- إدريس الراضي / والد عمر الراضي07/11/2023
عاهدتك ياولدي، يوم اعتقالك في 29 يوليوز 2020، أن أكتب لك رسالةً كل يوم بعد أن صرختَ من داخل سيارة الأمن طالباً مني ألا أسكتَ.
وهكذا كانت أيامي، بعد اعتقالك، تنتهي بتدوين رسالة إليك، أبثك فيها حبي وتقديري لرمزيتك ودفاعي عن براءتك.
لكن، بعد ثلاث سنوات من الاعتقال التعسفي، بدأ يصلنا انزعاج من لهم مصلحة في اعتقالك كما بدأ ينعكس على إقامتك في السجن، فقررنا التوقف حفاظاً عليك وانتظاراً لرحمةٍ انتظرناها طويلا.
أُصِبتَ بكسر خطير في دراعك، تَطلّب تدخلاً جراحياً، وعبرنا عن رعبنا وخوفنا عليك، فجاءنا الرد سباً وقدفاً وطعناً في وطنيتنا، انتشر في كل المواقع التي اعتادت التشهير بنا وبك ، بتناغم في اللغة والأسلوب.
على كل حال، نقول لمن انزعج من خوفنا عليك ” عذراً لمن يزعجه ألمنا وخوفنا عليك“
كيف لا نخاف عليك وأنتَ تعرضتَ قبل اعتقالك وبعده لحرب من التشويه والتشهير والتحريض زيادةً على عدد التهم وطبيعتها التي لم تقنع الرأي العام الوطني والدولي، لكنها أقنعت القضاء في جميع مراحله.
على كل حال، مرت على هذه المرحلة ثلاثُ سنوات وتراجع التشهير بعد أن أدى مهمته بكل تفانٍ، نتطلع بكل أمل أن تنتهي هذه المرحلة بسلام وأن تعودَ إلى حضن والدتك التي نال منها اعتقالك .
نعود هذا اليوم للكتابة لك وعليك التزاماً بالعهد الذي قطعته لك لنقول لك إنك لستَ وحدك ولا زالت قضيتك مرفوعةً على لسان الأحرار رغم ما جدَّ من أحداث مؤلمة من زلزال منطقة الحوز وما يحدث الآن للشعب الفلسطيني من إبادة جماعية.
ياولدي! لقد سقطت أخلاق حكامِ العالم، المتحكمون، أمام هذه الإبادة التي يتعرض لها شعب بأكمله.
وعندما تسقط أخلاق العالم، تُصبح حقوق وحياة الإنسان وحقوق الأطفال والنساء أهدافاً استراتيجية لصناعة كيانات تبني مجدها بدماء الأبرياء.
نعيش هذه المرحلة بكل ألم ويشتد الألم بعجز نا عن مواجهة هذا الغلُوّ من العنف والقتل .
كلما زرناك يا ولدي نجدك أكثر صموداً و أنفة.
قريباً سنراك بيننا بإذن الله.