في هذا اللقاء ، نقترب أكثر من شخصية فنية شابة، استطاعت أن تجعل من الرسم ليس مجرد هواية، بل وسيلة للتعبير و التعبير عن المشاعر والضغوط.
ياسير حستاك، شاب بدأ رحلته مع الرسم منذ سنٍ صغيرة، حيث كانت انطلاقته الأولى في عالم الألوان والخطوط عندما كان في الثامنة من عمره.
بالنسبة له، لم يكن الرسم مجرد نشاط عابر، بل كان نافذة يطل منها على عالمه الداخلي وطريقة لترك بصمته الخاصة. ما يميز ياسير ليس فقط موهبته، بل طريقته الفريدة في التعامل مع رسوماته. كان يرسم في أماكن هادئة بعيدة عن الأضواء، ثم يترك توقيعًا أو رسالة على كل عمل، وكأن كل لوحة تحمل جزءًا من مشاعره وأحلامه.
يؤمن أن تلك الرسومات ليست فقط خطوطًا وألوانًا، بل هي انعكاس لما يعيشه ويشعر به.
في هذا الحوار مع صحيفة لوبوكلاج، سنتعرف أكثر على ياسير حستاك، شخصيته، هواياته، وطموحاته.
سنغوص في تفاصيل رحلته مع الرسم، ونكتشف كيف أصبح هذا الفن جزءًا لا يتجزأ من حياته.
بداية ياسر كيف اكتشفت شغفك بالرسم؟ ومتى بدأت أولى خطواتك فيه؟
في البداية، كنت أقول إن الرسامين هم أصحاب قدرات خارقة، وبدأت هذه الهواية في سن صغيرة، عندما كنت في الثامنة من عمري.
كنت أرى أنهم يمتلكون القدرة على إحداث تغيير، ليس فقط في أنفسهم، بل أيضًا في المجتمع والعالم من حولهم. وهكذا، كانت أولى خطواتي في هذا العالم الجميل، عالم الرسم، الذي أعجبني كثيرًا.
بدأت برسم الأشياء السهلة، مثل الشجرة، والبيت، والجزيرة، لكن مع مرور الوقت لم تعد هذه الرسومات تمنحني ذلك الشعور بالحماس والرضا.
لذلك، قررت أن أرتقي بمستواي إلى درجة أعلى، وأحاول رسم الشخصيات بأسلوب الرسوم المتحركة. كما بدأت في البحث عن مقاييس الرسم الصحيحة، وكيفية الرسم بطريقة احترافية. وهكذا كانت بدايتي في رسم الوجوه.
ما القصة وراء أول رسمة رسمتها؟ وكيف شعرت عند الانتهاء منها؟
أول رسمة لي كانت نابعة من حلم رأيته، حيث كنت أحلم ببيت جميل. وفي نفس الوقت، كنا نستعد للقيام بإصلاحات في منزلنا. حاولت رسم بيت من وحي خيالي.
وبعد أن أنهيت رسمتي، رغبت في مشاركتها مع والديّ. وبالفعل، عرضتها عليهما، واعتمدا عليها جزئيًا أثناء تنفيذ بعض الإصلاحات
شعرت بعد ذلك أن لدي تأثيرًا، ولو كان بسيطًا، في البيت.
لماذا اخترت الرسم بالتحديد كوسيلة للتعبير عن نفسك؟
بالنسبة لسؤالك، فأنا أعزف عن الموسيقى، وأهوى التصوير، وأهتم أيضًا بالسينما، لكن بلا شك، يظل الرسم هو اختياري الأول.
فمن خلاله، أستطيع تجسيد أي شيء أرغب فيه، كما يمكنني نقل مشاعري وأحاسيسي عبر تلك الرسومات.
هل تعتبر الرسم مجرد هواية أم هو جزء لا يتجزأ من حياتك وشخصيتك؟ ولماذا؟
الرسم بالنسبة لي لم يكن يومًا مجرد هواية، بل هو أشبه بالمنقذ في الأوقات التي أشعر فيها بتداخل المشاعر، وكأن العالم بأسره ضدي. فهو وسيلتي للتعبير عن ذاتي والترفيه عن نفسي.
