نشرت صحيفة “التايمز” مقالا للصحافي أوين سلوت قال فيه إن هتاف “شبكة.. شبكه” في المدرجات لم تتراجع وتيرته أبدا حيث هتف المشجعون لفريق المغرب وحثوه على إحراز أهداف.. وبدا الملعب بكامله يردد ترنيمة تحث الفريق المغربي على التقدم.
ويقول الكاتب، نعم كان هناك مشجعون فرنسيون ولكنهم قلة خلف المرمى المغربي، وكانوا مجرد بقعة زرقاء في جدار أحمر وقد صمّت آذانهم صرخات “شبكة.. شبكة”.
ومع اقتراب المباراة للنهاية واحتياج المغرب لهدفين ومعجزة، نجح جول كوندي في التصدي لعز الدين أوناحي وظل هتاف “شبكة.. شبكه” يهز أركان الملعب.
وأضاف أن المغرب خرج من المونديال ليلة الأربعاء لكن هتاف “شبكة.. شبكة” لم يتوقف أبدا. فقد كان المشجعون يعرفون إلى حد كبير أنهم انتهوا من ذلك بعد الدقيقة 79 عندما أحرزت فرنسا الهدف الثاني. وعرفوا حينها أنهم يستيقظون من هذا الحلم الأفريقي، وأن هذه المسيرة إلى منطقة جديدة قد اتخذت خطواتها النهائية.
وسنرى أسود الأطلس وأمهاتهم المباركات بالطبع مرة أخرى وسيتنافسون على ميدالية برونزية، وسيكون ملعب خليفة الدولي يوم السبت ممتلئا بلا شك بهتاف “شبكة.. شبكة” مجددا. لأن هذا الفريق كان أكثر من المغرب. لقد كان تعبيرا عن القوة العربية. لقد كان رمزا لقوى جديدة تتحدى القوى القائمة.
سيكون ملعب خليفة الدولي يوم السبت ممتلئا بلا شك بهتاف “شبكة.. شبكة” مجددا، لأن هذا الفريق كان أكثر من المغرب. لقد كان تعبيرا عن القوة العربية. لقد كان رمزا لقوى جديدة تتحدى القوى القائمة
وقال الكاتب إن القوة الدفاعية الجبارة التي بنى عليها المغرب التحدي لفترة وجيزة قد تضاءلت، ومن المؤكد أن الظروف مزقت المغرب هنا في المباراة ضد فرنسا. كانوا يأملون في عودة المدافعين المصابين إلى خط المواجهة، لكن قبل دقائق من انطلاق المباراة، انسحب نايف أكرد. ثم بعد 21 دقيقة وهدف، تم استبدال القائد رومان سايس، ومن الواضح أنه لم يتعاف بشكل كاف من إصابة في أوتار الركبة. كان هذا هو نفس سايس الذي أدت محاولته الفاشلة للاعتراض إلى الهدف الأول، وهو نفس سايس الذي أحبطه ارتداد الكرة الذي كاد أن يؤدي إلى الهدف الثاني.
قال وليد الركراكي، مدرب المنتخب المغربي، “كانت هذه خطوة بعيدة جدا، ليس من حيث الجودة أو التكتيكات، ولكن من الناحية البدنية”.
ويعلق الكاتب أن حملة المغرب بنيت على أقوى جدار دفاعي في المنافسة، لكن الأمر استغرق خمس دقائق فقط قبل أن ينهار. ومع ذلك، فقد واصل المغرب النضال، كما هو معتاد. وكذلك فعل جمهوره – فخرا وعاطفة ومشاغبة حتى النهاية. لقد ساهموا بالتأكيد بأعلى صوت نشيد وطني في كأس العالم. لو كانوا فقط يعطون ميداليات للضوضاء!. قد يكون السعوديون هم الفائزون بكأس العالم، أو المكسيكيون، أو هؤلاء المغاربة، لكن النشيد الوطني المغربي يفوز بركلات الترجيح.
قد يكون السعوديون هم الفائزون بكأس العالم، أو المكسيكيون، أو هؤلاء المغاربة، لكن النشيد الوطني المغربي يفوز بركلات الترجيح
وجوهر النشيد الوطني هو “إخوتي هيا للعلى سعيا.. نشهد الدنيا أننا هنا نحيا”. يعرب عن نوايا حسنة، ولكن ليس عندما ينهار دفاعك قبل أن تبدأ.
ومع ذلك، في معظم الشوط الثاني، كانوا هم الفريق المهاجم، منتجا أنصاف فرص، مرارا كانت التمريرة نهائية أقل من فتح ثغرة في الدفاع الفرنسي إلى الأبد.
وعلق الكاتب أن من العجب في كل ذلك هو تعليق على معنى الهوية الوطنية وقدرة الركراكي على ربط هذه المجموعة معا بإحكام. وشعرت الليلة الماضية أن ملعب البيت كان يكرم شعبا بكامله.
ومع ذلك، فإنهم مجموعة متباينة قد يكون أكثر من نصفهم يلعبون في بلدان مختلفة. حكيم زياش لاعب تشيلسي، على سبيل المثال، ولد في هولندا. أحد أفضل أصدقائه في هذا الفريق هو نصير مزراوي من بايرن ميونخ وهو من مواليد هولندا أيضا. سبعة من اللاعبين الأساسيين في قطر ولدوا خارج المغرب. من بين الفريق البالغ عددهم 26، أقل من نصفهم من مواليد المغرب.
وبالتالي تعكس كرة القدم الحركة العالمية للأجناس والمجتمعات. المغرب، هنا، قصة من روابط الهوية الوطنية.
تعكس كرة القدم الحركة العالمية للأجناس والمجتمعات. المغرب، هنا، قصة من روابط الهوية الوطنية
من الواضح أن حشدهم المشاغب يساعد. وهكذا، أيضا، وبدون أدنى شك، إدارة الركراكي. هو نفسه فرنسي المولد – من منطقة كورباي إيسون الصعبة جنوب باريس. إنه يتفهم الشعور بالانتماء إلى مكان آخر، وهو ما نسجه في كل فريقه. يتحدث أيضا عن نشأته والتعليم الذي قدم له حيث كان عليه أن يكافح أكثر من الآخرين ليصل إلى أي موقع.
ويقول إن فريق المغرب المتنوع قطع شوطا طويلا في قطر. وتحدث الركراكي بعد ذلك عن الفخر والأسف. وقال “نشعر بخيبة أمل، أردنا أن نحافظ على حلم الشعب المغربي حيا”. ومع ذلك فقد أثنى أيضا على لاعبيه وعلى الإنجازات التي تم تناقلها في جميع أنحاء العالم.
قال: “كنا نمثل بلدنا وقارتنا. قلت للاعبين إنني فخور بهم، وإن جلالة الملك فخور بهم والشعب المغربي فخور بهم”.
في النهاية، يقول الكاتب، اتضح أن الشيء الوحيد الذي يمكنه إغراق صوت المغرب هنا هو نظام صوت الاستاد. تمضي صافرة النهاية، واستمرت الجماهير المغربية في الهتاف لدعم فريقهم ولكن بعد ذلك بدأ الاستاد بالضجيج ولم تكن فرنسا حقا ولكن موسيقى البوب الغربية هي التي أغرقت هتافاتهم.