، التي حدد فلسفتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس عبر مقاربات ميدانية مكنت من إعطاء العنصر البشري المكانة التي يستحقها في مسار التنمية المستدامة.
وخاصت السيدة زماحي قائلة “لقد أصبحت اليوم، انطلاقا من التجربة والممارسة، ‘مولعة’ بالعمل الجمعوي الميداني، لا يهدأ لي بال إلا بتحقيق الأهداف التي يرسمها العمل الجمعوي، خاصة تلك المرتبطة بالطفل والطفولة ولو في حده الأدنى”، مشيرة إل أنها عازمة عل تحدي الصعاب والمعيقات من أجل تحقيق الأهداف.