ملتزمة ومثابرة ومدركة للصعوبات التي تواجه المرأة القروية، تواصل السيدة حبيبة أحنشاو إظهار شغف كبير لتحسين ظروف النساء بجماعة إدويران التابعة لإقليم شيشاوة.
وباعتبارها ناشطة ذات تجربة مشهودة وملتزمة، قررت السيدة أحنشاو مبكرا أن تأخذ مصيرها بين يديها وألا ترتهن للتشاؤم أو تستسلم للسلبية، عبر إنشاء مشروع مدر للدخل وقادر على تمكينها من بلوغ مناها، مع العمل على دعم النساء في هذا المجال لتحسين ظروفهن المعيشية ووضعية أسرهن، وبالتالي تحقيق استقلالهن المالي.
ودفع العزم على المثابرة في درب التميز السيدة أحنشاو إلى ما هو أبعد من ذلك، والذي تمثل في الانطلاق في الدراسة والتحصيل لنيل شهادة البكالوريا، قبل أن تقرر الالتحاق بجامعة القاضي عياض بمراكش، حيث تدرس القانون.
كما جعلت من إدارة الشأن العام على مستوى جماعة إدويران هوايتها، بعدما نالت ثقة الناخبين كمستشارة جماعية لولايتين (2009 إلى 2020)، إضافة إلى عضويتها في اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية لمدة 3 سنوات، ثم كعضو في المجلس الجهوي لمراكش-آسفي.
وسعيا منها لفرض نفسها، قررت السيدة أحنشاو أن تشمر عن ساعدها وتقرع كل الأبواب من أجل تغيير إيجابي. إصرار راسخ وقناعة أكيدة بوجود عديد الفرص المتاحة للمرأة في المغرب، تمثلت، أساسا، في إنشاء “تعاونية تاوانزا للتنمية الفلاحية”، في يناير 2012.
وحدة الإنتاج هذه حققت نجاحا باهرا على مر السنين، بتخصصها في حفظ الزيتون ومشتقاته وفق ا للعمليات العصرية المتطورة، وفي امتثال صارم للمعايير العالمية والوطنية الأكثر تطلب ا في هذا المجال. وتعمل هذه الوحدة على تطوير المنتجات الزراعية والتشجيع على غرس أشجار الزيتون، واستخراج زيت الزيتون، مع تشجيع إنشاء ودعم التعاونيات للنهوض بالعمل التعاوني.
وأدى نجاح التعاونية إلى تكريس مكانتها كعنوان حقيقي لـ “الاقتصاد الاجتماعي والتضامني” على مستوى إقليم شيشاوة، وهو ما تجلى في مشاركتها في العديد من المعارض، مثل معرض الفلاحة الدولي في باريس (فرنسا) في 2017، والمعرض الفلاحي الدولي في برلين (ألمانيا) في 2018، والمعرض الدولي للفلاحة بمكناس (SIAM) سنوات 2017 و 2018 و 2019، إلى جانب تظاهرات أخرى واسعة النطاق، والتي تنظم في جميع أنحاء التراب الوطني.
كما تملكت السيدة أحنشاو رغبة جامحة في تطوير التعاونية التي استفادت من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من خلال المشاركة في سلسلة من الدورات التدريبية والاجتماعات المنظمة محلي ا وإقليمي ا ووطني ا، إضافة إلى تبادل الخبرات مع تعاونيات أخرى، بشفشاون والصويرة وتطوان ووزان وورزازات وتالوين وتازناخت، والأقاليم الجنوبية للمملكة.
هذه الجهود الدؤوبة ساعدت التعاونية في الانتقال من حجم إنتاج يبلغ 240 كيلوغرام ا إلى 30 ألف كيلوغرام، بفضل العمل الشاق لكل العاملين، والذي تكلل بالحصول على الميدالية الذهبية للمعرض الدولي للفلاحة بمكناس، بالإضافة إلى جوائز أخرى، فضلا عن عن استفادة النساء العاملات من دورات لمحاربة الأمية وأنشطة ما بعد محو الأمية الأخرى.
وأكدت السيدة أحنشاو، في حديث لقناة (M24) الإخبارية التابعة للمجموعة الإعلامية لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن العديد من النساء القرويات من بين أعضاء جماعتي إدويران وسيدي غانم التابعين لإقليم شيشاوة، يستفدن من وحدة الإنتاج، مشيرة إلى أن هؤلاء النسوة الناشطات ساهمن بشكل ملحوظ في نجاح هذا المشروع.
واغتنمت مناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة لتعرب عن امتنانها للسلطات الإقليمية وللمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لافتة إلى أن الهدف يتمثل في تمكين النساء من تحقيق الاستقرار الأسري، وتأكيد الذات، والحصول، في إطار المشاريع المتعددة التي تقدمها المبادرة، على دخل كاف .
وخلصت إلى القول “لكوني امرأة، أنا سعيدة بهذا المشروع الملكي الذي مك ن العديد من النساء من اغتنام الفرص العديدة المتاحة لمساعدة عائلاتهن”، مستعرضة مجموعة من الخدمات التي تقدمها تعاونية تاوانزا للنساء العاملات ولأفراد أسرهن، مع تشجيع هؤلاء النسوة على المثابرة على درب النجاح.