رمضان افضل شهور السنة ، إذ أنه شهر البركات والخيرات ، وشهر إجارة الدعوات ، شهر اوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار .
في كل عام ، يبدأ المسلمون في جميع أنحاء العالم ، من جميع الجنسيات وجميع الأوضاع الاجتماعية ، في الصيام من شروق الشمس إلى غروبها في اليوم الأول من شهر رمضان ، أقدس شهر في الشريعة الإسلامية. ولكن ما الذي يجعل شهر رمضان شهرًا *مباركًا*؟ لماذا يصوم المسلمون هذا الشهر؟ ما هي الفوائد الروحية للصوم؟ في هذه المقالة سوف نجيب على كل هذه الأسئلة.
يُظهر المسلمون امتنانهم لله بالامتناع عن الطعام والشراب والاتصال الجنسي من شروق الشمس إلى غروبها كل يوم من أيام رمضان. هذه طريقة للاقتراب منه وتنمية وعي أكبر بالله في الحياة اليومية. هذا الوعي الداخلي ، الذي يشعر به المرء بحضور الله ، يدفع الروح إلى فعل الخير حتى في أصعب ظروف الحياة ، ويحمي النفس من الخطيئة ،ويجب على المسلمين جميعًا إذا حضروه استغلوه جيدًا قبل انقضائه؛ لما له من مميزات وفضائل جمّة حيث خصه الله تعالى بها عن بقية الشهور، وسنذكر أدناه بعضًا منها:
-فرض الله تعالى الصيام في شهر رمضان، وجعله من أركان الإسلام الخمسة، كما أن صوم رمضان يحقق التقوى والتقرب من الله، لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
– أنزل الله تعالى القرآن الكريم في شهر رمضان، لقوله تعالى: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [سورة البقرة: 185]. -جعل الله تعالى في شهر رمضان ليلة القدر،وهي ليلة تتأكد في الليالي الوترية من العشر الأواخر منه، كما فضلها الله تعالى على ألف شهر، لقوله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [سورة القدر:1-3].
-تفتح في شهر رمضان أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، وتصفد الشياطين.
-يدخل الصائمون يوم القيامة الجنة من باب الريان.
-يشفع الصيام للعبد يوم القيامة.
-توجد للصائم دعوة مستجابة.
-يذهب صوم رمضان وثلاثة من كل شهر حر الصدر اي وساوس القلب وشره.
– يعتق الله سبحانه وتعالى في شهر رمضان من يشاء من عباده. اختص الله سبحانه وتعالى الصوم لنفسه، وهو الذي يجازي به.
– تعدل العمرة في شهر رمضان حجة واحدة.
-يعدّ خلوف فم الصائم عند الله تعالى أطيب من رائحة المسك. *ما هي فوائد رمضان الروحية؟* تؤثر العبادات على السلوك الإنساني تأثيرًا كبيرًا، فلكل عبادة أثرها الخاص على حياة العبد؛ إذ إنّ للصلاة أثرها، وللحج أثره، وللزكاة والصدقات والإنفاق آثار، وللصيام آثار عظيمة أيضًا؛ إذ يسود المجتمع الإسلامي في شهر رمضان المبارك الصلاح الظاهر خصوصًا في النهار؛ فتمتلئ المساجد، ويختم معظم الناس القرآن، كما يكثرون من الذكر والتوبة والندم على المعاصي،وقد أشار الله سبحانه وتعالى أن للصيام في رمضان فوائد عظيمة، لقوله تعالى: {وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}، ولا تقتصر خيرية الصيام في رمضان على الجانب الروحي والنفسي للصائم فقط، بل تمتد لتشمل الجانب الجسمي؛ فترى الصائم نشيطًا وحيويًّا، ونذكر أدناه بعض الفوائد التي يعود بها صيام رمضان على الفرد والمجتمع، ومنها:
-يُربِّي الصيام في رمضان المسلم تربيةً روحيَّةً ممتازةً؛ إذ يزيد رمضان من ورع العبد وتقواه؛ فيشعر بمراقبة الله -عز وجل- في كلِّ أحواله، في السر والعلانيّة.