كيف تجد التوازن بين الرسم ودراستك أو حياتك اليومية؟ هل واجهت صعوبات في ذلك؟
في البداية، كان لدي مشكلة، لأنني كنت أعمل وجعلت الرسم مصدر دخل أعتمد عليه، حيث كنت أرسل رسومات مقابل أجر مادي.
بالإضافة إلى ذلك، كنت ملزمًا بإنجاز أربع رسومات يتوجب علي تنفيذها بإتقان، إلى جانب وقت الدراسة والمسؤوليات تجاه البيت.
لكن الحال، والحمد لله، تغير الآن، وأصبحت أرسم في وقت الفراغ دون أن أواجه نفس المشكلة التي كنت أعاني منها سابقًا.
كم عدد الرسومات لك لحد الان،و ما هي أكثر رسمة تعتز بها ولماذا؟
عدد الرسومات التي أنجزتها يصل إلى حوالي 300 رسمة، وأعزها هي الأخيرة. حاولت تجسيد ذلك الشخص منذ فترة طويلة، وأنا أبحث عنه: أين يوجد، وكيف يبدو، ولماذا هو موجود، وما الذي يريده مني.
هذا الشخص هو جزء من داخلي، ينظر إليّ ويشعر بعدم الرضا عن ما أفعله. والرسمة تمثل رجلًا عجوزًا ذو نظرات بريئة، ولكن وجهه لا يعكس البراءة. وجهه مغطى بالتجاعيد، ويبدو مثل متشرد يرتدي قبعة، وهذه القبعة معروفة بأنها مرتبطة بعشاق الفن والموسيقى والسينما.
كانت الرسمة بالكامل بقلم الرصاص، مما يوحي بالزمن القديم وبالشيخوخة التي تتجاوز سني، حيث يظهر الرجل أكبر من قدرتي. ولكن الأهم هو أنني أتماشى مع الوضع وأحاول التعبير عن نفسي من خلال هذه الرسمة.
ما هو الأسلوب الفني الذي تميل إليه أكثر؟ وهل جربت أنماطًا مختلفة في الرسم؟
بصراحة، الأسلوب الفني الذي أميل إليه هو الأبيض والأسود، وأحب رسم الوجوه. ورسمت سابقًا على جدران كبيرة، لكنني دائمًا ما أجد نفسي بين القلم الرصاص والورقة والوجوه.
من هو قدوتك في عالم الرسم؟ وهل تأثرت بأسلوبه في أعمالك؟
صراحة، لم يكن لدي قدوة محددة، فكانت توجهاتي في البداية نابعة من الرسومات الكرتونية.
كان هناك شخص من بينهم يرسم شخصيات كرتونية تتحول إلى واقع في ما بعد، حيث يعبر عن أفكاره ويجسدها في الحياة. إذا كنت سأختار قدوة، فربما يكون هذا الشخص هو قدوتي في البداية.
ما هو أكثر شيء يلهمك عند الرسم؟ هل تستلهم أفكارك من الواقع أم من خيالك؟
الشيء الذي يدفعني للرسم أكثر هو الاكتئاب. هذا الشعور هو ما يحفزني على الرسم والتحرك، وهو ما يمنحني الإلهام ويجعل عقلي وقلمي ويدي يتفاهمون معًا.
كيف ترى مستقبلك في مجال الرسم؟ وهل لديك خطط لتطوير مهاراتك أو المشاركة في معارض؟
بالنسبة لمستقبلي، أفكر في كيفية تطوير مهاراتي. المهارات بالنسبة لي مهمة جدًا، وأهدف إلى عرض رسوماتي في المعارض. لم أختبر بعد فرحة عرض رسوماتي في المعارض،
لكنني أحب فكرة المشاركة فيها. من خلال ذلك، أتمكن من تطوير رسوماتي وأدواتي في العمل، وأعمل على تحسين تقنياتي وتوسيع آفاقي الفنية.
في نهاية هذا اللقاء مع الفنان الشاب ياسر حستاك، نجد أنه بالرغم من التحديات التي واجهها، استطاع أن يجعل من الرسم وسيلة للتعبير عن نفسه وتفريغ مشاعره. يطمح ياسر إلى تطوير مهاراته والمشاركة في معارض فنية،
مما يعكس عزمه على المضي قدمًا في مسيرته الفنية. قصته تلهم الكثير من الشباب للسعي وراء أحلامهم والتعبير عن أنفسهم من خلال الفن.