واقع القراءة في المغرب لايبعث على الارتياح ، حيث ترتفع أصوات عديدة معلنة تذمرها من واقع ثقافي تهيمن عليه مظاهر التأخر والتراجع .ويمكن تلخيص ازمة الثقافة المغربية ، في تزايد العرض وقلة القراء في اوساط الاطفال والشباب.
وأمام هذا الوضع الماساوي الذي يشهده الكتاب والقراءة في عالمنا العربي عامة وفي المغرب خاصة ، تبرز بعض المبادرات التي عملت على التشجيع على القراءة وبث روح المنافسة بشأنها.
حاولت جمعية ” شبكة القراءة بالمغرب ” والتي تأسست في 2013 والمتواجدة بعدة مدن في المغرب،أن تساهم بشكل إيجابي في تأطير النوادي وتنشيطها في المؤسسات التعليمية و كذا اقبالها على تفعيل نواد في دور الشباب ، ودعمها من خلال المعارض والورشات من أجل تشجيع فعل القراءة ، وتوظيف الكتاب للمساهمة في التنشئة الفكرية والوجدانية للمواطن.
اطلقت الشبكة مشروعها في شهر غشت الماضي تحت شعار ” ارتاد دور الشباب لأقرأ” والذي يستهدف 30 دار شباب وأكثر من 3000طفل وشاب في معظم ربوع المملكة ولمدة 9 أشهر .
نجية مختاري، رئيسة شبكة القراءة بالمغرب، اكدت في حوار لها مع جريدة لوبوكلاج le bouclage، على ضرورة تشجيع الأطفال والشباب المغربي على القراءة والكتابة لمساعدتهم على اكتساب قيم المواطنة والانخراط الفاعل في المجتمع.
وقد ركزت مختاري في حوارها مع الجريدة على المبررات الاساسية التي من أجلها تم خلق الجمعية وهي تمكين الطفل المغربي من العيش في توازن وانسجام مع محيطه الاجتماعي، من اجل ان يكون فاعلا اساسيا في بناء مراحل حياته المقبلة كمواطن راشد. وكذا استفادته من التهذيب والتكوين والتثقيف والادماج داخل مراكز التنشئة الاجتماعية التي تعتبر المدرسة و دور الشباب أهمها.
كما أضافت مختاري: ” أنه لانجاح المشروع والتحفيز عليه، قد تم الشروع في تنظيم دورات تكوينية لصالح اعضاء الشبكة من متطوعين ومتطوعات وكذا لصالح الاطر التي تشتغل داخل دور الشباب الى جانب الورشات القرائية ، التي تم اقتراحها لصالح الشباب رواد دور الشباب ،في انتظار توقيع اتفاقية مع وزارة الشباب و الثقافة والتواصل بالاظافة إلى تنظيم جائزة لأحسن ناد قرائي في دور الشباب، وتنظيم جائزة لأحسن قارئ او قارئة في كل ناد مع لقاء ختامي تقييمي وطني يوم 23 أبريل 2023 تزامنا مع اليوم العالمي للكتاب .
وفي سؤال لنجية مختاري عن الهدف الاسمى للشبكة ؟
اجابت : ان تصبح القراءة عادة اصيلة وان يصبح الكتاب ضرورة للروح ، تدخل من خلاله المعرفة إلى البيوت فتجلو العقول والأبصار لاطفال اليوم وشباب الغد.