انطلقت في سمرقند عاصمة أوزبكستان التاريخية، أمس الخميس، القمة الثانية والعشرون لمنظمة شنغهاي للتعاون وهي بمثابة بداية حقبة جديدة في أنشطة المنظمة. ومن المتوقع أن تتخذ القمة التي تستمر يومين، قرارات مهمة في ظل أوضاع إقليمية ودولية مضطربة. ويشارك في القمة قادة 15 دولة من الأعضاء والمراقبين والمدعوين بعضهم لأول مرة. وللمرة الأولى منذ ثلاث سنوات تُعقد القمة وجها لوجه بسبب تفشي فيروس كورونا، كما أنها أول قمة للمنظمة بعد العقوبات الغربية على روسيا.
وعلى الهامش جرى عدد من الاجتماعات، جمع أبرزها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بنظيريه الصيني، شي جين بينغ، والإيراني، إبراهيم رئيسي.
أظهر الرئيسان الروسي والصيني عزمهما على دعم بعضهما البعض وتوطيد علاقتهما. وقال الرئيس الصيني لدى بدء اللقاء الذي بث مباشرة إن “الصين ترغب ببذل جهود مع روسيا للقيام بدور القوى العظمى ولعب دور توجيهي لبث الاستقرار والطاقة الإيجابية في عالم تهزّه اضطرابات اجتماعية”. ودان بوتين المحاولات الغربية الهادفة الى إقامة “عالم أحادي القطب وقد اتخذت في الفترة الأخيرة شكلا قبيحا للغاية وهي غير مقبولة بتاتا”.
وقال بوتين لشي: “نثمن كثيرا موقف أصدقائنا الصينيين المتوازن بشأن الأزمة الأوكرانية”. وأضاف: “نتفهم قلقكم” من دون تحديد المسائل التي قد تكون الصين أثارتها بشأن أوكرانيا.
واللقاء بين شي وبوتين يعد الحدث الأكثر ترقبا لقمة منظمة شنغهاي للتعاون التي من المقرر أن تستمر حتى الجمعة.
وأثناء لقائهما، أبلغ رئيسي بوتين أن “العلاقة بين الدول الخاضعة لعقوبات أمريكية مثل إيران، روسيا، أو أي دولة أخرى، قادرة على تخطي الكثير من المشاكل وجعلها أقوى يوما بعد يوم”، وفق ما أظهرت لقطات متلفزة لبداية اللقاء بين الرئيسين في سمرقند.
واعتبر أن “الأمريكيين يعتقدون أنهم قادرون على وقف (تقدم) أي بلد يفرضون عقوبات عليه. اعتقادهم هذا خاطئ”، مؤكدا أن طهران “ترفض” العقوبات الغربية التي فرضت على روسيا على خلفية غزوها لأوكرانيا.
ووصلت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، أمس الخميس، إلى كييف في زيارة تهدف إلى دفع عملية انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي قدما، في وقت تحرز قوات هذا البلد تقدما على الأرض بمواجهة الروس.
واجتمعت بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء دينيس شميغال. وقالت في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأوكراني: “لا يمكننا أبدا أن نجاري التضحية التي يبذلها الأوكرانيون”، ولكن “ما نستطيع قوله هو أنكم ستجدون أصدقاءكم الأوروبيين إلى جانبكم طالما اقتضت الضرورة”.
وقال زيلينسكي إن بلاده ترغب بالانضمام إلى السوق الأوروبية الموحدة قبيل قرار بشأن منح كييف عضوية كاملة في الاتحاد الأوروبي. وتابع في المؤتمر الصحافي المشترك: “بالنسبة إلينا، تعد مسألة انضمام أوكرانيا إلى السوق الأوروبية الموحدة ملحة، بينما نحن في طريقنا للحصول على وضع عضو في الاتحاد الأوروبي. أنا متأكد أن ذلك سيحدث وسيكون من بين أهم انتصارات بلدنا”.
وميدانيا، تعرضت عدة مدن وبلدات في الجبهة الشرقية، منها توريتسك، وبخموت، وأفدييفكا، وتشاسيف يار، للقصف ما تسبب بمقتل مدنيين وإصابة 13 بجروح خلال الساعات الـ24 الأخيرة، حسب حصيلة أصدرتها الرئاسة.