في ليلة كان يفترض أن تكون عرض قوة، اكتفى المنتخب المغربي بفوز باهت على نظيره الكونغولي 1-0 في آخر مباراة من دور مجموعات تصفيات كأس العالم 2026، على أرضية مركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط. فوز لم ينجح في طمأنة الجماهير، بل زاد منسوب القلق قبل أسابيع قليلة من كأس إفريقيا التي ستقام على الأراضي المغربية.
الأسود، المصنفون 11 عالميا، واجهوا منتخبا يحتل المرتبة 133، لكن الفارق الشاسع على الورق لم يظهر على أرض الميدان. الأداء كان باهتا، متثاقلا، خاليا من الأفكار الهجومية الواضحة.
وما يزيد من حدة الجدل أن هذا السيناريو لم يكن الأول. قبل أيام فقط، واجه المغرب منتخب البحرين على نفس الملعب، وبنفس النتيجة 1-0، وبنفس المردود المقلق. هذه السلسلة من الأداءات المتواضعة بدأت تزرع الشك في نفوس الجماهير وتفتح الباب أمام انتقادات حادة للمدرب وليد الركراكي.
الركراكي، الذي صنع ملحمة تاريخية في مونديال قطر، يجد نفسه اليوم أمام واقع مختلف: منتخب يفتقد للحدة، للسرعة في التحول، وللحلول أمام فرق تتكتل دفاعيا. المنتظر كان عرضا مقنعا يبعث رسائل ثقة قبل البطولة القارية، لكن ما حصل كان العكس تماما.
الجماهير المغربية لم تكن تبحث فقط عن انتصار، بل عن عرض يشبه صورة المنتخب الذي أبهر العالم قبل عامين. وبينما يقترب العد التنازلي لكأس إفريقيا، يتزايد الضغط على الركراكي لإعادة التوهج قبل أن تتحول الشكوك إلى أزمة حقيقية.
الفوز مهم، لكن الرسالة أخطر المنتخب المغربي أمام امتحان ايجاد الذات، إما استعادة البريق سريعا، أو الدخول إلى البطولة القارية مثقلا بالأسئلة.