-يُعوّد الصيام في رمضان المسلم على السيطرة على الجانب المادي في حياته، ويدفعُه إلى التغلُّب عليه، وتفضيل الجانب الروحي والمعنوي عليه.
– يسد الصيام في رمضان باب الفتن والغواية بكلِّ أنواعها وأشكالها على المسلم، ويجعل له حصنًا منيعًا أمام كلِّ المغريات. -يزيد الصيام في رمضان من حرص المسلم على اكتساب الفضائل والتحلي بها، والبُعد عن الرذائل والتخلي عنها، كما يُطهِّر النَّفس الإنسانيَّة ويُزكِّيها من الذنوب والمعاصي، ويُصقلها صقلًا يجعلُ المسلم ذا شفافيةٍ عاليةٍ وحسٍّ مرهف.
– يزيد الصوم في رمضان الرغبة لدى المسلم في العمل الصالح. -يدفع الصوم في رمضان المسلم إلى تجديد العودة إلى الله، والإقبال عليه والكف عن عصيانه، كما يُساعده على صَفاء الذهن وسلامة الفكر وتنشيط الذاكرة.
-ينقي الصوم في رمضان روح المسلم من كلِّ الشوائب العالقة بها؛ فيزيد من خفَّة حركة أعضائه نحوَ الطاعات، ويكبح جماح الشهوات، ويزيد رقَّة القلب، ويطهر كل الجوارح.
– يقوي الصوم في رمضان من إرادة الصائم ويشحْذ همَّته.
– يدفع الصوم في رمضان المسلم لمتابعة نفسه والانتباه لكل ما يصدر عنه من أقوال وأفعال؛ إذ يبدأ بحفظ اللسان من الرفث والفسوق.
-يعزز الصوم في رمضان الاستقامة ومراقبة النفس، واستشعار مراقبة الله عز جل. -يربي الصوم في رمضان المسلم على الصدق والارتقاء الخلقي والاتِّصاف بخلق الحياء.
-يربي الصوم في رمضان المسلم على غضَّ البصر عن المحرَّمات، والعمل على كسب رضا الله ومحبة الناس.كما يعلمه الصبر والتحمُّل وتهذيب السلوك، والانضباط والوعي ودقَّة المواعيد.
– يزيد الصوم في رمضان من التكافل الاجتماعي؛ من خلال وجوب زكاة الفطر وإخراجها لفقراء المسلمين، والإسهام في إسعاد المحتاجين، وتشجيع الأغنياء على مساعدة العاجزين والأرامل واليتامى.
– ينشر الصوم في رمضان المحبَّة والمودَّة داخل المجتمع، ويزيد من روح البذل والسخاء، ويعوّد على البر والإحسان نحو الوالدين والأقارب والجيران.
– الحث على التكافل والتضامن بين أفراد المجتمع.
-قيام رمضان وصلاة التراويح؛ حيث دأب على القيام بذلك رسول الامة .
-قراءة القرآن: كان النبي عليه السلام أجود ما يكون في قراءة القران في شهر رمضان.
-الصدقة: تُعدّ الصدقة في رمضان من أفضل الصدقات. على كثيرٍ من العبادات؛ لَهُ مثلُ أجرِهِ غيرَ أنَّهُ لا .
-صلة الرحم وبرّ الوالدين: يُعدّ بر الوالدين، بالإضافة إلى صلة الرحم من أعظم العبادات التي أمر الله بها عباده.
-الاعتكاف وتحرِّي ليلة القدر: عبادة الاعتكاف عبادة تجمع تحتها الكثير من الطاعات؛ تلاوة القرآن والصلاة والذكر والدعا